الجامعة الأردنيّة تحتفي بالهُويّة الوطنيّة وتعزّز قيم الانتماء والمسؤوليّة الفاعلة لدى طلبتها

{title}
أخبار دقيقة -
جسَّدت فعاليّة "الهُويّة الوطنيّة" التي نظَّمتها الجامعة الأردنيّة اليوم برعاية رئيسها الدكتور نذير عبيدات، أسمى معاني الهُويّة الوطنيّة بوصفها انتماءً راسخًا ومسؤوليّةً مشتركةً من خلال برنامج متنوّع جمع بين الحوار والفن، في إطار السعى إلى تعزيز الوعي الوطني لدى طلبة الجامعة.
والحدث الذي نفَّذه اتحاد الطلبة بحضور عدد من الأساتذة نوّاب رئيس الجامعة وأصحاب المعالي والعطوفة والسعادة، وجمع غفير من الطلبة؛ سلَّط الضوء ضمن فعاليّاته على مفاهيم الانتماء والمواطنة، ودور الشباب في صون الهُويّة وتعزيز حضورها في الوعي المجتمعيّ، مؤكِّدًا على ارتباط الهُويّة الوطنيّة بالقيم والعمل البناء لرفعة الوطن وازدهاره والمشاركة الفاعلة.
وقال عبيدات لدى افتتاحه فعاليّات الحفل:" إنَّ الهُويّة الوطنيّة هي الحبّ الذي يجمعنا، والعهد الذي لا ينكسر، وهي رائحة الشِّيح في البادية، ووقار زيتون حوران، وعنفوان الموج في العقبة"، مؤكِّدًا أنَّها "البوصلة " التي تجعل من التقدّم ضرورة، ومن الحداثة سلاحًا، دون أن نفقدَ جذورنا الضاربة في عُمق التاريخ.
وأضاف عبيدات أنَّنا في الجامعة الأردنيّة لا نُدرِّس العلم فحسب، بل نصهر الانتماء، وفي كلّ زاويةٍ في ممرّاتها تحكي قصّة وطن، مشيرًا إلى أنَّها كانت وستبقى القلعة التي تحمي الوعي والمصنع الذي يُشكِّل وجدان الإنسان، وحاضنة التنوّع الذي ينصهر في بوتقة "الأردن أولًا"، حاثًا الطلبة إلى أن يكونوا أوفياء للوطن "الأردن" الذي يُشكِّل فينا "حالة عشق ".
وتوقَّف عبيدات في كلمته ليعرب عن تقديره وفخره بـ" اتحاد طلبة الجامعة الأردنيّة" الذين ترجموا بعشقهم لوطنهم تنظيم هذه الفعاليّة الناجحة ، والذي يُجسِّد في الوقت ذاته رسالة الجامعة في غرس قيم القيادة والمسؤوليّة في نفوسهم ونفوس الطلبة، مُثبتين أنَّ الهُويّة بالنسبة لهم هي فعل وممارسة، وأنَّ حبَّ الوطن يكبر فيهم يومًا بعد يوم.
من جانبه أكَّد رئيس اتحاد الطلبة نور الدين آل خطاب أنَّ المواطن الأردنيّ يثبت في كلّ موقفٍ أنَّ الهُويّة الوطنيّة ليست مجرد انتماء، بل أسلوب حياة، مستشهدًا بالاحتفال الوطني لمنتخب النشامى وتأهُّله لنهائي بطولة كأس العرب، حيثُ عبَّر الأردنيّون عن فخرهم بالعلم والوطن، وشدّد على أنَّ الهُويّة الوطنيّة تنبع من احترام الآخرين والالتزام بالقيم في جميع التصرفات والمواقف، موضّحًا أنَّ مسؤوليّةً كبيرةً تقع على عاتق الشباب في حفظ الهُويّة الوطنيّة وصونها، ونقلها بالصورة الصحيحة سواء في المدرّجات أو في مواقع التواصل الاجتماعي وفي كلّ محفلٍ يمثّلون فيه الأردن.
وشملت الفعاليّة جلسة حواريّة تناولت مفاهيم الهُويّة الوطنيّة بأبعادها الأمنيّة والعسكريّة والدينيّة والاجتماعيّة، شارك فيها وزير الداخليّة الأسبق حسين هزّاع المجالي، والخبير العسكري والإستراتيجيّ نضال أبو زيد، والنائب محمد المحارمة، وعميد كليّة الشريعة الدكتور عبد الرحمن الكيلاني، بإدارة أمين سر اتحاد الطلبة أسامة المومني. وناقشت الجلسة ملفات رئيسة حول دور الدولة ومؤسّساتها، الأمن الوطني في ظلّ التحدّيات الإقليميّة، الحياة السياسيّة، والهُويّة الوطنيّة والمنظومة القيميّة والتعليم.
وأكَّد المتحدثون أنَّ الأردن استطاع بناء هُويّته الوطنيّة على أسسٍ راسخة قوامها الدين والتقاليد والقيم والانتماء. وبيّنوا أنَّ الهُويّة الوطنيّة ليست نصًّا ثابتًا أو إطارًا جامدًا، بل هي هُويّة متغيّرة ومتفاعلة مع المجتمع، تقوم على التنوّع والتعدد، ويعدّ انتماء الطلبة وتفاعلهم الإيجابيّ أحد ركائزها الأساسيّة، موضّحين أنَّ أيّ حديث عن هُويّة إقليميّة لا يمكن أن يحقق نجاحًا حقيقيًّا في ظلّ غياب نضوج الهُويّة الوطنيّة داخل كلّ دولة.
وحذّر المتحدثون من خطورة التفرقة الإقليميّة والعصبيّة التي تُفرِّق ولا تجمع، مؤكِّدين أنَّ جميع الأردنيّين ينتمون لوطن واحد وهُويّة جامعة. وأعربوا عن استغرابهم ممّن يدَّعي وجود تعارضٍ بين الانتماء الوطنيّ والانتماء الديني، مشدّدين على أنَّ كليهما متكاملان لا ينفصلان، وأنَّ الاعتزاز بالهُويّة الأردنيّة والعيش في كنف الدولة الأردنيّة وتحت قيادتها الهاشميّة يُمثّل مصدر قوة ووحدة للمجتمع.
وفي حديثهم عن البعد القومي، أشار المتحدّثون إلى أنَّ من يسأل عن الهُويّة الوطنيّة يجد الجواب في أنّنا أردنيّون، ومن يسأل عن العروبة يجد أنّنا قوميّون بالفطرة، لافتين إلى أنَّ الجيش الأردنيّ هو الجيش الوحيد الذي يحمل اسم "الجيش العربي"، وأكَّدوا أنَّ الجامعة الأردنيّة وسائر الجامعات تشكِّل نموذجًا لوطنٍ عربيّ واحد يحتضن التعدد والتنوّع في إطار هُويّة وطنيّة عربيّة جامعة، داعين الطلبة إلى أن يكونوا عناصر فاعلة في مجتمعاتهم، وأن ينقلوا هويّتهم الوطنيّة من حيّز الشعارات إلى حيّز العمل والإنجاز، وبناء الأردن وتعزيز وحدته، ومواجهة العصبيّة، مؤكِّدين أنَّ قوة الأردن تكمن في تماسك أبنائه وهويّتهم الوطنيّة.

وفي سياق التعبير الثقافي، تخلّلت الفعاليّة فقرة شعريّة أبدع فيها الشاعر فراس الحجايا، استحضرت معاني الوطن والانتماء والوحدة الوطنيّة بعبق البادية، إلى جانب عرضٍ مصوّرٍ لأبرز أنشطة اتحاد الطلبة التي جسَّدت قيم الانتماء والعطاء والمسؤوليّة. 
واختُتِمت الفعاليّة التي أدارتها الإعلاميّة شوق اللوزي، بفقراتٍ فنيّةٍ لأغاني وطنيّة ورقصاتٍ شعبيّةٍ، قدَّمتها فرقة عمان (Amman Band) وفرقة معان الشعبيّة، لتعزيز الفخر بالوطن وترسيخ الرسائل الوطنيّة بين الطلبة.
تصميم و تطوير