الاردنيون يحتفلون بالعيد السَّابع والسَّبعين لاستقلال المملكة غداً

{title}
أخبار دقيقة -

يحتفل الاردنيون غدا الخميس، بذكرى استقلال المملكة السابع والسبعين، والذي شكل علامة فارقة ومفصلية في تاريخهم ومسيرة بناء مملكتهم، فانطلقوا تحت راية واحدة وقيادة هاشمية لبناء دولة المؤسسات والقانون والتنوع وقبول الآخر والتسامح، وفتحوا حدودهم لكل باحث عن الأمن ليصبح الأردن مملكة الإنسانية وموطن الأمان.

منذ أول يوم في تأسيس الأردن الحديث، كانت الجهود الملكية حثيثة للوصول إلى الدولة الحديثة، التي يرفع عمادها العلم والأمن؛ لتنطلق القيادة الهاشمية بعد إعلان الاستقلال بنهج حكيم واضح نحو التنمية والازدهار ومواجهة كل الظروف، فيحقق الأردن في عام 2023 والمئوية الثانية من عمره المديد مستويات متقدمة في الريادة والإنتاج والتطور بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني. ويحتفل الأردنيون بعيد الاستقلال وهم متيقنون أن مئوية الأردن الثانية تحمل في طياتها مستقبلا أكثر تطورا وازدهارا للأردن، استهلها بحزمة واسعة من الإصلاحات والتطوير والتجديد والتحديث لكثير من القوانين والتشريعات، فوصلوا لقناعة أن الأردن ما زال يتطور ويبدع، وأن الطريق أمامهم مليئا بالأمل. ويتزامن عيد الاستقلال الـ77 مع الانتهاء من وضع خطط التحديث السياسي والتي أصبحت واقعا للتنفيذ، بإرادة وعزم وتصميم، وكذلك الحال في مسارات الإصلاح الاقتصادي والإداري، وذلك ضمن خطط مؤسسية واضحة، بعد أن تجاوز تبعات جائحة كورونا، التي عصفت بالعالم لثلاث سنوات، وأوقف العمل بقانون الدفاع الذي فرض تطبيقه الوباء. ويعيد الأردنيون، كل عام وفي هذا اليوم التاريخي لذكرى الاستقلال، تقييم مسيرتهم، وينعمون بأمن واستقرار في وطنهم، وينالون تعليما في مدارس وجامعات بنيت لهم ولأبنائهم، واستثمرت بها الدولة كل قدراتها وإمكاناتها، ومنظومة صحية متطورة شاهدها المستشفيات والمراكز الصحية المنتشرة في كل مكان، وجامعات تمنح كل الاختصاصات، وتعليم مهني، وقضاء نزيه، وأمن عام، وجيش على الحدود، وقوانين وتشريعات ناظمة يتم تطويرها؛ بما يعزز استمرار المسيرة، ويحفظ أمن المجتمع والمنجزات الوطنية. ويشكل يوم الاستقلال، كما هو للأردنيين، مناسبة لغيرهم من المقيمين على أرض الأردن؛ للفخر بما تحقق من إنجازات على مدار سنوات تجاوز عددها المئة. ويستذكر الأردنيون، في هذه المناسبة الوطنية، تضحيات قدموها، ورووا خلالها بدماء الشهداء ثرى هذه الأرض ليبقى الوطن وساكنيه سالما منعما بوحدة شعبه ووقوفه خلف قيادته الهاشمية في مسيرة البناء والتطوير السياسي والاقتصادي والاجتماعي. واستند الأردن عبر كل هذه العقود إلى جدار صلب تشكلت لبناته على قواعد راسخة في الإصلاح والعدالة، وقيم نبيلة قوامها العيش المشترك وقبول الآخر وسيادة القانون. وأرسى جلالة الملك عبدالله الأول المؤسس، قواعد إنشاء دولة المؤسسات، وأسندها جلالة الملك طلال بن عبدالله بدستور حضاري، ورفع بنيانها وزاد من شأنها باني نهضة الأردن الحديث، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهم، حتى وصلت اليوم إلى جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يكمل المسيرة، ويمضي بكل عزم بسفينة الأردن بكل أمن وطمأنينة. بعد 77 عاما، تعود الذاكرة بكل فخر وعزة للأجيال الأردنية عندما انعقد المجلس التشريعي الأردني يوم 25 من شهر أيار عام 1946، وتلي فيه نص القرار التاريخي لإعلان استقلال المملكة. على اغتياله على عتبات المسجد الأقصى في القدس، واستشهد، طيب الله ثراه، يوم الجمعة 20 تموز 1951، لينضم إلى قافلة الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل مبادئهم وقيمهم وثوابتهم العربية النبيلة الأصيلة. واعتلى جلالة الملك طلال بن عبدالله، طيب الله ثراه، عرش المملكة في عام 1951، وكان أول ضابط عربي يتخرج من كلية ساند هيرست البريطانية، إذ تحققت في حقبته إنجازات تعزز الاستقلال ودعائم المجتمع القائم على الحرية المسؤولة أمام القانون، حيث تم إصدار الدستور الأردني في 8 كانون الثاني 1952، كأول دستور وحدوي عربي، ونص على إعلان ارتباط الأردن عضويا بالأمة العربية، وتجسيد الفكر القومي للثورة العربية الكبرى، ملبيا آمال وتطلعات الشعب الأردني انسجاما مع وحدة الضفتين في عام 1950، وتنامي الشعور الوطني والوعي القومي في الوطن العربي. قائد المركب وربان السفينة الأردنية بكل ثقة وأمان. ومنذ أن تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني الحكم، كان يوجه ويتابع كل مؤسسات الدولة وعملها، فتطورت التشريعات والقوانين، وتوسعت الاستثمارات، ارتفعت مداخيل السياحة، وتطورت المستشفيات والمراكز الصحية، احتلت الأردن مراتب متقدمة في الريادة والتعليم، وازداد الاهتمام والدعم بالأجهزة الأمنية والعسكرية، كما تطورت البنية التحتية، وانتقلت الخدمات في غالبيتها الى إلكترونية، وشن حربا على الفساد والمخدرات. ويوظف الأردن طاقاته وإمكاناته للتصدي لمخاطر التطرف والإرهاب، خاصة من خلال المبادرات التي تهدف إلى تعزيز الحوار بين الديانات، والمذاهب، والحضارات المختلفة وتبيان الوجه الناصع الحقيقي للدين الإسلامي الحنيف ورسالته السمحة العظيمة. وفي عام 2022، أنجزت مشاريع الإصلاح السياسي وقانون الانتخاب والأحزاب، وانطلقت رؤية الإصلاح الاقتصادي، وتحديث وتطوير القطاع العام، وكان عاما حافلا بالأحداث الكبيرة والجسام، تجاوز الأردن فيها مفاصل مهمة في تاريخ الدولة، ولم يكن ذلك ليكون لولا الجهود المبذولة لوضع أساس قوي يحمي الدولة من شر العاديات. ويكرس جلالة الملك جهوده الدؤوبة مع الدول الفاعلة للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق حل الدولتين، وهي جهود ترافقت مع دعم ملكي متواصل للأشقاء الفلسطينيين على الصعيد السياسي والإنساني. كما يبذل جلالته جهودا كبيرة باعتباره وصيا وحاميا وراعيا للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، للحفاظ على هويتها العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، ودعم وتثبيت سكانها، مسلمين ومسيحيين، والتصدي لكل الإجراءات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف تغيير هوية المدينة وعروبتها.
تصميم و تطوير