السفير كيم: الأردن الشريك الأقدم لكوريا وعامل استقرار في المنطقة
قال السفير الكوري في عمان بيل أو كيم، إن الأردن هو الشريك الأقدم لنا في المنطقة منذ بدء العلاقات الثنائية بين البلدين الى عام 1962، مشيرا الى أن "رؤية التحديث الاقتصادي" الطموحة للأردن للفترة 2023-2033 تقدم فرصة ممتازة لكلا البلدين لاستكشاف سبل جديدة لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية.
وأكد السفير كيم في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا) بمناسبة العيد الوطني لبلاده، "على مدى السنوات 62 الماضية عملت كوريا والأردن على تنمية شراكة وثيقة وجديرة بالثقة في مختلف المجالات فعلى الصعيد السياسي، كان الأردن داعما ثابتا للسلام في شبه الجزيرة الكورية وشريكا موثوقا به في جهود مكافحة الإرهاب وعلى الصعيد الاقتصادي، يعد الأردن بوابة للعديد من الشركات الكورية للتوسع في منطقة بلاد الشام"، موضحا أن الاردن رابع أكبر شريك تنمية لكوريا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأوضح أن كوريا رابع أكبر شريك تجاري للأردن بين الدول الآسيوية غير العربية، حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين العام الماضي 822 مليون دولار أميركي، تشكل المركبات جزءا كبيرا من هذه التجارة وبنسبة 70 بالمئة من إجمالي صادراتنا إلى الأردن.
وأشار السفير الى انه لا تزال هناك فرصة كبيرة لتوسيع التعاون التجاري والاقتصادي مع الأردن، مؤكدا أن واردات الأردن من كوريا حاليا تمثل حوالي 2.3 بالمئة من إجمالي وارداتها، في حين تقل صادرات الأردن إلى كوريا عن 1 بالمئة من إجمالي صادراتها.
وقال، إن الأردن يستضيف 10 شركات كورية، بما في ذلك سامسونج و "إل جي" وكيبكو "شركة الطاقة الكهربائية الكورية"، لافتا الى أن شركة "كيبكو" استثمرت أكثر من 1.48 مليار دولار أميركي في محطات الطاقة، تمثل حوالي 17 بالمئة من إجمالي قدرة توليد الكهرباء في الأردن.
وتابع، ان الشركات الكورية تتطلع إلى استكشاف التعاون المستقبلي في الصناعات الناشئة مثل الذكاء الإصطناعي والهيدروجين الأخضر منذ عام 2014، في وقت يركز معهد البحث والتطوير التابع لشركة سامسونج في عمان على البحث في الذكاء الاصطناعي وتقنيات البيانات الضخمة، بينما تسعى شركة كيبكو إلى التعاون المحتمل في إنتاج الهيدروجين الأخضر، كما يتضح من مذكرة التفاهم الأخيرة مع وزارة الطاقة والثروة المعدنية.
ولفت الى أن كوريا تتمتع بقصة ملهمة في تحقيق النمو الاقتصادي في غضون بضعة عقود من رماد الحرب، ونحن نسعى جاهدين لمشاركة تجربتنا في الانتقال من دولة متلقية إلى دولة مانحة لمساعدة الآخرين على تحقيق نجاح مماثل.
وأضاف، منذ عام 1991، قدمت كوريا للأردن 362 مليون دولار أميركي كمساعدات، ثلثها تقريبا (111 مليون دولار أميركي) على شكل والباقي على شكل قروض ميسرة "251 مليون دولار أميركي".
وأشار الى أن وكالة التعاون الدولي الكورية التنموية، لعبت دورا رئيسيا في دعم الأردن منذ إنشاء مكتبها في عمان في عام 2005، حيث ركزت على العديد من المجالات ذات الأولوية مثل التعليم وموارد المياه، التي تحظى بطلب كبير في الأردن.
وبين أن المعهد التكنولوجي الأردني الكوري "جوكوتي" قام بتدريب أكثر من 12 ألف عامل ماهر، كذلك تستوعب المدرسة الصناعية الأردنية الكورية في الزرقاء "جوكينز" حوالي 600 طالب و50 مدرسًا.
وأضاف، أنه يجري حالياً تنفيذ العديد من المشاريع التي تهدف إلى إعادة تأهيل شبكات إمدادات المياه القديمة في محافظتي الكرك وجرش.
وأشار السفير كيم الى أن الثقافة هي بمثابة جسر يربط بين الناس من خلفيات مختلفة، حيث تعمل الثقافة الكورية - الكيبوب والدراما الكورية والطعام الكوري اليوم، على تقريب الناس في البلدين، مبينا أن الشعور بالحماس للثقافة الكورية في مسابقة "الكيبوب" التي نظمت أخيرا بالعاصمة عمان في تموز الماضي وتنافس فيها 47 فريقًا يشير الى أهمية التبادل الثقافي.
ونوه بأن العديد من الشباب الأردني يتوق بحسب متابعاتنا إلى تعلم اللغة الكورية من خلال الدورات في معهد الملك سيجونغ في عمان والجامعة الاردنية، وسيقام في عمان قريبا مهرجان للفيلم الكوري، مشيرا الى أن الأردن يتمتع بتراث ثقافي غني ومواقع تاريخية مثل البتراء وجرش ومادبا، وبلغ معدل السياح الكوريين الى الأردن قبل جائحة كورونا حوالي 30 الفا سنويا.
وعلى الصعيد السياسي، أكد السفير كيم دعم كوريا للحل السياسي في الأراضي الفلسطينية على أساس حل الدولتين، موضحا ان بلاده تشعر بقلق عميق بشأن الوضع الراهن، والحرب على قطاع غزة التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين الأبرياء، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار والالتزام الكامل بالقانون الدولي.
وأضاف، إن بلاده تقدر الدور القيادي للأردن كعامل استقرار في المنطقة، مشيرا أيضا الى استضافة الأردن ملايين اللاجئين من سوريا ويقدم الدعم للمتضررين من الحرب على غزة، ويدعو دوما إلى وقف فوري لإطلاق النار وخفض التصعيد.
واكد التزام كوريا بدعم اللاجئين في الأردن وتقديم مساعدات إنسانية بقيمة تتراوح بين ثلاثة وأربعة ملايين دولار أميركي سنويا، بالإضافة إلى ستة ملايين دولار إضافية من خلال وكالة "الأونروا" للمتضررين في غزة.
--(بترا)