«الدويري» اختفى..!!

{title}
أخبار دقيقة - كتب ـ ابراهيم عبد المجيد القيسي 
 منذ عامين تقريبا، وكلمة الدويري تتردد في وسائل الإعلام، طبعا القصة متعلقة بفايز باشا الدويري، المتقاعد العسكري، الذي يقدم آراءه السياسية ومبادئه وقناعاته، ونبضه الأردني، من خلال تحليلاته وتحليقاته، حول الأحداث العسكرية الإجرامية الدائرة في غزة.. وقبل ان أتحدث عن موضوعي في هذه المقالة، دعوني أخبركم بأنني عرفت فايز الدويري منذ عام 1986.. حين كان آمر جناح التدريب في مدرسة سلاح الهندسة، في الفرقة الرابعة، وحين شاهدته عبر الجزيرة، ذكرتني إطلالته بتلك الأيام الجميلة، ومع كل الإحترام له ولكل ضباط القوات المسلحة، العاملين والمتقاعدين، فليس فايز الدويري ولا العسكر هم موضوع مقالتي، بل شيء آخر متعلق بالتوازن البيئي والظواهر الغريبة التي تحدث في منطقتنا، دونما اهتمام يذكر..

متذ حوالي شهر، لاحظت إختفاء صوت عصفور «الدوري» الذي نسميه دويري، وبالطبع اختفاء «زقزقة العصافير» كلها في الفناء!! واكتشفت أن شيئا في الصباحات والمساءات، ناقص، فتلك السيمفونية الطبيعية التي تنطلق، جميلة مألوفة حولنا، حقا تختفي، ولم نعد نسمع سوى نعيق الغربان وصوت غريب آخر لطائر «غريب» عن بيئتنا وحياتنا، بمنقار طويل ينتهي بلون برتقالي، ولون أسود يتخلله ألوان منها الأشهب وغيره.. ويبدو ان هذا الطائر الغريب، هو السبب في اختفاء تلك السيمفونية الطبيعية، وربما هو، سيكون سبب تغييرات بيئية في النظام الحيوي من حولنا، فظاهرة اختفاء «العصافير» من حياتنا لا بد أن لها تأثيرات على الهرم الغذائي والصحي والحيوي.. وكذلك اختفاء أية أجناس من الكائنات.

يقال بأن اسم الطائر الغريب «طائر المينا».. عاما أنني أعتبر أسماء الطيور كالتاريخ «كل شخص يرويه بطريقته ولهجته.. ومصلحته».

ما علينا..

الطائر الغريب، يقال بأنه جاءنا من الهند، وبدأ بالانتشار في منطقة الشام، وأول خبر سمعته عن قدومه وأثره التخريبي، كان من خلال فيديو شاهدته، قبل حوالي 3 سنوات، وكان أحد «الغزيين» يتحدث عنه وعن وصوله لغزة آنذاك، وكان يحذر من انتشاره، بسبب خطره على المزروعات وعلى الطيور الأخرى.. فهو يأكل كل شيء ويدمر أعشاش العصافير الأخرى ويأكلها ويأكل فراخها..!!.

كان الإنسان قديما، يستدل على اقتراب حدوث ظواهر طبيعية ومواسم كالعواصف والشتاء، وربما الزلازل والبراكين، من خلال رصده لسلوك الحيوانات التي تعيش في بيئته، ولست أدري وأسأل الله ان لا تكون مأساة ولا كارثة قادمة للمنطقة، بسبب اختفاء «كل عصافير الطبيعة» من حولنا، وقدوم هذا الطائر الغريب.

في الواقع نلاحظ الكثير من الأمور الغريبة تحدث من حولنا «لسنا كلنا من يلاحظ».. وأصبحنا نؤمن بأن الزمان يتغير بسرعة.. 

حفظ الله الأوطان والناس من الغرباء، سواء أكانوا على هيئة طيور او أية مخلوقات أخرى..

نريد ان نفهم سبب وأثر اختفاء العصافير من حياتنا، وهنا سأستخدم العبارة الـ»ترند» التي ربما ستدوم طويلا.. «حلل يا دويري» اختفاء العصافير!

تصميم و تطوير