إسرائيل أمام هولوكست مختلف!!
أخبار دقيقة -
ينقلب الزمان وتتغير الموازين وتقف إسرائيل اليوم أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني ، وهي عندما أنشأت كانت إحدى علل هذا الإنشاء قصة الهولوكست التي حدثت لليهود في ألمانيا إضافة الى رواية تعرضهم للظلم في كثير من دول العالم الغربي والقول بالقول يذكر.. لم تستطع الصهيونيةالحديث عن أي اضطهاد طال اليهود في العالم العربي والاسلامي حيث لم يتعرض يهودي واحد الى أذى عبر القرون التي عاشوا خلالها في العالم الاسلامي وعاشوا مع المسلمين عبر القرون الطويلة حياة مسالمة وتعايش محمود ووثيقة المدينة التي كتبها الرسول صلى الله عليه وسلم للتعايش بين المسلمين واليهود لا زالت ماثلة في التاريخ وظلت الظلال الاساس لهذا التعايش، إلى أن أتت الصهيونية لتستعدي اليهود على العرب والمسلمين ، وتحرض على قتل هؤلاء في مقدمتهم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة ليس ابتداء من ٧ أكتوبر الماضي ، بل مما يقارب المائة عام على أيدي الصهاينة .. اليوم يرتفع الغطاء ولو بجزء بسيط عن الكيان الإسرائيلي ، وبدأ العالم يضيق بما يرتكب من مجازر ضد الفلسطينيين وهم على أرضهم وفي وطنهم ، وينقلب الراي العام الدولي بمساحة كبيرة ضد إسرائيل الأمر الذي لم يتوقعه أحد من الإسرائيليين يوما .
هذا الانقلاب الكبير إستجد لأن الاجيال الجديدة في العالم وخصوصا الولايات المتحدة أكبر داعم لإسرائيل بدت الامور تتوضح امامها بأن الاسرائيليين معتدون ومحتلون للأرض الفلسطينية وأن الفلسطينيين يدافعون عن حريتهم وحياتهم وأن غلاة المتطرفين الصهاينة الذين تملأ عقولهم خرافات لا وجود لها في الواقع وهم على الحقيقة قتلة ..
من كان يظن أن قصة الهولوكست الذي ملأ الصهاينة العالم صراخا بسببها وحصدوا تعاطف العالم لأجلها يأتي يوم يبرز فيه واقع جديد معاكس تماما لتحاكم إسرائيل على نفس التهمة ، تهمة القيام بأعمال تؤدي إلى إبادة الشعب الفلسطيني ، ولا يكتفي المتطرفون الصهاينة بالإجرام ضد حياة الفلسطينيبن ، بل ينكرون حقهم بالحياة كبشر وتصريحات زعمائهم موجودة وموثقة ومصممون على جر المنطقة إلى الحرب شاملة بخرافاتهم ، ومفاهيمهم التي يرفضها العالم الحر بل وكثير من من اليهود أنفسهم في العالم.. وهذا الذي جعل
قياسات الرأي العام اليوم تشير أن أكثر من خمسين بالمئة من الجيل الجديد في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها الداعم الأكبر لإسرائيل يرفضون ما تقوم به الأخيرة من إجرام بحق الشعب الفلسطيني ، والأمر ذاته في الدول الأوروبية التي يرتفع صوت الرأي العام فيها كل يوم أكثر برفض ما تقوم به إسرائيل من جرائم ضد الشعب الفلسطيني ، وهذه أول مرة في تاريخ الصراع تنقلب الأمور في العالم بهذا الشكل وهذه الحدة ضد إسرائيل و هذا يعني ان اسرائيل ستواجة في زمن قادم ليس ببعيد ساسة أمريكيين وأوربيين جدد لن يعطوها الغطاء القديم ولن يقتنعوا بمظلوميتها المزعومة انها تعيش في محيط متخلف دموي وأنها هي وحدها واحة الديقراطية والحرية وأن الفلسطينيين ارهابيون لا يؤمنون إلا بالقتل ويرفضون السلام ومن خلفهم العرب والمسلمون..
الإسرائيليون ركنوا الى دعم العالم المطلق في السابق ظننا منهم أن هذا الدعم سيظل يعبد أماهم الطريق لاستمرار احتلالهم وقتلهم للفلسطينيين وكانت النتيجة ان بدأوا يخسرون على كل الجبهات وكانت النتيجةأيضا ما نرى اليوم من فوضى تصيب كل جوانب حياتهم .
الفلسطينيون يتعرضون إلى مذبحة على أيدي أحفاد من تعرضوا لهولوكست القرن الماضي في حين كان الطبيعي وبموجب طبيعة البشر السوية أن يكونوا قد عرفوا معنى قسوة وبشاعة أن يتعرض شعب أعزل للإبادة دون ذنب!!
لقد خسرت إسرائيل في حربها ضد الشعب الفلسطيني جولة الرواية وانتصرت رواية وصلابة الفلسطينيين وبات العالم اليوم أكثر إنصافا لأصحاب الحق والأرض وبدأ يدرك أنه اذا أدار ظهره لما يرتكبه الاسرائيلون ضد الفلسطينيين ستدخل المنطقة في صدام كبير لا يسلم منه أحد ليس في المنطقة فقط بل في العالم جله.
إسرائيل اليوم أمام واقع جديد لم تعايشه يوما ، فلم تعد فوق القانون الدولي ، وهي اليوم متهمة أمامه ، وسيكون الثمن الذي ستدفعه كبيرا أمام إزاحة جزءا كبيرا من روايتها التي اقنعت العالم بها طوال الزمن الماضي الذي ظل بدوره على امتداد ما يقارب القرن يصمت على ظلمها للفلسطينيين وتجبرها بهم.
سيحسم الصراع يوما لصالح أصحاب الحق وسيحصل الفلسطينيون على حقوقهم ولن يبقى مجال لروايات وسرديات كاذبة بدأ العالم بكشف زيفها، وسيعود أصحاب الحق إلى أرضهم وبيوتهم ومقدساتهم وسيحصلون على حريتهم.. هذا وعد الله ومن أصدق من الله وعدا