تحذير من انتشار الديزل الصناعي: مئات الشكاوى يوميًا ومخاطر بيئية وسلامة عامة #عاجل

{title}
أخبار دقيقة -
حذّر الباحث في مجال النفط والطاقة عامر الشوبكي من الانتشار الواسع لما يُعرف بـ"الديزل الصناعي” في السوق المحلي خلال السنوات الأخيرة، مؤكدًا أن الأمر لم يعد حالات فردية، بل مئات الشكاوى اليومية.

وأوضح الشوبكي خلال تصريح صحفي أن الديزل الصناعي يُحضَّر من نفايات الزيوت ونفايات المحروقات التي يُعاد تدويرها بطرق بدائية وأحيانًا غير علمية، ما ينتج مادة شديدة الاشتعال وخطِرة، لها آثار بيئية ومالية جسيمة، فضلًا عن أنها لا تخضع للضريبة.

وأشار إلى أن خطورة هذا النوع من الوقود لا تقتصر على البيئة، بل تمتد إلى السلامة العامة، مستشهدًا بحوادث انفجار "بويلرات” نتيجة استخدامه، محذرًا من أن استعماله في التدفئة المنزلية عبر صوبات تعمل على الديزل قد يؤدي إلى انفجارات داخل المنازل.

وبيّن الشوبكي أن انخفاض سعر الديزل الصناعي مقارنة بالديزل النظامي شجّع على انتشاره، إلا أن المشكلة الأخطر تكمن في بيعه للمواطن على أنه ديزل تدفئة منزلي، رغم كونه صناعيًا، واصفًا ذلك بأنه "غش ونصب واحتيال”.


وأكد أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الجهات الرقابية، لا سيما وزارة الطاقة ومؤسسة المواصفات والمقاييس، موضحًا أن المنشآت المرخّصة بإعادة تدوير الزيوت يجب أن تُحدد بدقة أين يذهب إنتاجها من الديزل الصناعي، وأن يكون استخدامه محصورًا بالمصانع فقط، مع توثيق الكميات المباعة والجهات المستفيدة.

وأضاف أن غياب الرقابة شجّع على توسّع هذه الظاهرة نظرًا لهوامش الربح العالية والمضاعفة، مطالبًا بتشديد الرقابة على آليات التدوير، والتأكد من وجود طرق علمية حديثة تقلل من الأثر البيئي إن وُجد.

وحول كيفية حماية المواطن، أوضح الشوبكي أن الأمر معقّد، إذ إن وجود شعار شركة معروفة على صهريج التزويد لا يعني بالضرورة أن الوقود صادر عنها، كما أن الفواتير قد تكون "مزوّرة”، ما يصعّب على المواطن اكتشاف الغش.

كما لفت إلى ظاهرة خلط الكاز بالديزل، مستفيدين من فارق السعر بينهما، خاصة أن سعر الكاز ثابت منذ نحو عامين بقرار دعم رسمي، ما فتح الباب أمام ضعاف النفوس لزيادة أرباحهم عبر الخلط والغش، الأمر الذي يضر بالآليات والمعدات وحتى بالمحروقات في بعض المحطات.
وختم الشوبكي بالتأكيد على أن من الحلول الرسمية المطروحة تلوين مادة الكاز، لتسهيل مهمة الرقابة والكشف عن عمليات الخلط، مشيرًا إلى أن الكاز لا يُغش عادةً، وأي تلاعب يظهر سريعًا، ما يجعل التلوين أداة فعّالة للحد من هذه الظاهرة ووقف الغش غير المُعلن.
تصميم و تطوير