«رأس الحربة» في الحرب على غزة

{title}
أخبار دقيقة -

من أخطر أنواع الحروب «الحرب الإعلامية» بسبب تطور أساليبها وتعدد وسائلها وتنوع أدواتها واعتمادها على التضليل والإشاعات وفبركة الأخبار واستخدام جميع الحيل للنيل من عدوها، بغية التلاعب بالرأي العام وقناعاته؛

وتسبق هذه الحرب في الغالب دعاية لاحداث تغييرات ولتحضير الرأي العام للقبول بها.وتتجلى أساليب هذا النوع من «الحرب» باستخدام الدعاية في سعي كل طرف إلى إبراز أهميته ومكامن قوته وعدالة قضيته ومن كل الجوانب. ويمكن بمساعدة هذه الدعاية تغيير مجريات أحداث كثيرة قد تصل مثلا إلى كسب الراي العام والتاييد، وأحياناً قلب نظام حكم أو خسارة حرب. ويمكن أن يكون للحرب الإعلامية نتائج إيجابية من خلال رفع معنويات الناس ودفعهم إلى سلوك ليتم بفضله تجنب خسائر في الأرواح والممتلكات.وفي الوقت الحالي ونتيجة لدخول الشبكات الاجتماعية ساحات القتال بل واصبحت اداة سهلة الاستخدام بايادي الجمهور واعتمادها في تغطية الأحداث على ما تبثه الشبكة الإجتماعية وخصوصا (فيسبوك)، الذي شكل رأس حربة في بث المعلومات ولقطات الفيديو والصور عن الأحداث الجارية في قطاع غزة، ونقلها بالصورة والصوت من ارض الواقع وباللحظة، وقد ظهر صدى هذا الجدل في أول رد فعل للرئيس الاميركي (جو بايدن) على أحداث غزة، واتهم فيه حركة الجهاد الاسلامي (حماس) بارتكاب جرائم حرب ضد اطفال اسرائيليين وعائلاتهم دون تحر بل باعتماد التهويل والتحريض والتجني الإعلامي العدائي، وفي الوقت التي احجمت كبريات الصحف اليومية الغربية والتي توصف بأنها موالية للسياسات الاسرائيلية في الشرق الاوسط وخاصة في عدوان اسرائيل ضد ابناء الشعب الفلسطيني الاعزل عن تناول عن التفاصيل التي أحاطت بحرب الابادة التي تشنها اسرائيل وما تلاها من احتجاجات دولية، لكنها شنت حملة ضد معارضين لهذا العدوان تتهمهم بـ «توظيف» هذه الحادثة لأغراض سياسية. وعند سقوط آلاف الشهداء الفلسطينين تبرر هذه الوسائل المنحازة لقوات الاحتلال الإسرائيلي بانهم «اضطروا» لاستعمال السلاح والطائرات والأسلحة المحرمة دولياً بعد أن هاجم المقاومون الفلسطينيون غلاف غزة معتبرة أنهم كانوا في «حالة دفاع شرعي عن النفس».وفي ظل غياب وسائل الإعلام التقليدية عن تغطية الأحداث، أسست إسرائيل حسابات خاصة على شبكة التواصل الاجتماعي خصصوها بشكل حصري للتغطية الفورية لآخر الأحداث ذات الصلة بالعدوان الهمجي على الفلسطينين ثم امتدت إلى محافظات أخرى في الضفة الغربية ما جعل الشبكة مصدراً رئيسياً للأخبار والصور ومقاطع الفيديو التي تستند إليها القنوات الفضائية وبعض وكالات الأنباء العالمية والمواقع الالكترونية لإعداد تقاريرها حول العدوان وهذا جزء مهم من الحرب الدعائية التي توظفها اسرائيل لاستمالة العالم الى صفها ودعمها.لكن استخدام الشبكة الاجتماعية على نطاق واسع في أحداث غزة، أثار جدلاً موازياً حول مدى مصداقية التقارير الإعلامية، التي تستند إلى مواد الفيديو والمعلومات التي تبث عبر الشبكة الإجتماعية.وهنا فإن استناد الإعلامي إلى شبكة الاجتماعية كأحد مصادر الخبر «بدعة» لما توفره هذه الشبكة من «متابعة حينية للأحداث»، مما دفع للحديث عن «الإعلام الجديد» و”إعلام المواطن».لكنه حذّار في المقابل من أن «الفاعلين والناشطين» في الشبكة الاجتماعية أو المدونات والحسابات لإدارة هذه الحرب لصالح اسرائيل لا تحكمهم ضوابط مهنية، كما هو الشأن بالنسبة للاعلام المحترف إنما هم في الغالب مجندون ومتطوعون، مما يتطلب الانتباه والتدقيق في نشر كل ما يصدر أو ينشر عنهم.
تصميم و تطوير