أول ترشيحات "القلم الذهبي" تحتفي بالرعب والفانتازيا

{title}
أخبار دقيقة -

تكشف القائمة الطويلة للكتب المرشحة لجائزة "القلم الذهبي" عن تنوع في الموضوعات مثل التاريخية والرومانسية والعلمية، إلا أن الجانب الغرائبي استحوذ على أكثرها في مجالات مثل "الرعب والفانتازيا"

أظهرت القائمة الطويلة لجائزة "القلم الذهبي" تنوعاً في الأعمال المرشحة ما بين الأصلية والمترجمة والسيناريوهات المقتبسة عن أعمال أدبية، إذ شكل الأدباء العرب أكثرية في القائمة، فيما تكشف عن تمثيل خليجي قليل، إلا أنه كان لافتاً.

 

ومثلت رواية "دموع الرمل" لشتيوي الغيثي و"أغلال عرفة" لعبدالرحمن سفر و "العشاء الخامس" لغادة عبود السعوديين في القائمة التي ضمت 47 عملاً موزعة على فئات رئيسة عدة، تهدف إلى تكريم الإبداع الأدبي والفني في العالم العربي، إذ جاءت فئة "الرواية" في المقدمة بواقع 30 عملاً، تليها فئة "الرواية المترجمة" بسبعة أعمال، ثم فئة "السيناريو" بـ10 أعمال، وفقاً لما أعلن أمس رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه في السعودية تركي آل الشيخ.

وتكشف القائمة التي استعرضتها "اندبندنت عربية" عن تنوع في الموضوعات مثل التاريخية والرومانسية والعلمية، إلا أن الجانب الغرائبي استحوذ على أكثرها في مجالات مثل "الرعب والفانتازيا". وهو أمر متوقع، إذ تستهدف الجائزة المواضيع الأكثر تأثيراً وانتشاراً، والقابلة لأن يتحول بعضها إلى أعمال سينمائية.

التاريخ يفرض نفسه

وتسترجع رواية "دموع الرمل" قصة الجدة نوير، التي تسردها لحفيدها قبل وفاتها. تعيش نوير في صحراء حائل وسط قبيلتها، ولكنها تعاني قسوة الحياة بعد فقدان والدها وإخوانها. رفضت الزواج من أبي سالم، ثم وافقت على شروطه بعد وفاة والدها في معركة، لتوافق لاحقاً على الزواج منه وتنجب ابناً يدعى ضاري. مع مرور الزمن، يهرب ضاري من قسوة أمه، ويتجه إلى مدينة حائل ثم إلى الرياض بحثاً عن المجد الشخصي، ليقع في جماعة تمردت على النظام السعودي، وينتهي به الأمر مقتولاً في معركة السبلة. تعود نوير لتتزوج من أبي سالم مرة أخرى وتحرر العبد الذي حمل جثة ابنها، ثم تموت بعد أن تظل زوجة لأبي سالم حتى وفاتها.

وفي سياق غير بعيد تأتي رواية "مونوبولي" للشاعر السوري نذير الزعبي في القائمة بروحها الساخرة على رغم المعاناة التي تجسدها، إذ تروي قصة رجل يدعى سعيد، الذي يبدأ في تلقي صفعات متواصلة منذ لحظة معينة في حياته، من والدته وزملائه في المدرسة والعمل، وحتى الغرباء في الأماكن العامة. تتوالى هذه الصفعات بصورة مستمرة، حتى يكتسب موهبة غريبة في التنبؤ بها. لكن الأمر لا يقتصر على الصفعات فحسب، بل يتسع ليشمل ضربات عنيفة ومتنوعة من مختلف الأشخاص في حياته. على رغم الألم، يتقبل سعيد ذلك من دون إهانة أو غضب، بل يشعر بسعادة غريبة حين يكتشف قدرته على توقع الضربات، ليعيش حياة مليئة بالتحمل والبكاء من الألم من دون أي شعور بالضعف.

أدب السجون يطرق الباب

 وتسعى جائزة القلم الذهبي إلى تكريم الإبداع الأدبي الأكثر تأثيراً في الوطن العربي، ودعم الكتاب الذين يثرون الأدب العربي بأعمالهم الفريدة، كما تهدف الجائزة إلى تعزيز الثقافة الأدبية وتشجيع التميز والإبداع في عالم الكتابة.

ومن ضمن القائمة جاءت رواية الكاتب السعودي عبدالرحمن سفر "أغلال عرفة" تكشف ما وراء القضبان، فهي تصنف تحت أدب السجون، ولكن أصدق وصف لها هو "الأدب الجنائزي"، لما تحتويه من مرارة وأحزان. تدور القصة حول "عرفة بن الإمام"، الذي يقبع في زنزانة، ويكشف عن تفاصيل محاكماته ومعاناته النفسية. وعلى رغم قيد السجن تتجاوز القصة تلك الحدود المكانية الضيقة لتتناول موضوعاً أكبر: الجن بين الدين والعلم والدجل، وهو ما يشغل كثيراً من أبناء الأمة. تسربت بعض سجلات اللقاءات بين "عرفة" ومحاميه إلى العامة، مما أثار ضجة واتهامات ضده. القارئ يفاجأ بما خفي من تفاصيل حياته ومأساته، مع تساؤلات حول هل كان "عرفة" مسحوراً من الجن أو مصاباً بالجنون، إذ يتداخل الوصف بين الحالتين.

تصميم و تطوير