الخالدي يكتب : إعلام حديث؟!

أخبار دقيقة -
كتب - الصحفي حازم الخالدي
الاعلام الحديث أو الاعلام الرقمي الذي أحدث ثورة في عالم الاعلام وفي وسائل والتواصل الاجتماعي وبنفس الوقت أوجد الكثير من العيوب في مستويات النشر على مختلف وسائل الاعلام.
الاعلام الحديث جعل الناطق الاعلامي لا ينطق ، وجعل من لا يكتب ولا يعرف أساسيات الكتابة يلجأ الى برامج الذكاء الاصطناعي ليكتب ويظهر نفسه بأنه كاتب أو صحفي ، وجعل من لا يمارس مهنته بحرفية يدعي أنه مهني وصاحب مهارات ، كل شخص بامكانه هذه الايام أن يكون له قناة ويدعي أنه لا يقل أهمية عن العمل بقنوات الإعلام التقليدية كالتلفزيون والصحافة، فهو يقدم منصة إعلامية تطرح بعض العشوائيات الاعلامية ولا نقول أفكار إعلامية تطرح حلولاً سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية .
البعض أيضا ممن أسسوا منصات اعلامية أصبحوا يظهرون السخرية وباشكالة كوميدية تافهة ..
غابت الدقة والحرفية عن وسائل الاعلام الحديثة ، مما جعل البعض يكتبون الاخبار دون التأكد من مصادرها، المهم نشر المعلومة دون توخي الدقة من المعلومة ، فالتزاحم أصبح كبيرا في سبيل البحث عن الشهرة.
من أغرب القصص التي واجهتني مع من يدعي المهنية في الاعلام الحديث ، فقد أراد صاحب مواقع على إحدى المنصات أن يبث خبرا عن نتيجة مباراة مهمة بين قطبين في إحدى الدول ليُفوز فريق على آخر، وقبل أن تنتهي المباراة بوقتها الاصلي، ولأن المباراة كانت ما زالت مستمرة، فكان رده: هذه ليست مشكلة ، بهذا الاسلوب نحصل على " لايكات" أكثر..
هل هذا هو الاعلام الحديث ؟ وهل التفاعل مع الجمهور يكون على أساس التحريف والتهويل والكذب والتزوير ؟
وهل الوصول إلى جمهور واسع من الناس يكون على حساب المصداقية في المحتوى؟
إن الوصول السريع بالمعلومة باستخدام الانترنت ودون الحاجة إلى استثمارات مالية كبيرة، لن يجعلك تضفى طابعا حرفيا على المعلومة حتى ولو تجاوزت المسافات والحواجز الجغرافية.
وسائل الاعلام اليوم مطالبة بتقديم معلومات محدثة للأخبار والاتجاهات والفنون الصحفية التي أصبحت تختفي رويدا رويدا، وكذلك التواصل السريع مع المعلومات ليتمكن المواطن من البقاء مع الاحداث يطلع عليها أولا بأول.
هل هذه الوسائل من الاعلام الحديث تقودنا إلى التغيير الاجتماعي، والتقدم والتطور في مختلف مجالات الحياة أن تقودنا إلى التضليل والاستقطاب، والعزلة .
نحن بحاجة اليوم إلى تشكيل معايير إعلامية وممارسات أخلاقية.