الإعلام ..وواجب المواجهة والتصدي

عدنان نصار
لا يوجد ما يبرر خروج بعض وسائل الإعلام عن المحتوى المنطقي ، وترتكب شيء من التجاوز في عصر الحقائق وتنوع الإعلام وإتساع مساحاته التي لم تعد محكومة لأحد..فالإعلام كقوة مؤثرة وسريع الإنتشار وخاصة في الأحداث الكبيرة ،ينبغي ان يحتكم الى سيطرة قوية دون إغفال الحقائق للمتلقي ، وإعلام بمتلك الحكمة قبل الرقابة الذاتية أو الرسمية ، ليظل الإعلام الذي يحاكي العقل والصدقية هو محور إهتمام المتلقي القادر على الفرز بين الصدق والكذب ، والحقيقة والخيال ، والمنطق والمبالغة ..ففي ظل الاحداث الكبيرة يظهر دور الإعلام الحقيقي الذي لا يقل عن دور فرقة عسكرية ترابط على الجبهة ..فالإعلام فرقة يتفرع منها كتائب ترابط على الجبهات في الاوقات الصعبة والخطيرة .
ومناسبة الإشارة الى دور الإعلام في هذا التوقيت ، هي الظروف التي فرضتها تطورات الأحداث بين ايران و”إسرائيل” وجعلت الجو فضائي الأردني بحكم موقعه الجغرافي عرضة للعبور بين الشرق والغرب كما هو حال دول الجوار العربي في المنطقة المحيطة لقلب الحدث .
رغم ان الاردن في خضم المعركة الإعلامية بحكم موقعه الجوفضائي بين الشرق والغرب /ايران واسرائيل/ الا انه أي الأردن أمسك بخيوط الحدث الإعلامي بشكل جعل من الأمن الوطني الأردني بكل جغرافيته هو الأبلغ والأكثر أهمية بعيدا عن أي مبالغات أو تجاوزات سواء في الاعلام المرئي أو المسموع أو المكتوب ورقيا والكترونيا ..
فالإنضباط الذاتي المدعوم برقابة رسمية امنية مشروعة وضرورية ، إدى الى تفعيل المسؤولية الوطنية الإعلامية وإستنهاضها لتقود المشهد الإعلامي في ظروف استثنائية ببراعة وإقتدار ومسؤولية .
فالأردن الذي أكد قولا وفعلا ، حكمته وبراعته في الظروف الصعبة، قادر على أن يبقى دائما الجامع بين القول والفعل .
إعلامنا وسيلة من وسائلنا ، وهو ملك للدولة وللإنسان ، وهو يدرك أن الاعلام "الآخر” هو مجرد عنتريات منزوع العضلات ولا يمتلك الحكمة مطلقا حين يغرد البعض ممن يقيمون خارج البلاد ويختبئون خلف جنسيات أجنبية ..إعلام فاقد للفحولة ولا ينتم الى نادي الرجولة الوطنية ..مجرد إستعراض للبحث عن "لايكات” رخيصة إضافية .
أرى من وجهة نظر خاصة وشخصية ووطنية ، ان الإعلام المحترم في أي دولة ، يستوجب أن يكون اعلاما وطنيا بإمتياز ..يمتلك الصدق ، والتضحية ، والصمود على الجبهة مقاتلا بالكلمة الصادقة عن حدود جغرافيته وانسانيته ووطنيته ، وبغير ذلك هو رهينة بيد السقوط .
ان الوقوف السياسي والإعلامي السليم ، يكلف بلا شك كثيرا ، ويضع المبدأ في خانات إختبار ، غير انه في النهاية ينجح ، ويزداد متانة وقوة بشكل يثير قلق الإعلامي”الآخر” المختبيء خلف جوازات سفر غربية ويقيم خارج اسوار الوطن ..الوطن الذي إليه ننتمي ، وعنه نذود ب:(نون والقلم ومايسطرون) ..
ثمة فرق كبير بين الإعلام المفساد ..والإعلام الذي يقف لهم بالمرصاد.!!