عدنان نصار : (غزة) حرب المجاعة… هل تنتصر “الخبيزة” على “الديلفيري الأمريكي”؟.. دروسٌ وعبر

{title}
أخبار دقيقة -

لنضع قصف العدوان الاسرائيلي الهمجي على قطاع غزة وما رافقه من جرائم قذرة ، تفوقت على حرب “الافيون” التي قادتها بريطانيا ضد الشعب الصيني في القرن السادس عشر ..ولنضع حجم الدمار الصادم الذي ارتكبته آلة الحرب الاسرائيلية ، وما أحدثه من خراب لا يبقي ولا يذر جانبا..لنتحدث فقط عن حرب المجاعة التي اعتمدها جيش الاحتلال ضد الابرياء والإنسانية في قطاع شهد له التاريخ بحجم الصبر ،  والتضحيات والثبات .

  على مدى عمر العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ، إلى اللحظة الراهنة، لم يترك الاحتلال ولا وصمة عار الا وضعها على جبينه ، دون اي وازع أخلاقي او رادع عسكري عربي أو دولي ،لهذا العدوان السافر ..فالعالم ، الملتزم للصمت المخيف والمتواطيء بزعامة جنرال العالم الحر “اميركا” لم يحرك ساكنا ، ولم يتحرك بشكل جاد وفاعل لوقف مذابح ومجازر الاحتلال ، أو فتح المعابر لامداد غزة بالغذاء والدواء والماء ومستلزمات الحياة ..لكن وللغرابة الصادمة ان هذا العالم بكل اتساعه لم يتمكن من لجم عدوان الاحتلال ..أو فلنقل متواطيء مع إحتلال اتخذ من الغذاء والماء والدواء أدوات اضافية لتوسيع حرب الابادة ..!! أمام حالة الهستيريا الصهيونية ، يوازيها حالة الثبات وإجتراح البدائل للبقاء على قيد الحياة قدر الممكن ووقف مسيرة الموت جوعا لاطفال وكبار ونساء ربطوا على امعدتهم حجر الإيمان والثبات ، لتجاوز مرحلة عدوان ، يعد احد أقذر الإعتداءات في تاريخ الحروب المعاصرة ، يعني ذلك في مسيرة الشعوب الصابرة دروس وعبر لها قدسيتها..!
“الديلفري الامريكي” الهابط من السماء على قطاع غزة ، شكل احد أبرز القرارات الغبية ، يصدر عن دولى “عظمى” ..ف”الديلفرلي الأمريكي ” الذي يجيء على شكل مغلفات جاهزة ، لم يخرج أمريكا من حرجها السياسي الموجع لها امام عالم يتسم بذكاء انساني اممي ، ويدرك حجم “لعبة التحايل ” المخجلة.. ولن يمنح “الديلفري صكوك غفران” لأمريكا لدخول الجنة ..بل ساعد ذلك على حجم غفلتها السياسية ، أو خبثها،  أو شراكتها في الجريمة..! نبتة “الخبيزة” التي يعرفها الشعب العربي عموما ، ومحيط بلاد الشام خاصة ، جاءت في موسم مطري استثنائي هبة من الله وهدية للصابرين على الجوع في قطاع غزة..، فهي اي (الخبيزة) دخلت في تفاصيل المعركة ، وساهمت بتخفيف وطأة الجوع ، لتكون الأرض احد اهم الحواضن لمساندة أصحاب الأرض على البقاء ، ومساعدتهم للتغلب على ابشع حرب مجاعة في تاريخ الإنسانية.. شهر آذار ، الذي يعتبر شهر الأرض بإمتياز ، ساهم هو الآخر بصياغة الصبر ، بعد أن كان آذار يقتصر على مناسبات :الكرامة ، ويوم الأرض ، وعيد الأم ..وجميع ما ذكر له ارتباط بالانتماء للارض ..فالأم من تعلمنا فنون الانتماء ..والصبر على الجوع هو العنوان الأبرز في شهر آذار الذي يلتقي مع شهر رمضان المبارك ليشكلا معا مدرسة في الصبر على البلاء .!! البلاء والإبتلاء ، ثنائية تؤكد لنا في كل يوم ان أمريكا هي من تقود العدوان الهمجي على قطاع غزة بأذرع اسرائيلية ، وبات الصغير والكبير والمقمط بالسرير يعرف ان لولا دعم أمريكا لما بقيت اسرائيل محتلة لفلسطين ..ندرك انه لولا أمريكا لدخلنا شهر نيسان بدون احتلال ، لكنه “البلاء والابتلاء” ومع كل هذا لن يدخل “الديلفري ” الأمريكي في قاموس الإنسانية بل سيدخل في تاريخ العار المساند لحرب المجاعة ..مجاعة وحرب مواجهة بين “الخبيزة” المغمسة بالانتماء والقداسة و”الديلفري” المغلف بورق الإنسانية الزائفة..!! كاتب وصحفي أردني
تصميم و تطوير