عدنان نصار : مثلث: الموت الجوع القهر.. أضاحي للإله “يهوه”.. وأسماؤنا على اللائحة

{title}
أخبار دقيقة - إستهلال سياسي: (غزة؛ قبلة الحدث ، ومحراب الخبر.. وهي فضيلة المفتي في زمن الردة.. فكلهم يقفون خلف حضرة الإمام /غزة/ وكلما وصل الإمام إلى: “ولا الظالين” رددت الجموع:”آآآمين”.)
(1) في القلوب الكبيرة ألف جرح، وفي الأجساد الصغيرة الف وخزة، وقشعريرة تسري بالأبدان.. وطرقات (غزة) رصفت بأكملها بصبر المتطلعين إلى وطن حر؛ وطن الحالمين بزرقة البحر في الساعات الأولى لفجر تتراقص فيه إلتماعات النجوم، وهي تلملم بريقها ،لتغادر لتعود في اليوم التالي بأسماء جديدة لشهداء جدد…موانيء غزة هي لنا ، أنهك رمالها تعب الإنتظار.. غير ان وهج الانتصار، يبدد في لحظة ما كل تعبك يا غزة ..، لا أظن أن صدرك الكبير يضيق بالصغار يا غزة ..؟! معركة العدوان الاسرائيلي ضد حماس، تبدو صعبة .. صعبة جدا يا غزة ..فالإحتلال لم يعتاد على حرب تخلو من “العملاء”.. وحرب تخلو من “الدخلاء”.. ابدا، لم يعتاد جيش الاحتلال على هذا القهر وهو الذي قيل عنه ذات يوم انه “جيش لا يقهر”.. ومن جملة ما قيل انه من اقوى جيوش العالم.. مهزلة ما سمعناه -اي والله – مهزلة كبيرة يا غزة ..!!   (2) دخلنا ، على وقع هدير الطائرات المعادية ، شارع الرشيد ، وشارع النصر ، وشارع الثورة .. وعلى ضفاف “الأبيض المتوسط” شاهدنا عن كثب ، كثبان الرمل الناعم المطهم بنكهة الدم ..رأينا موج بحرك يا غزة وهو يحمل نوارس البحر ،لتلقي تحية الصبح الباكر على أشلاء الشهداء ، وعلى الأطفال الشهداء ..رأينا وسط الكثبان الرملية رغوة حلم الصغار تطفو على سطح بحرك ..، رأينا الطفلة سلوى  تتعربش على “قشة” وتطوح بيدها ، وتنادي: واعرباه ..! كانت سلوى تلهث تعبا ، تتضور جوعا ، ترتعد خوفا ..تستحضر في ذاكرتها شنطتها المدرسية ، ودفتر رسمها ..تذكرت رسمتها الأولى قلب حب ،بلون نهدي مائي ، وحرفين على جانبي القلب (ف.غ) ربما تقصد فلسطين/غزة ..تمسكي جيدا بالقشة يا سلوى ..فبعضنا يتكيء على بعضنا ،وماء غزة لن يخذلنا يا سلوى..!!   (3) الحق أقول يا غزة : الإحساس الرهيب بالخوف من غرق العرب يلاحقني يا غزة ،..تتلكأ مراكبي ، كلما اقتربت من ضفاف بحرك ..ويحملني موجك الأزرق في بحرك الأبيض إلى أرق دائم ..،وأرتعد خوفا ليس من قذائفهم..ولا هدير طائراتهم ..مطلقا،  ارتعد خوفا من سقوط كل القيم السياسية الأممية ، وقيم الأخلاق الدولية ..وحقوق الإنسان،  وحقوق المرأة ، وحق الطفولة..ارتعد من مسميات دولية ، كنا نظنها (عن جد) لنكتشف انها مجرد كذبة سمجة..تخيلي يا غزة ، حتى دول كبرى تتاجر بكذب صغير ، لتمرير غسيلها الوسخ وتنشره على حبال احلامنا الطاهرة ..دول تعملقت على حساب ضعفنا..كيف يا غزة نعيد نتاج القيم ، و”أمريكا” تغلف الإنسانية بملح البارود لتقتلنا ، وتقدم في عزائنا “التمر” المغلف بورق السولفان..كيف يا غزة يثق ‘هارون” بعد الآن بإبن اليهودية..؟!   (4) منذ صغرنا ، كنا نصف “اللئيم” بأنه “يهودي”..وهو وصف ليبين مدى شدة اللؤم عند الآخر ..هل كان هذا الوصف مجرد كلام..؟! تراكمت الأوساخ ، في قلوبهم ..،تماما كما لو انها “حاوية قمامة ” ، تقلبها بعصا ، كي لا تتسخ الأياد..تماما ، هم خارج سياق الإنسانية.. الأمر اكثر من جريمة،  وأكبر من حقد ..وأوسع من تآمر على الإنسانية والهوية العربية ، بمعتقداتها وعقيدتها الإسلامية والمسيحية ..، فما تفعله اسرائيل في غزة من جرائم حرب ، هو اشبه بتقديم الأضاحي للإله في الأرض المقدسة ، لذبح القومية الفلسطينية وهويتها ..!!ويبدو ان هذا العداء الصهيوني المجرم ، لا يرتوي من رؤية الدم ، ولا يشبع من رائحة الموت ..، فنحن العرب جميعا بلا استثناء واطفالنا القادمون في أجيال مقبلة ، ستدرج اسماؤنا على لوح أضاحي الإله “يهوه” ..المسألة لا تقتصر على غزة وفلسطين بكل هويتها الجامعة للوطن الفلسطيني..الأمر لا يقتصر عليك/ي يا غزة ..!!
تصميم و تطوير