الباحث والأكاديمي الدكتور الزيود يؤكد أن تدريس الفلسفة ضرورة تربوية ملحة

{title}
أخبار دقيقة -

أكد عميد كلية العلوم التربوية في الجامعة الأردنية، الدكتور محمد صايل الزيود، في محاضرة ألقاها مساء أمس الثلاثاء، بمقر الجمعية الفلسفية الأردنية بعمان، أهمية تدريس الفلسفة وتضمين المناهج محتوى فلسفي، كونها ضرورة تربوية ملحة لدورها في تمكين الطلبة من أدوات المنطق والعقلانية والتفكير النقدي والقراءة الفاحصة والكتابة الواضحة والتحليل المنطقي.

وفي المحاضرة، التي حملت عنوان: "رؤية مستقبلية لتعليم الفلسفة في المناهج الدراسية الأردنية"، وأدارتها عضو الهيئة الإدارية في الجمعية الدكتورة آمال الجبور، أشار الدكتور الزيود إلى أن الطالب الذين يتعلم الفلسفة يحصل على العديد من الفوائد من القيام بذلك، لافتا إلى أن الأدوات التي تدرسها الفلسفة ذات فائدة كبيرة في التعليم والتوظيف وتكون مطلوبة بشدة من قبل أرباب العمل. وبين أن الدارسين للفلسفة يتعلمون كيفية الكتابة بوضوح، والقراءة بعمق وشغف، وبعين ناقدة؛ موضحا أنه يتم تعليمهم اكتشاف المنطق السيئ وكيفية تجنبه في كتاباتهم وفي عملهم. ونوه بأن طلبة الفلسفة تاريخياً وعلى المستوى العالمي سجلوا درجات أعلى في الاختبارات الوطنية، في المتوسط، أكثر من أي تخصص آخر تقريبًا، وبأن تدريس الفلسفة في المدارس ومن تجارب عالمية ينعكس على خلق بيئة تعلم آمنة يقل فيها التنمر بصورة ملحوظة وتختفي من ساحاتها المشكلات السلوكية. وأشار إلى أن الدراسات أظهرت أن الأطفال الذين يدرسون الفلسفة هم أكثر عرضة لتحقيق نتائج أكاديمية أفضل، كما أنهم يتمتعون بمزايا اجتماعية إضافية مثل تحسين احترام الذات وإظهار التعاطف مع الآخرين. وقال إن تدريس الفلسفة يعزز قدرات الشخص على حل المشكلات. ويساعد في تحليل المفاهيم والمواقف والحجج والمشاكل، مثلما يسهم في قدرتنا على تنظيم الأفكار والقضايا، والتعامل مع الأسئلة ذات القيمة، واستخراج ما هو ضروري من كميات كبيرة من المعلومات. وبين أن تقديم الفلسفة في المناهج الدراسية من شأنه أن يوفر للطلبة مكانا آمنا فكريا، حيث يستخدم الطلبة والمعلمون الحوار والاستعلام والتفكير المسؤول والتعاطف لفحص الأسئلة والقضايا التي تنشأ من تساؤلاتهم الحقيقية حول دراسة مختلف الموضوعات، مثلما تطور قدرات الطلبة على طرح أسئلة منطقية ومناقشات واسعة بينهم ومعلميهم، لافتا إلى أن المعلم هو مشارك للطلاب في عملية الحوار البناء. ويسهم تعليم الأسلوب والمنهج الفلسفي، بحسب الدكتور الزيود، في غرس الاحترام بين الطلبة والمعلمين الذين يناقشون الأفكار معًا، بما يسهم في خلق بيئة آمنة للمشاركين لاستكشاف نقاط القوة والضعف في وجهات النظر المختلفة، ويشجع على النزاهة التعاطف. وقال إن الفلسفة تغرس لدى الطلبة قيم الرحمة والاحترام؛ والمسؤولية؛ والحرية؛ والتفاهم والتسامح وتقبل الآخر؛ والصدق والجدارة والثقة، وتطور قدراتهم على الإقناع، كما تطور لدى الطلبة مهارات الطلبة الكتابة التفسيرية من خلال فحصهم للنصوص الصعبة، والكتابة المقارنة، والكتابة الجدلية من خلال تطوير قدرة الطلاب على تكوين وجهات نظرهم الخاصة، والكتابة الوصفية من خلال التصوير التفصيلي لأمثلة ملموسة. واختتم الزيود محاضرته بالقول إن تدريس الفلسفة والمنهج والأسلوب الفلسفي ذو قيمة أكاديمية وعلمية كبيرة لدورهما في تعميق التعلم والتعليم وبناء الإنسان. وجرى في ختام المحاضرة حوار حول موضوعات تدريس الفلسفة وآلياتها وأهمية تهيئة البيئة الجمعية في المجتمعات لاحتضان علم الفلسفة ومفاهيمه.
تصميم و تطوير