انطلاق المؤتمر الدولي الأول لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة
أخبار دقيقة -
مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، افتتح وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، اليوم الأربعاء، فعاليات المؤتمر الدولي الأول لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة، بحضور سمو الأميرة دينا مرعد.
وقال الدكتور الهواري، إن جلالة الملك أكد ضرورة إيجاد حلول سياسية لقضايا المنطقة، وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية كسبيل للأمن والاستقرار في هذه المنطقة.
وأضاف خلال المؤتمر الذي تنظمه نقابة الأطباء الأردنية، والجمعية الطبية العربية الأميركية الوطنية، بالتعاون مع جمعية المستشفيات الخاصة، أن جلالة الملك عبر منذ بداية العدوان على قطاع غزة عن موقف الأردن الثابت والواضح بالوقوف إلى جانب الأشقاء الفلسطينيين في غزة، من خلال المطالبة بالوقف الفوري للعدوان وحماية المدنيين الأبرياء، وتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية التي تخفف معاناتهم وضمان وصولها إليها.
وشدد الهواري على أن الموقف الأردني ترجم على أرض الواقع من خلال إرسال المستشفيات الميدانية إلى غزة وخانيونس، بالإضافة إلى نابلس، وإرسال مواد الإغاثة والمعدات والمستلزمات الطبية عبر جسر الملك الحسين ومعبر رفح، وتزويد المستشفيات الأردنية الميدانية بالأدوية والمستلزمات الطبية عبر الإنزالات التي قامت بها طائرات سلاح الجو الملكي، بتوجيه مباشر من جلالة الملك عبدالله الثاني، ومتابعة حثيثة من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد.
وأكد أن الكثيرين في قطاع غزة محرمون من حقهم في الصحة والعلاج، ويعانون من الجوع والجفاف وإعاقات جسدية ونفسية نتيجة تدمير القطاع الصحي نتيجة العدوان الغاشم.
وبين أن هذا القطاع يفتقر إلى البنية التحتية وفرص التدريب الكافية، وأن مرافقه التي نجت من القصف تعمل فوق طاقتها، وكثيرا ما تتعطل خدماتها الصحية لانقطاع الكهرباء ونقص الأدوية والمسلتزمات الطبية، ما يعرض صحة السكان لأخطار متزايدة أكثر من ذي قبل.
ودعا الهواري إلى حشد جهود الجميع لإعادة إعمار القطاع الصحي ودعمه بسخاء، وضمان تدفق المساعدات الإغاثية إلى غزة دون عوائق، إلى جانب إعداد قوائم باحتياجات القطاع من بنية تحتية، وأجهزة ومعدات، ومستلزمات، وكوادر طبية مؤهلة توجيه الدعم بناء على هذه الاحتياجات، وبما يضمن استئناف المنشآت الحيوية والمستشفيات عملها لتقديم خدماتها للفلسطينيين في غزة.
بدوره، قال مدير الجمعية العربية الأميركية الدكتور عمر لطوف، إن الجمعية مستعدة للمشاركة في تقديم الدعم لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة الذي يعاني نقصا في الكوادر والمعدات والأجهزة والأدوية.
من جهته، أكد الدكتور جواد العناني من اللجنة المنظمة للمؤتمر، أهمية إعادة إعمار القطاع الطبي في غزة، وتشارك الجهات والمنظمات الدولية من نقابات وأطباء وجمعيات وهيئات في ذلك.
وقال نقيب الأطباء الدكتور زياد الزعبي، إن المؤتمر هو الأول من نوعه ويناقش سبل إعادة إعمار القطاع الصحي في غزة بعد العدوان الغاشم، مشيرا إلى تسجيل ألف طبيب لغايات التطوع في تقديم الخدمات الصحية لأهالي غزة.
من جهتها، قالت مديرة منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط، حنان بلخي، في كلمة عن بعد، إن خطر المجاعة في غزة مرتفع، ويتزايد كل يوم في ظل استمرار إطلاق النار ومحدودية وصول المساعدات الإنسانية.
وأكدت أن المنظمة تواجه صعوبات كبيرة في تقديم الدعم لنظام الرعاية الصحية في قطاع غزة، رغم استعدادها لإرسال كوادر طبية إلى هناك لكنهم بحاجة إلى الحماية، وقرار لوقف إطلاق النار.
بدوره، قال رئيس لجنة برنامج المؤتمر، الرئيس المشارك لمبادرة إعمار القطاع الصحي في غزة ممثل جمعية المستشفيات الخاصة، الدكتور فوزي الحموري، إن المؤتمر سيكون اللبنة الأولى لمبادرة إعادة الإعمار، ولفت إلى بدء العمل لتقييم أضرارالقطاع الصحي في غزة بالتعاون نقابة المهندسين الأردنيين، واتحاد المهندسين العرب لوضع مخططات لبناء وتحديد الكلف اللازمة لإعادة لتأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والجامعات والكليات الصحية التي تعرضت لأضرار بسبب العدوان.
وأكد أن حجم دمار في القطاع الصحي بغزة كبير، إذ دمر العدوان 30 من أصل 36 مستشفى، و53 مركزا صحيا و122 سيارة إسعاف، بالإضافة إلى تدمير مركزي علاج مرضى السرطان.
وبين أن المؤتمر تشارك فيه 60 منظمة وجمعية وهيئة ونقابة مهنية ومنظمة دولية من 25 بلدا، بهدف حشد الدعم لتوفير الرعاية الصحية لأبناء القطاع، جراء العدوان عليهم.
وقال العميد سهل الحموري، مندوبا عن مدير عام الخدمات الطبية الملكية، إن الخدمات الطبية الملكية بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة دائما على استعداد لتقديم المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء في قطاع غزة، وعملت على ذلك من خلال المستشفى الميداني 76 الذي أنشئ في عام 2009 كأول مستشفى في القطاع بعد الحصار، والمستشفى الميداني الأردني الخاص/2 في قطاع غزة الذي أسس في نهاية العام الماضي في خانيونس، الذين يقدمان الخدمات للأشقاء في القطاع وتؤدي رسالتها القومية والإنسانية وتلعب دوراً فاعلاً ومؤثراً في دعم القضية الفلسطينية وتعزيز صمود أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق ومواجهة كافة الممارسات الإسرائيلية التي تتخذها إسرائيل في التضييق على أصحاب الحق والأرض.
وأشار إلى أن المستشفيات الميدانية في غزة قدمت خدماتها لأكثر من 100 ألف مراجع، وأجرت نحو 19 ألف عملية جراحية، ومزودة في الأجهزة والمعدات الطبية اللازمة والأسرة وحاضنات الخدج، ويصلها التزويد عبر الإنزال الجوي من سلاح الجو الملكي الأردني، مبينا أن الخدمات الطبية الملكية ستقوم باستقبال المرضى في مدينة الحسين الطبية لمعالجة حالات الحروق، وصناعة الاطراف الاصطناعية.
يشار إلى أن المؤتمر يضم ورشات عمل متنوعة، وإطلاق مبادرة للتبرعات لإعمار القطاع الطبي بغزة، خاصة في وجود نحو 60 ألف أمرأة حامل، و10 الاف مريض سرطان، وانتشار الأوبئة بسبب المجاعة والتلوث، وعدم تلقي الأطفال إلى المطاعيم، وعدم القدرة في علاج مصابي الحرب.