لقاء حواري لعلماء ومفكرين وخبراء في منتدى الفكر العربي حول ثقافة الزكاة

{title}
أخبار دقيقة -

د.عربيات: أهمية العمل على التشبيك مع المؤسسات الدولية والإقليمية لتحقيق مقاصد الزكاة التي دعا إليها سمو الأمير الحسن بن طلال

د.الأمين: أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 تتماشى مع المصارف الثمانية التي حددت للزكاة

د.أيوب: ضرورة العمل على رصد تأثير الزكاة من خلال البحوث والأرقام الفعلية وتأكيد فكرة تخصيص جزء منها للعاملين عليها

عفيفي: للزكاة دور مهم وفعال في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للعمل الإنساني والخيري

د.الداود: ينبغي علينا إعادة النظر في بعض الاجتهادات الفكرية والفقهية المتعلقة بمسألة تقسيم وتوزيع الزكاة

د.أبو البصل: الزكاة ليست ضريبة تؤخذ من أموال الأغنياء بل هي حق للفقراء والمجتمع لسد احتياجاتهم

الربطة:الزكاة قادرة على إيجاد الكثير من الحلول المتعلقة بتنمية المجتمعات والنهوض بها والحد من مشاكل الفقر والبطالة

البخيت: نحن بحاجة إلى خطة عمل جديدة لتوزيع مصارف الزكاة والتنسيق بين المؤسسات والهيئات التي تُعنى بالزكاة

  عقد منتدى الفكر العربي لقاءً حوارياً وجاهياً وعبر تقنية الاتصال المرئي، حاضر فيه رئيس منتدى العمل الإنساني العالمي في لندن د.هاني البنا من مصر حول " ثقافة الزكاة"، وشارك في هذا اللقاء الذي أداره الوزير الأسبق للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية د.وائل عربيات، وزير خارجية السودان الأسبق وأستاذ العلوم الإنسانية في جامعة حمد في قطر د.مصطفى عثمان إسماعيل الأمين، والمدير التنفيذي لمنظمة المهمة الموحدة للإغاثة والتنمية (UMR) في الولايات المتحدة د.عبد الكريم أيوب، والرئيس التنفيذي للإغاثة الإسلامية في ألمانيا الأستاذ طارق عفيفي، والوزير الأسبق للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية د.هايل الداود،  والوزير الأسبق للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية د.عبد الناصر أبو البصل، وقاضي قضاة المملكة الأردنية الهاشمية سماحة الشيخ عبد الحافظ نهار الربطة، والأمين الأسبق لمنظمة الدعوة الإسلامية في السودان السيد عطا المنان البخيت، وحضر اللقاء عدد من الوزراء السابقين، وقضاة الشرع، والمفتين، والأكاديميين، وممثلو هيئات خيرية، ومنظمات دولية من العالم العربي والعالم الإسلامي والمهجر في أوروبا. أوضَح المُحاضر د.هاني البنا أن الزكاة أحد أركان الإسلام، وأنها فرض يساوي خمس الإسلام، لما لها من دور مهم في نشر رسالة الإسلام الإنسانية، وإبراز القدوات الحسنة من أبناء المسلمين وتحسين صورتهم في محاربة الإسلاموفوبيا وكره الأديان والمعتقدات. وأشار د.هاني البنا إلى أن الزكاة عمل اجتماعي مؤسسي لكونها تعتمد على هيكلية ونظم مؤسسية، وإلى ضرورة مراجعة الآراء الفقهية في ظل المتغيرات الاجتماعية التي تواجهها الشعوب، وأن لهذه المؤسسة دوراً أساسياً في بناء المجتمع لما تقدمه وتنفذه من خطط ومشاريع تساهم في تنمية المجتمعات. وتطرق المتداخلون إلى أهمية الزكاة والتكافل الإنساني ولا سيما في تنمية المجتمعات في الدول العربية والإسلامية وعلى المستوى الإنساني، وعلاقة الزكاة بأهداف التنمية المستدامة، والمشاريع الخيرية، كما بَيّنَ المتداخلون الأهداف الاستراتيجية للزكاة، ودور مؤسسات الزكاة والعاملون عليها في جمع وتوزيع أموال الزكاة وتقسيمها، مؤكدين أن للزكاة دور فعال في تعزز القيم الإسلامية وبيان رسالة الإسلام السمحة للعالم، وتحسن الاقتصاد في عموم الدول.   التفاصيل: أوضَح المُحاضر د.هاني البنا أن الزكاة أحد أركان بناء هيكل الإسلام، وأنها عمل مؤسسي اجتماعي وعبادة، ومؤسسة متكاملة العناصر والمصارف بينها الله تعالى في مستهل كتابه الكريم عند ذكر المصارف الثمانية في سورة التوبة . وأشار د.هاني البنا إلى أهمية مراجعة بعض الآراء الفقهية في ظل التغيرات المجتمعية التي تواجه الشعوب اليوم من تزايد أعداد المهجرين والنازحين، وتداعيات آثار التغيرات المناخية والأزمات الاقتصادية وازدياد أماكن الصراعات المسلحة والحرب على الإرهاب، مبيناً أن أول مؤسسة بنيت في الدولة الإسلامية هي مؤسسة الزكاة، وذلك لبناء وتعزيز علاقة المواطنين بدينهم ومجتمعهم، وحماية ديمومة واستمرارية الدولة، وإعطاء رؤية نحو تأسيس دولة لديها دخل وموظفين. وقال د.البنا: إنه من الضروري التصدي للجمعيات الخيرية والمؤسسات التي لا تلتزم بمصارف الزكاة الثمانية لجذب المانحين للتبرع بأموال زكاتهم، لأن هذه الجهات لا تقوم على البناء الصحيح والمؤسسي للجمعيات والمؤسسات، ولا تعزز وتقوي الروابط المجتمعية بين الأفراد، وذلك من خلال تقديم النصح والإرشاد لهذه الجهات. وأكد د.البنا أهمية العمل على تكامل وانسجام دور المجتمع المدني وقوته مع دور الشرع والفقهاء في القضايا المتعلقة بالزكاة في ظل التحديات التي تواجه المجتمعات الإسلامية والإنسانية عموماً، من خلال إعادة النظر في أبعاد وأعماق مؤسسة الزكاة، والتأكيد على أن الزكاة تنشر رسالة الإسلام السمحة والإنسانية، وتظهر القدوات الحسنة من أبناء المسلمين، وتحسن صورتهم في محاربة الإسلاموفوبيا وكره الأديان والمعتقدات. وتحدث د.البنا عن أهمية إقامة مؤسسات تعمل على إدارة أموال الزكاة والصدقات من المسلمين المُلمين بشريعة الإسلام وفقه الزكاة والصدقات، وأخلاقيات المجتمعات الإسلامية، مبيناً أهمية السعي الجاد إلى إيجاد مؤسسة عالمية للزكاة والتكافل الإنساني تساهم في تأمين الحاجات الأساسية للإنسان وترتقي به. وبدوره بينَ د.وائل عربيات أن قضية الزكاة من أبرز القضايا التي يحتاجها العمل الإنساني والإسلامي، وأنها ركن من أركان الحياة الإنسانية الكريمة للشعوب، مؤكداً أهمية العمل على تحول مفهوم الزكاة إلى ثقافة من خلال العمل المؤسسي المنظم والمستقل والذي يتسم بالحوكمة الرشيدة، والتشبيك مع المؤسسات الدولية والإقليمية والوطنية كافة لتحقيق مقاصد الزكاة جميعها التي كان دعا إلى إيجادها سمو الأمير الحسن بن طلال منذ عقود. وأشار د.مصطفى عثمان إسماعيل الأمين إلى علاقة الزكاة بالتنمية المستدامة، موضحاً بأن أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 تنسجم مع المصارف الثمانية التي حددت للزكاة، الأمر الذي يؤكد دور الزكاة المهم في تنمية المجتمعات إذا ما تم تحصيلها وصرفها وفق خطط وبرامج واضحة ومدروسة، كما لفت د.الأمين إلى أن عدم وجود هيئة دولية ومؤسسات رسمية تعنى بالزكاة يعد من أهم التحديات التي تعيق الاستخدام الأمثل لأموالها. ولفت د.عبد الكريم أيوب في كلمته التي ألقاها بالإنابة عنه ممثل منظمة المهمة الموحدة للإغاثة والتنمية (UMR) ومسؤول الشراكات د.سامر أبو رمان، إلى تباين المصاريف الإدارية والعاملين على الزكاة في مشاريع العمل الخيري، والمصاريف التنموية والإغاثية، مؤكداً بأننا بحاجةٍ ماسة إلى رصد تأثير الزكاة من خلال البحوث والأرقام المبنية على الواقع المعاش، وتأكيد فكرة تخصيص جزء منها للعاملين عليها من مصاريفها. وتناول الأستاذ طارق عفيفي دور الزكاة في الأهداف الاستراتيجية للعمل الإنساني والخيري، مشيراً إلى أنها تساهم في التخطيط الاستراتيجي، وذلك من خلال حصر أموالها من جانب المؤسسات الإنسانية والخيرية في كل عام، وتوقع الأموال التي ستحصل عليها المؤسسات في السنوات المقبلة، مما يجعلها قادرة على بناء استراتيجية مستقبلية وقوية ترفع من كفاءة المؤسسات في التخطيط وفي تحسين جودة المشاريع. وتحدث الشيخ عبد الحافظ نهار الربطة عن دور الزكاة في الحفاظ على المجتمعات وسلامتها لكونها من أهم الأركان التي قامت عليها الأمة منذ قرون، مبيناً أن الزكاة قادرة على إيجاد الكثير من الحلول المتعلقة بتنمية المجتمعات والنهوض بها، والحد من مشاكل الفقر والبطالة من خلال توزيعها بشكل منظم، وأشار الربطة إلى دور صندوق الزكاة الأردني ودور سموّ الأمير الحسن بن طلال من خلال دعوته إلى تشكيل مؤسسة عالمية للزكاة. وأوضح د.عبد الناصر أبو البصل أن الزكاة ليست ضريبة تؤخذ من أموال الأغنياء، بل هي حق للفقراء والمجتمع لسد احتياجاتهم، مؤكداً أهمية تعزيز ثقافة الزكاة في المجتمعات، والعمل على حصر الدراسات والأبحاث المتعلقة بالزكاة وفق منهج علمي دقيق، وتقديم دراسات وافية حول المستحقين للزكاة وجعلها متاحة للجميع عبر المنصات الإلكترونية. وقال السيد عطا المنان البخيت: إننا بحاجة إلى العمل على خطة جديدة لتوزيع مصاريف الزكاة،  والتنسيق بين المؤسسات والهيئات التي تُعنى بالزكاة والإشراف عليها مثل منظمة التعاون الإسلامي للوصول في نهاية الأمر إلى التطبيق الفعلي والعملي لمشروع "المؤسسة العالمية للزكاة" الذي دعا إليه سموّ الأمير الحسن بن طلال، وذلك لجمع الزكاة وإنفاقها في أوجهها الشرعية. وأشار د.هايل الداود إلى دور الزكاة في معالجة وحل القضايا المتعلقة بالظروف الحالية في العالم، وإلى أهمية إعادة النظر في بعض الاجتهادات الفكرية والفقهية المتعلقة بمسألة تقسيم وتوزيع الزكاة، وإلزاميتها، مؤكداً ضرورة أن يكون للمؤسسات المعنية بالزكاة دور في المسائل المتعلقة بالكوارث الطبيعية والتحديات، وذلك لبيان الأهمية التي تقوم بها الزكاة وإنسانيتها. هذا وجرى نقاش موسع بين المتحدثين والحضور حول القضايا التي طُرحت.
تصميم و تطوير