عدنان نصار: “إسرائيل” وإنفلاتها.. هل يستوعب العرب الدرس.. وكيف نحمي العواصم العربية؟
أخبار دقيقة -
عدنان نصار
قبل توقيع إسرائيل لإتفاقيات "السلام” مع مصر الشقيقة، والسلطة الفلسطينية، والأردن كان الإحتلال "يتمسكن” حتى يتمكن، ولم يترك الإحتلال أي قناة توصله الى هذا الحلم الذي شغل ساسة الإحتلال وسعوا إليه بكل الأدوات الممكنة.
المطبعون ، رقصوا بما يكفي ظنا منهم أن "السلام” مع العدو الصهيوني، سيأتي بالمن والسلوى.. فيما راحت فئة أخرى ممن ينتمون الى اندية "التطبيل” تروج لمهزلة السلام مع عدو أوغل بالجريمة، وأفرط بالإستجداء من اجل "السلام” ..فماذا كانت النتائج؟.
بعد أكثر من 45 سنة على إتفاقيات: "كامب ديفيد” و35سنة على "أوسلو” و”وادي عربة” ،لم تجلب إتفاقيات السلام المزعوم أي نتائج مفيدة للعرب ، ولم تنتج إتفاقيات السلام أي مخرج للصراع العربي – الإسرائيلي ، مما يعني إستحالة التعايش مع عدو يسعى لإبتلاع الجغرافيا العربية وبسط تمرده وعربدته عليها بقوة السلاح كما صرح بذلك المدعوق بنيامين نتنياهو عند قصف السويداء السورية وتنمرده على الجغرافيا السورية وسيادتها .
"إسرائيل” وسلاح جوها يسرح ويمرح في قصف عواصم عربية ، بدون مبررات ولا إحترام لإتفاقيات أو معاهدات ، وما حدث في دمشق ، وببروت، وصنعاء ، وما يحدث في غزة من مجازر مجرد نماذج لهذا التمرد الصهيوني الفاجر ..والسؤال الذي يقابلنا الآن :من الذي يمنع الإحتلال من قصف أي عاصمة عربية وإسلامية لطالما أن أمريكا تمنح الإحتلال الضوء الأخضر من جهة ، وصمت عربي رسمي مخزي لا يرتقي حتى الى مستوى الدفاع عن مواقعهم المهددة من الإحتلال ، ثم نسأل :من يضمن من عدم وجود أشحاص مماثلين للمدعو "حكمت الهجري” الذي أستقوى ب”إسرائيل” لحماية السويداء "من هجمات الدفاع السوري” كما يزعم..من يضمن الا يكون في العواصم العربية من يطلق النداء للإستقواء بالعدو .؟!
لا يوجد أي عاصمة عربية بمنأى عن تمرد الإحتلال ، بما فيها تلك الدول التي بنت إتفاقيات "سلام” او عبرت سياج التطبيع مع عدو لا يقيم أي وزن للعرب ، لطالما أن التفرقة والتفكك العربي الرسمي يزداد ولا أحد يعير أي إنتباه لأي خطر مفترض قادم الإحتلال الاسرائيلي..والأمثلة التي نعيشها على أرض الواقع كثيرة .
نضع اليد على القلب ، ليس خوفا بل قلقا من هذا الصمت العربي الرسمي المخيف ، ونضع اليد ع.الخد متأملين هذا الصمت الذي لا يهدد الشعب العربي ،بل يهدد (المناصب) العربية في عواصم عربية عديدة .!
لا يحمي الأنظمة العربية إلا شعوبها من أي إختراق أو تهديد قد يطال تلك المواقع والمناصب ، لذا لا غنى من إعادة نتاج العلاقة بين الزعماء وشعوبهم ، وبناء أسس متينة أصلها العدل ، وفروعها المساواة ، بعيدا عن إصطلاحات لا تحمل في جوهرها سوى مظاهر الثبات وفي باطنها البحث عن وطن بديل ، والتخلي عن إنتماءات زائفة وولاءات مهزوزة ، إذا وقعت الواقعة .
آن الآوان ، أن ندرك قيمة القوة إقتصاديا وعسكريا وجغرافيا وبشريا ، وإظن ان الرئيس الأمريكي قد أعطانا جرعة من الصحوة المفترضة في خطاباته المتكررة وحديثه عن قوة أمريكا العظمى وهو محق في ذلك ، وتلاه رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو الذي صرح اول أمس أن شروطنا سننفذها بقوة السلاح وليس بالمطالب والإستجداء ..فهل وصلت الرسالة الى العواصم العربية ، وهل تأخذ كلام المدعوق نتنياهو على محمل الجد ، وهل بوجد عاصمة عربية بمنأى عن أطماع طائرات الإحتلال بإستعراض قوتها ..هي أسئلة في البال ، وفي الحلق الف غصة .
من باب التذكير ،الصحفي اليهودي النمساوي "ثيودر هرتزل” مؤسس المنظمة الصهيونية العالمية ، وفي المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 في مدينة بازل السويسرية، قال عبارته الشهيرة: "في بازل أسست الدولة اليهودية… بعد خمسين عامًا من الآن، سيعترف بها العالم.”وهو ما جرى بالفعل ..وبالأمس صرح بنيامين نتنياهو بشيء مماثل :”إسرائيل ستحافظ على قوتها وفرض شروطها لمئة سنة قادمة. ” !! فمن سيحمي عواصمنا العربية من الإنفلات الإسرائيلي ووقاحته..هل وصلت الرسالة .؟!