ارتفاع حصيلة قتلى العنف في السويداء إلى 516 وسط انسحاب للقوات الحكومية وتصاعد التوترات الطائفية

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الخميس، بارتفاع حصيلة القتلى جراء أعمال العنف المستمرة في محافظة السويداء إلى 516 قتيلاً، في تصعيد غير مسبوق للوضع الأمني في المنطقة ذات الغالبية الدرزية جنوبي سوريا.
وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أن السلطات السورية سحبت قواتها العسكرية بشكل كامل من مدينة السويداء ومختلف أنحاء المحافظة، في خطوة جاءت بالتوازي مع انتشار واسع للمقاتلين المحليين من الطائفة الدرزية، الذين باتوا يسيطرون فعلياً على المشهد الأمني هناك.
ونقلت الوكالة عن مقاتلين متمركزين على أطراف المحافظة أن أوامر صدرت للقوات الحكومية بالانسحاب قبيل منتصف الليل، وقد اكتمل الانسحاب بحلول فجر اليوم، وسط مؤشرات على تغير جذري في التوازنات الأمنية داخل المحافظة.
نزوح واسع لعائلات من عشائر البدو
وفي سياق متصل، كشف المرصد عن موجات نزوح متزايدة لعائلات من عشائر البدو العرب، على خلفية تصاعد حدة التوترات بين مكونات المجتمع المحلي. وأشار المرصد إلى وجود مخاوف جدّية من تعرض هذه العائلات لانتهاكات أو اعتداءات، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية.
وأوضح أن مسلحين محليين من أبناء الطائفة الدرزية عمدوا إلى محاصرة أحياء ومناطق تقطنها عائلات من البدو، ما فاقم من مشاعر الهلع والقلق بين السكان، وزاد من احتمالات الانزلاق نحو صراع طائفي ومناطقي واسع النطاق.
ومن بين المناطق التي شملها النزوح: المقوس، سهوة البلاطة، المشورب، الزيتونة، الحروبي، الشقراوية، البرقشة، المنصورة، نبع عرى، والمزرعة. وتعيش هذه المناطق حالياً تحت وقع حالة من الذعر وعدم الاستقرار، مع غياب شبه تام للجهات الرسمية.
مخاوف من تصعيد دموي
وتُعد محافظة السويداء من المناطق التي حافظت نسبياً على استقرار نسبي خلال سنوات النزاع السوري، لكنها شهدت خلال الأشهر الأخيرة توتراً متصاعداً نتيجة مطالب شعبية بتحسين الأوضاع المعيشية، إلى جانب التوترات بين مكونات المجتمع، ما يهدد بتحول المحافظة إلى بؤرة جديدة للصراع.
ويحذر مراقبون من أن استمرار غياب الدولة وتفاقم الاستقطاب المجتمعي قد يؤدي إلى انفجار أمني تكون عواقبه وخيمة، ليس فقط على السويداء، بل على كامل المشهد السوري الهش.