عدنان نصار: (الشيخ والأسير) هنية والبرغوثي.. هل سيطيحان بقيادات تنتظر الوصول.. ويعيدا تماسك السلطة؟

{title}
أخبار دقيقة -

عشرون عاما مر على إعتقال القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي، في سجون الإحتلال.

  فالرجل الذي تسلم زعامة فتح في الضفة الغربية ، وفجر الانتفاضة الثانية، لم يقف في يوم من الايام الا في صف المقاومة السلمية، منذ “اوسلو” إلى لحظة اعتقاله عدة مرات، كان آخرها قبل عشرين سنة.
البرغوثي “الفتحاوي” الأسير ، شكل عمليا احد أبرز عوامل التنافس داخل فتح، ويحظى بشعبية كبيرة من المكون الفلسطيني على اختلاف تنظيماته ، كما أنه يشكل علامة فارقة في تاريخ النضال الفلسطيني القيادي بعد الراحل ياسر عرفات ، مما يعني ذلك أن الفتحاوي الأسير، اصبح يشكل يثير قلق بعض قياديي السلطة، الذين يعتقدون ان لا مكان قيادي لهم، ان وصل البرغوثي إلى زعامة السلطة الفلسطينية في حال وافق الإحتلال على فك أسره بصفقة تبادل تصر حماس على ان يكون البرغوثي احد المحررين في الصفقة، غير أن المخاوف التي تتمدد عند الاحتلال والسلطة الفلسطينية من خروج البرغوثي من المعتقل تتعمق، وخاصة ان الرهان الشعبي الفلسطيني على البرغوثي يتسع افقيا وعاموديا، بقبول علتي عند كل الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حماس، التي ترى ان البرغوثي الأنسب والاقوى، ليكون في موقع التنافس على السلطة الفلسطينية، في حال إجراء انتخابات، وهي بذلك اي حركة حماس، توظف هذه التوافقات السياسية لصالح القضية الفلسطينية بذكاء ومرونة، معتمدة على سيرة الرجل ومواقفه من الإحتلال، ومعتقدة انه سيكون الأفضل حتما لمنافسة رئيس المكتب السياسي لحماس الشيخ اسماعيل هنية، في حال ترشح الاثنين لزعامة السلطة الفلسطينية. حماس التي تصر في الصفقة المنتظرة على الإفراج عن البرغوثي، تقدم بذلك ورقة سياسية رابحة للقضية الفلسطينية عموما، في ظل عدم الرضى الفلسطيني عن الزعامة الحالية “محمود عباس” وخصوصا بعد موقفه المخيب لآمال النضال الفلسطيني في وقت عصيب، في أعقاب السابع من أكتوبر .!! الأسير مروان البرغوثي، الملقب ب”مانديلا فلسطين”، حصد على مدى عشرين سنة من اعتقاله، شعبية فلسطينية كبيرة، وأكتسب سمعة شعبية عربية، كما حظي الرجل بمتابعة عالمية وخاصة أمريكا، التي هي الأخرى تعارض الإفراج عن البرغوثي في اي صفقة كانت، لاعتبارات (ربما) لها صلة بمخاوف ثلاثية الأطراف: “اميركا، الاحتلال والسلطة الفلسطينية”  في حال الإفراج عنه، ويثق هذا الثالوث: “امريكا  الاحتلال و السلطة”  ان خروج البرغوثي من المعتقل قد يغير مسار انتخابات فلسطينية  مفترضة، ويعمل البرغوثي ،الممسك بالشعبية الفلسطينية العظمى، على قلب طاولة الانتخابات الفلسطينية، ويجيء محاولا على أكتاف الانتخابات النزيهة إلى السلطة الفلسطينية ، أو بمنافسه الافتراضي الشيخ هنيه، وفي كلا الحالتين تعتبر النتيجة في غير صالح الثالوث أعلاه..! ما يحتاجه هذا “الثالوث” انتخابات فلسطينية بأسماء لا تخرج عن مسارها ولا تغرد خارج سربها ..، في محاولة إحتلالية لابقاء السلطة الفلسطينية تحت جناحها ..وهذا ما يرفضاه مطلقا (الشيخ والاسير ) ، وهذا بطبيعة الحال ما يؤيده الشعب الفلسطيني بغالبيته ،الرافض لأي تغول احتلالي على السلطة ،أو تجريدها من سيادة القرار ..فالشعب هو صاحب القرار والاختيار لزعامة السلطة ، وهذا أيضا ما يدركه الثلاثي تماما ومتأكد من نتائجه في حال إجراء انتخابات فلسطينية نزيهة يترشح لها (الشيخ والأسير) .
تصميم و تطوير