وتتواصل أكاذيبهم

{title}
أخبار دقيقة - حرب المائة يوم لم تتمخض عن إنجاب فأر لما تدعى بدول التحالف الغربي في حرب مفتوحة متواصلة وحشية ضد غزّة الأبيّة، حرب لم تبق شجراً أو حجراً أو بشراً إلا واستهدفته بالقصف العشوائي التدميري المكثف. ما الذي تغيّر حتى يخرج علينا في يومٍ واحد وزراء خارجية الولايات المتحدة وإنجلترا وألمانيا وهي الدول التي هرعت منذ بدايات العدوان لإعلان وقوفها التام ودعمها غير المحدود للكيان الصهيوني، وحيث تتوارد السفن والطائرات من هذه الدول محملةً بأعتى صنوف الأسلحة والذخائر التي تصبّ حممها على رؤوس الأطفال والنساء وكبار السّن في مخيمات وتجمعات غزّة الصامدة المقاومة الباسلة. لماذا هذا الخطاب الثلاثي الذي أصبح وديّاً ويزعم أنه يريد البحث عن حلولٍ غير حربيةٍ ويكتشف أن هناك بشرا مدنيين مسالمين يتم قتلهم بشكلٍ جماعي ودون أدنى رحمة، لقد أصبح ترفاً دفن الميّت الشهيد وحده، فصار الدفن للعائلة ومن بجوارها بشهادةٍ واحدةٍ من قذيفة موتورة قبيحة. ما بين ليلةٍ وضحاها تحولت لغة الخطاب الغربي إلى الاعتراف بوجود شعب ومقاومة يريد التفاوض معها، ووفد أممي لدراسة الأوضاع والبدء بأكبر عمليات إدخال للمساعدات، والتوقّف عن القصف والقتل الهمجي، فما الذي تغيّر حتى أصبحت عين الغرب ترى المشهد كما هو لا كما يريد الصهيوني؟ يبدو أن هناك دورا رئيسا ومؤثرا لما يحدث في البحر الاحمر، فهذه قضية لا يحتملها الاقتصاد العالمي، وهي إن تطورت فقد تجلب حرباً واسعةً غير معروفة الأبعاد والمآلات. كما أن دخول محكمة الجنايات الدولية من خلال تقديم لوائح إتهام للكيان الصهيوني ومسؤوليه بتنفيذ مجازر وإيبادات جماعية غير مسبوقة واستهداف المستشفيات والمرضى والصحفيين وغيرهم ممن تنطبق على وصفهم جرائم حرب بشكل واضح لا لبس فيه، إضافةً إلى احتمالية دخول دول عديدة مع جنوب أفريقيا إلى حلبة محكمة الجنايات، وبالتأكيد فهذه ستكون كرةً من النار ستأخذ في طريقها رؤوساً وأنظمة عديدة وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي يتم قتل الفلسطينيين المدنيين والأطفال والنساء بأسلحتها التي تزوّد الكيان الصهيوني بها عبر جسرٍ لا ينتهي من الإمدادات. مع ذلك فلا زال الخطاب الغربي يناقض نفسه ويخلو من أية قيم وأخلاقيات إنسانية، عندما يذرفون الدموع على ما جرى في السابع من أكتوبر ويتغاضون عما يجري بعد السابع من أكتوبر وطيلة 100 يوم من الذبح والقتل والإبادة الجماعية التي تقترفها دولة الاحتلال. يريدون أن يضمنوا عدم إطلاق الصواريخ من غزة على مناطق الكيان الصهيوني، لكنهم لا يتطرقون لأطنانٍ من المتفجرات شديدة التأثير التي تلقى على الفلسطينيين على مدار الساعة. يريدون ضمان إطلاق سراح الأسرى الصهاينة، ولا يتحدثون عن آلاف الرهائن الفلسطينيين في سجون الاحتلال. هو مشهد سريالي بامتياز ذاك الذي يرسمه الغرب بانحيازه المشبوه وبتواطئه المريب مع الكيان الصهيوني وتبني سردياته الكاذبة، فيما يغمض عينيه تماماً عن آلام وأوجاع وقهر الفلسطيني. 100 يوم لم يحقق الكيان الصهيوني ما تشدق به رئيس حكومته نتنياهو بتدمير حماس وفك الأسرى، ما زال الفلسطيني يعضّ على جراحه ولا يستسلم. إن هذه التصريحات الغربية وتوافد الوفود باحثةً عن حلّ ينجي الكيان قبل أن يكون لصالح غزّة وأهلها، هو إقرار بفشل الجيش الصهيوني في تحقيق أية أهداف تم وضعها منذ السابع من أكتوبر 2023، وحتى العاشر من يناير 2024 ، ما زالت بيت حانون ورفح والمغازي والزيتون وجباليا والشجاعية.
تصميم و تطوير