"إسرائيل الجديدة ".. تنكأ قروح سورية الجديدة

{title}
أخبار دقيقة - كتب ـ د.منذر الحوارات 
 لكن، وفي غمرة اعتقادها بأنها فرضت قواعد أمنية في الجنوب، اصطدمت بواقع لم يكن في حسبانها، فقد اعتقدت أن «الدين» هو العامل الوحيد القادر على تحشيد السوريين، لكنها فوجئت بأن «العشيرة» و»القبيلة» تملكان ذات التأثير، وربما أكثر، فسرعان ما اندفعت قبائل الجنوب للدفاع عن وجودها، ما أدى إلى انهيار مخططها الذي أراد تحويل السويداء إلى منطقة نفوذ مغلقة أمام الدولة السورية، مما اضطرها إلى طلب وساطة أميركية لإعادة التفاهم مع الحكومة السورية، وجرى التوصل إلى تفاهمات جديدة تتيح عودة الدولة إلى الجنوب بعد سنوات من المنع الإسرائيلي.


إسرائيل، المخدوعة بنشوة التفوق العسكري، تواصل نكأ قروح سورية الجديدة وتغذية الفوضى بحجج لا تنتهي، لكنها تتجاهل دروس التاريخ: القوة الغاشمة قد تربح جولة لكنها لا تبني أمناً حقيقياً ولا تؤسّس لاستقرار دائم، وما تزرعه إسرائيل اليوم في سورية من خراب وفوضى ستدفع ثمنه قبل غيرها، كما سيدفعه السوريون والمنطقة لعقود طويلة قادمة.

تصميم و تطوير