#عاجل.. مذيعة تنتحر على الهواء مباشرة ! تفاصيل" الجريمة "

{title}
أخبار دقيقة -
قامت المذيعة التلفزيونية الأميركية، كريستين تشوبوك، بالانتحار على الهواء مباشرة في 15 يوليو/تموز عام 1974، احتجاجاً على ارتفاع مستوى الإثارة والتحريض في الأخبار التلفزيونية. بعد عدة عقود، لا تزال قصة انتحار الصحافية تشغل الكثيرين، لذا ستُنقل قصتها عبر فيلم جديد يحمل عنوان "كريستين".

كانت تشوبوك (29 عاماً) تذيع نشرة الأخبار، عندما قالت: "تماشياً مع سياسة قناة 40، بعرض آخر أخبار الجرائم الدموية بالألوان، ستشاهدون الآن خبراً آخر: محاولة انتحار"، قبل أن تصوب المسدس إلى رأسها وتطلق النار على الهواء مباشرة.

يدور فيلم "كريستين" حول قصة حياة تشوبوك في فترة السبعينيات، والفيلم من تأليف كريغ شيلوويتش، وإخراج أنطونيو كامبوس. وتلعب الممثلة ريبيكا هول دور الصحافية كريستين تشوبوك.

يعرض تفاصيل حول حياة تشوبوك، ويدور حول فكرة أساسية وهي "محاولة الصحافية أن تكون إنسانة وفشلها في التماهي مع هذه الخدعة". ويظهر في الفيلم تعاطف زميلها في العمل معها، مقابل رفضها من قبل رئيسها في العمل، وتجاهلها من قبل والدتها الغارقة في نرجسيتها، ولا تحسب حساباً لتعاسة ابنتها.

ويظهر الفيلم الحياة التعيسة لتشوبوك التي لا تزال عذراء في عمر الـ29، وتعيش مع والدتها في المنزل الذي تدفع رهنه العقاري.

ويعيد الفيلم إلى جانب الفيلم الوثائقي Kate Plays Christine لروبرت غرين، تسليط الضوء على الصراع النفسي للعاملين في المجال الإعلامي، مقابل سياسات المؤسسات الإعلامية التي تتعامل بمبدأ "الإثارة والتشويق" مع الجرائم والحروب التي يعاني منها العالم يومياً.

ولدت كريستين تشوبوك في 24 أغسطس عام 1944 في مدينة هدسن ، أوهايو. درست الاعلام في جامعة بوسطن وحصلت أيضا على شهادة في الفنون.

كانت كريستين شغوفة بالإعلام وخصوصا التلفزيون ، كان حلمها ان تصبح مذيعة ، وقد عملت بعدة وظائف قبل أن تحقق حلمها عندما حصلت على وظيفة مقدمة برامج في (قناة 40).

لكن سرعان ما بدأ حلمها يتبخر ، إذ كان البرنامج الحواري الذي تقدمه يتضمن استضافة عدة اشخاص، وكانت كريستين ترغب في تناول مسائل لها علاقة بالفن والاحداث العامة الايجابية ، لكن سياسة القناة التي تعتمد على نسبة المشاهدات والاعلانات جعلتها مجبرة على التطرق لامور من قبيل الجرائم والحوادث الدموية وكلما أصبح الأمور اكثر وحشية ودموية كلما زادت نسب المشاهدات!.

كانت طبيعة عملها احد الاسباب الرئيسية لدفع كريستين تشوبوك للإنتحار ، حيث فرض عليها الحديث عن جرائم قتل وعمليات الإنتحار بل و أصبحت مشاهدة الدم جزء من روتينها اليومي ، الأمر الذي دمر نفسيتها خصوصا وانها كانت تعاني اصلا من الاكتئاب وتراجع طبيب نفسي ..

وكان هناك سبب اخر مهم ايضا وراء انتحار كريستين .. وهو الاحباط العاطفي .. فرغم انها مذيعة مشهورة إلا ان حياتها العاطفية كانت قاحلة تماما ، كانت قد بلغت الثلاثين من عمرها دون ان تتزوج او تدخل في علاقة حب قط ، مشكلتها مع الرجال كانت مزمنة ، في الثانوية كانت عضوة في جمعية للفتيات اللواتي لم يواعدن ابدا ، واستمر الحال هكذا في الجامعة ولاحقا في العمل .. الكثير من زميلاتها تزوجن وانجبن وهي كانت لا تزال تعيش مع امها وشقيقها

لكن عزوف الرجال عن كريستين لم يكن بلا سبب ولا يتعلق بشكلها بقدر تعلقه بأسلوبها في التعامل مع الاخرين ..

قال الجيران أنها انسانة قليلة الحديث متقلبة المزاج نادرة الإبتسام و غير ودودة ، وفي العمل قال معظم زملائها أنها فظة ، حتى عندما يحاولون ان يكونوا ودودين معها فأنها تصدهم ، وانها من النوع الذي يشكو كثيرا وينتقص ويسخر من نفسه .. وقد صرحت والدتها أنها كانت دائما مكتئبة ولم تربطها أي علاقة وأنها خرجت مع رجل في موعد غرامي يتيم ولم يعاود الإتصال بها من بعده.

قال شقيقها بأنها كانت على علاقة برجل في بداية شبابها لكن والدها منعها من الاستمرار في هذه العلاقة لأن الرجل كان يكبرها كثيرا.

وقالت زميلة لها بالعمل أن كريستين أحبت سرا ومن طرف واحد زميلا لها في القناة وحاولت التقرب اليه وانها صدمت بشدة عندما علمت بأنه دخل في علاقة مع مذيعة اخرى كانت تعتبرها صديقة.

ومما زاد الطين بلة هو انها اجريت عملية جراحية رفع خلالها الاطباء مبيضها الأيمن واخبروها انها اذا لم تنجب خلال سنتين فأنها لن تنجب ابدا في حياتها.

هذه الامور والعوامل اضافة الى طبيعة عملها ادخلتها في حالة كآبة شديدة ..

الغريب انه  قبل 3 ايام من انتحارها دعت جيرانها للعشاء و كانت على غير عادتها مرحة وكثيرة الضحك.

ومن المفارقات ايضا انها في يوم انتحارها ذهبت الى مكتب الشرطة في بلدتها لكي تستفسر عن جريمة انتحار كانت القناة تريد عرضها (يا سبحان الله)!

مفارقة اخرى غريبة هو ان كريستين كانت قد اعدت مسبقا تغطية صحفية لحادث انتحارها ، حيث ان المذيع البديل الذي جلبوه بسرعة ليحل محلها وجد على الطاولة ورقة مغطاة بالدم فيها الخبر التالي الذي كتبته كريستين مسبقا : "المذيعة كريستين تشوبوك اطلقت النار على نفسها صباح اليوم في بث حي على قناة اربعين وتم نقلها إلى المستشفى في حالة خطرة" .. وبالفعل قام المذيع بقراءة هذا الخبر وتوزيعه ايضا على بقية القنوات والاذاعات!.

كريستين تشوبوك دخلت التاريخ على انها اول شخص ينتحر على الهواء مباشرة في بث حي. لكن مشهد الانتحار لم يعرض مرة اخرى منذ سنة 1974 ، وقد اختفى شريط الفديو الذي سجلت عليه الواقعة ، وعندما تم سؤال (القناة 40 الآمريكية) عنه قالوا أن ملكية خاصة ، وصرحت زوجة مالك القناة مؤخرا أنها قامت بحفظ الشريط بعد موت زوجها لدى احد مكاتب المحاماة الشهيرة وانها لن تسمح ابدا بعرضه مجددا.

رغم أن حياة كريستين تشوبوك كانت مؤساوية بشكل سلبي الا انها كانت سبب رئيسيا في تشديد القيود على هذا النوع من البرامج والتقارير التلفزيونية الدموية التي تعرض لغرض زيادة نسبة المشاهدات و تفرض على المذيعين والعاملين وقد تؤدي بهم إلى خطر الاصابة بالإكتئاب الذي يؤدي الى الانتحار.

تم انتاج عدة أفلام عن كريستين من بينها الفيلم الوثاقي (kate plays christine) عام 2016 ويتحدث عن تفاصيل وخفايا الواقعة.

و فيلم آخر يحمل الاسم (chiristine) يتناول قصة مذيعة تحاول جاهدة ان تغير محتوى القناة التي تعرض لجرائم قتل و انتحار كما يحكي جانب من الحياة الاجتماعية الفاشلة التي عانت منها.

اخيرا لنا أن نتسائل لماذا تستغل القنوات عامليها في تغطية امور بشعة من أجل زيادة نسبة المشاهدات .. أليسوا أناس يملكون مشاعر مثل الجميع؟ وما رأيك عزيزي القارى هل الاحباط العاطفي والفشل الاجتماعي دافع للانتحار ، وهل صعوبات الحياة المهنية يمكن ان تدخل الانسان في كآبة قاتلة؟


 



 

تصميم و تطوير