الخليج يتحوّل.. من الرمال إلى الفضاء

أخبار دقيقة -
كتب - كامل نصيرات
وسط كل هذا؛ الأردن يراقب المشهد لا كمتفرّج بل كشريك محتمل فيه ليصنع معهم التحوّل المنشود بما لديه من مهندسين ومبرمجين يتخرّجون سنويًا من جامعاته المشهود لها عالميًّا. فالأردن جاهز للعب دور الفاعل الوسيط أو ما يُعرف في العلاقات الدولية بـ(الدولة الجسر) بين المراكز العلمية الخليجية والخبرات الأردنية المتعطشة للفرص (موقع استراتيجي في منظومة تقسيم العمل الإقليمي).
الصراع الآن ليس مقصورًا على الأرض والنفوذ فقط كما تحاول «إسرائيل اللقيطة» أن تصوّره.. بل إن الصراع الآن على من يتحكّم بالبيانات التي تشبه المياه في زمن الجفاف..! (تحوّل مفهوم القوة من السيطرة على الجغرافيا إلى السيطرة على المعلومات). الصراع على من يريد أن يرسم المنطقة بالقوة والنار والحرب (القوة الصلبة) ومن يريد أن يرسمها بالعلم والمصانع النظيفة (الهندسة الجيوسياسية الناعمة).
بناء الدول لا يتم في التغريدات والمنشورات وأضواء الكاميرات. بل من يزرع شرائح السيلكون ويبني التوازن في تحالفات جديدة (إعادة تشكيل منظومة التحالفات الإقليمية وفق مصالح ما بعد النفط).
قال لي الشاب المبتسم العائد من السعودية وهو يمد يده إلى فنجان قهوته: تخيّل يا «أبو وطن» السعودية تصنّع الرقائق الإلكترونية... أجبته وأنا أنظر إلى بدلته الأنيقة ونحن في مقهى يضج بمتابعة نهائي برشلونة: ليست السعودية.. الخليج كلّه الآن صاعد. ونحن يا عزيزي في الأردن لدينا عقول. آه لو تلتقي عقولنا بهم لأحدثنا طفرة علمية حقيقية. وأعتقد بأن الفرص قائمة (ضمن رؤية تكامل إقليمي تعزّز الاعتماد المتبادل).
منذ سنوات – أيّها الأعزاء – ونحن نختصر صورة نمطية للخليج: ناطحات سحاب ومراكز تسوّق ونفط سيّال لا ينضب.. لكنّ المراقب الدقيق للمشهد يدرك أن الأمر لم يعد استهلاكًا فاخرًا. فالسعودية تقود ثورة حقيقية في الصناعة وتأسيس الشركات الوطنية للرقائق والريبوتات والطاقة المتجددة (إعادة تموضع اقتصادي في إطار تحوّل بنيوي نحو اقتصاد المعرفة). وأبو ظبي أصبح غزو الفضاء من ألعابها اليومية (تجسيد لمفهوم القوة الناعمة التقنية). بينما قطر ترسّخ نفسها كمركز أكاديمي يغذّي الأبحاث المستقبلية (توظيف الدبلوماسية التعليمية في بناء القوة الذكية). هذه الدول ليست في سباق مع الزمن فقط بل إنها تعيد تعريفه بلغتها وطريقتها الخاصة (نهج سياسي يقوم على صياغة سرديات سيادية جديدة).وسط كل هذا؛ الأردن يراقب المشهد لا كمتفرّج بل كشريك محتمل فيه ليصنع معهم التحوّل المنشود بما لديه من مهندسين ومبرمجين يتخرّجون سنويًا من جامعاته المشهود لها عالميًّا. فالأردن جاهز للعب دور الفاعل الوسيط أو ما يُعرف في العلاقات الدولية بـ(الدولة الجسر) بين المراكز العلمية الخليجية والخبرات الأردنية المتعطشة للفرص (موقع استراتيجي في منظومة تقسيم العمل الإقليمي).
الصراع الآن ليس مقصورًا على الأرض والنفوذ فقط كما تحاول «إسرائيل اللقيطة» أن تصوّره.. بل إن الصراع الآن على من يتحكّم بالبيانات التي تشبه المياه في زمن الجفاف..! (تحوّل مفهوم القوة من السيطرة على الجغرافيا إلى السيطرة على المعلومات). الصراع على من يريد أن يرسم المنطقة بالقوة والنار والحرب (القوة الصلبة) ومن يريد أن يرسمها بالعلم والمصانع النظيفة (الهندسة الجيوسياسية الناعمة).
بناء الدول لا يتم في التغريدات والمنشورات وأضواء الكاميرات. بل من يزرع شرائح السيلكون ويبني التوازن في تحالفات جديدة (إعادة تشكيل منظومة التحالفات الإقليمية وفق مصالح ما بعد النفط).