احمد الحوراني : ولي الـعهـد

{title}
أخبار دقيقة -
عبر أكثر من زاوية ولأكثر من سبب كانت زيارة ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى سنغافورة ناجحة إذ أنها كانت فرصة لإعطاء زخم يؤدي إلى تدعيم وتطوير العلاقات الثنائية بين المملكة وسنغافورة وتوسيعها في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، خصوصا وأن عمان وسنغافورة ترتبطان منذ عام ألفين وأربعة باتفاقية للتجارة الحرة تشكل جزءا من إطار أوسع للشراكة الاقتصادية الإستراتيجية بينهما، ومثل هذه العلاقات مرشحة لمزيد من النمو خاصة في ظل رغبة قيادتي البلدين التي أكدت عليه لقاءات جلالة الملك مع المسؤولين هنا? حيث قام جلالته بأكثر من زيارة إلى هذه الدولة أكد خلالها الحرص المشترك على تعميق علاقات الصداقة الثنائية وتعزيزها في شتى الميادين، لا سيما الاقتصادية منها، وبما يخدم مصالح البلدين وشعبيهما.
زيارة سمو ولي العهد إلى سنغافورة كانت كذلك مناسبة أكد فيها سموه على مواقف الأردن بقيادة جلالة الملك الداعمة لنصرة القضايا العربية وخاصة فيما يتعلق بتطورات الاوضاع الخطيرة في الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة منذ مائة يوم، وهنا كانت تأكيدات سموه في مباحثاته مع رئيس الوزراء السنغافوري هسين لونغ، وكذلك مع الوزير الأول والوزير المنسق للأمن القومي تيو تشي هين، ووزير التعليم والوزير المسؤول عن الخدمة العامة تشان تشون سينغ، حيث شدد سموه على حقيقة أن الصراع المركزي في المنطقة يتمثل في استمرار إنكار حق إقامة الدولة ?لفلسطينية، ما أدى إلى تأجيج الفتنة والتطرف العالميين، لافتا الى أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن الأردن لا يدخر جهدا للعمل لتحقيق السلام والأمن الإقليميين، جنبا إلى جنب مع حلفائه وأصدقائه.
مجالات عديدة وموضوعات شتّى كانت مُدرجة على جدول أعمال زيارة ولي العهد، كان أبرزها توسيع الشراكة في مجالات مكافحة الإرهاب من خلال برامج التدريب المشتركة وبناء القدرات، والتنسيق إزاء المخاطر الأمنية التي تواجه المنطقة لتحقيق الاستقرار الإقليمي، وسبل التعاون في مجالات التكنولوجيا الدفاعية والأمن السيبراني، لما لدى البلدين من اهتمام مشترك وخبرات متنوعة في هذه الملفات.
يتحدث سمو الأمير بلغة الواثق بقدراته الفائقة على ترويج الأردن من خلال عرضه لجملة الميزات التي تتمتع بها المملكة وموقعها الاستراتيجي المتميز، كبوابة لمنطقة الشرق الأوسط، وحلقة وصل بين القارات الثلاث، وما يتمتع به من أمن واستقرار وقوى عاملة مؤهلة ومدربة، إضافة إلى ارتباطه باتفاقيات تجارة حرة إقليمية ودولية، مما يعني تركيز سموه على ضرورة الاستفادة من المزايا التي يوفرها الاقتصاد الأردني، والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين، وبما يعزز الشراكة الاقتصادية بين الأردن وسنغافورة، ويفتح أفاقا أوسع للقطاعين العام والخاص ف? البلدين وهكذا استطاع سموه أن يضع رجال الأعمال هناك بصورة مواطن القوة والفرص المتوفرة في الأردن، الذي يتمتع برأس مال بشري وقوى عاملة متفوقة في المجالات التكنولوجية والهندسية، إضافة إلى توفر البنية التحتية الرقمية والتكنولوجيا الذكية في الأردن، ضمن بيئة اقتصادية آمنة مع استقرار سياسي ومالي قوي، يضاف لكل ذلك تراث الأردن الثقافي الغني بالمواقع التاريخية الشهيرة والمميزة والذي يجذب ملايين السياح.
نحن أمام زيارة مميزة واستثنائية وناجحة بكل المقاييس لا سيما وأنها تأتي في حالة من الظروف والتطورات المعقدة الناجمة عن حرب غزة، وفي هذا الصدد لا بد من الإشارة إلى النواحي الإنسانية التي بدت على سمو ولي العهد الذي أعرب عن امتعاضه وتأسفه لمشاهد القتل والترويع واستهداف المدنيين وهو ما كان قد رفضه منذ اليوم الأول للحرب
تصميم و تطوير