ندوة لعلماء ومفكرين وخبراء في منتدى الفكر العربي حول الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية للزكاة
أخبار دقيقة -
عقد منتدى الفكر العربي مستنيرًا بتوجهات صاحب السموّ الملكي الأمير الحسن بن طلال، عبر الاتصال المرئي ندوة حول الأبعاد الإقتصادية والاجتماعية والإنسانية للزكاة، حاضر فيها كلٌ من وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأسبق الدكتور وائل عربيات، ومستشار المفوض السامي وممثل المفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي الدكتور خالد خليفة، ومستشار رئيس جمهورية مصر العربية للشؤون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف فضيلة الدكتور أسامة الأزهري.
وفي كلمته الافتتاحية قال القائم بأعمال الأمين العام السيد أيمن رياض المفلح: إن هذه الندوة جزء من سلسلة ندوات عقدها وسيعقدها المنتدى حول موضوع الزكاة، موضحًا أن قضية الزكاة من أبرز القضايا التي يحتاجها العمل الإنساني والإسلامي، وأنها ركن من أركان الحياة الإنسانية الكريمة للشعوب.
وأشار السيد المفلح إلى "مبادرة التضامن والتكافل الإنساني"، التي أطلقها نخبة من القادة والعلماء المسلمين وعلى رأسهم صاحب السموّ خلال شهر رمضان المبارك عام 2020، والتي دعت إلى التشبيك مع المؤسسات الدولية والإقليمية والوطنية والأفراد في مختلف المجالات، لإحياء المسؤولية الأخلاقية والإنسانية للزكاة، وجعلها المحرك الأساسي والمعيار الناظم لعالمنا.
وفي حديثه عن الأبعاد الاقتصادية للزكاة أشار د.وائل عربيات إلى أن الزكاة هي جزء من الحل الاقتصادي على مستوى الدول، وعلى المستوى العالمي في الحد من الجوع والعوز ورعاية الطبقات التي تعاني من الحرمان، وأن لها دورًا فاعلًا في مسألة تنمية القطاعات المختلفة مثل القطاعات الحيوانية والزراعية على وجه الخصوص من خلال إخراج الزكاة عينًا من أوعيتها المختلفة.
وأوضح د.عربيات أنه لابد من الإلتفات إلى مسألة حسم الزكاة من ضريبة الدخل وليس من الدخل الخاضع للضريبة وفق آلية تتماشى مع الهيكلية المالية للدولة، ووفق الأسس المعمول بها ولآلية تغطية النفقات العامة للدولة التي تتماشى مع مصارف الزكاة الثمانية من حيث التنمية الاجتماعية وصناديق المعونة الوطنية وصناديق التنمية والتشغيل.
وبين د.خالد خليفة أهمية توظيف الزكاة في المنظمات الدولية ودورها في تعزيز الاستجابة الإنسانية وتخفيف الأعباء عن اللاجئين والنازحين والمجتمعات المضيفة، موضحًا تجربة المفوضية في تأسيس صندوق الزكاة للاجئين، ومأسسة تحصيل وتوزيع الزكاة، مضيفًا أن المفوضية حصلت على عدد من الفتاوى الإضافية ليصبح بذلك صندوق الزكاة للاجئين مجازًا من قبل 16 فتوى ومصادقات من علماء ومؤسسات مرموقة من كافة أنحاء العالم، الأمر الذي يعزز من جواز المفوضية استلام وتوزيع الزكاة على مستحقيها من اللاجئين والنازحين، من خلال الصندوق، وأوضح د.خليفة رؤية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين للتعاون الدولي حول الزكاة مستقبلًا، متحدثًا عن تأسيس أول وقف إسلامي مؤقت للاجئين بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية، وإطلاق أول برنامج صكوك للاجئين لتعظيم أثر الصكوك والاستفادة القصوى من ذلك.
وتحدث د.أسامة الأزهري حول الزكاة بين منظومة إجراءات الشريعة في بناء الإنسان، مشيرًا إلى أن الزكاة فريضة، وأحد أركان الإسلام كما أنها الركن الأساسي في رؤية الشرع الشريف لحالة الغنى والوفرة واليسر والرخاء، ومحاربة الفقر ومحاصرته على الأرض.
وأوضح د.الأزهري أن الزكاة والعمل وتعظيم خُلق الكرم والعطاء والصدقات والأوقاف جميعها إجراءات جاءت لتحقق غاية الإنسان من رفاه وتحقق الكفاية التي يسعى إليها في القطاعات كافة، والوصول إلى التنمية في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، وتعود بالخير على الإنسانية جمعاء، مؤكدًا أن الغاية من الزكاة تحقيق الكفاية والكفاءة والكفاف للإنسان ليصل إلى العيش الكريم.