النائب أبو غوش تكتب : "تعهدنا" .. في خطاب العرش
وقد بدا الخطاب في مضمونه أكثر قربًا من الناس، حين استحضر جلالته طبيعة الأردن الذي "وُلد في قلب الأزمات” ولم يزده البلاء إلا صلابةً وإيمانًا. وعلّ من أكثر ما لامس شغاف القلب جملةً سُمِعَت بأذن الأردنيين حباً: «يقلق الملك، لكن لا يخاف إلا الله»، وهي عبارة تتجاوز الرمزية لتصبح رسالةَ قيادةٍ ترى في القلق وعياً بالمسؤولية لا ضعفاً أمامها، وفي الخوف خشيةً من الله وحده، فلكأنها طمأنينة مشتركة للأردنيين أن القائد يشاركهم القلق على الوطن، وأن الوطن نفسه لا يخاف طالما إيمانه بالله راسخ، ووحدته صلبة.
في الحديث عن الأردني، كانت صورة الأردنيين كلهم حاضرة، على هيئة النشمي الذي يزرع في أرضه، ويعلّم أبناءه، ويصون جاره، الأردني الذي تحضرُ فلسطين الحاضرة دائماً في بيته وتفاصيل يومه، ليراها قضيته التي يقف تجاهها "وقفة الأخ مع أخيه”، لا تعاطفًا عابرًا بل عقيدةً وإرثاً وطنيًا راسخًا متجذرًا لا يعرف تجاهه إلا الوفاء.. الأردني الذي يشبه تراب هذا البلد في صدقه وثباته، "حامي الحمى” ابن هذه الأرض "ولّادة الأحرار”، باستحضار رمزية "مصنع الحسين” بوصفها امتدادًا للإرث الهاشمي في القيادة والتضحية، وما بين الإشارة للحسين الراحل أباً وللحسين ولي العهد إبناً كانت مشاعر أجيال الأردنيين حاضرة كلها، لكأنه نداء يذكر بأن الوطن بحاجتنا جميعاً، فهكذا تُبنى الدول، وهكذا تُحمَل الراية من جيلٍ إلى جيل؛ بالإصلاح والعمل.
حملت المرحلة السابقة مواقف عدة أصابت كثر منّا بإحباط وشعور باللاجدوى، وبحالة من البحث عن مخرج نحو الهرب ربما حيث بدت الأمور لكأننا ندور في حلقة مفرغة من التشكيك والتخوين والتخويف.. إلّا أنّ الخطاب حمل من الرسائل ما نقرأها بلغة تزيد يقيننا أننا لا نملك ترفاً للتأخر عن الإصلاح ما دمنا نعرف طريقنا، وأننا بكل انتماءاتنا واختلافاتنا نملك طريقاً داخلياً واضحاً بوصلته الأردن الذي لا يعرف التراجع ما دام أبناؤه مؤمنين بأنّ الإصلاح واجبٌ لا خيار، وأنّ القلق على الأردن هو أولُ وجوه الانتماء إليه، وأنّ الوطنية لا تعني شعارات ولا مناسبات ولا خطب رنانة، بل هي الولاء بالعمل، والمضي بالتحديثات التي كفلها جلالة الملك بنفسه، والدرب الذي سنبقي فيه مصرّين على أعلى سقف في الحرية المسؤولة والخطاب الصريح بما يصبّ في مصلحة الوطن، ما دمنا نعلم أن ما نقول وما نكتب وما نمضي إليه ليس إلّا حرصاً على الأردن وحباً لترابه الذي بالدماء والأعمار.
يحتاجُ المحبُّ للأردن حقاً أن يترجم الخطاب أجندةَ عمل، نحو اقتصادٍ فاعل حقيقي، واستثمار وتعليم وتربيةٍ وسياحةٍ وملفات تؤول إلى مشروع إصلاح وطني، ودرباً لمحاربة كل فساد.. يحتاج كل صاحب قرار ورأي وعمل، أن يدرك من الخطاب أن الوطن يحتاج صفحة جديدة يراجِع فيها كلٌ من مكانه كيف يوحد الصف أكثر، وكيف نتجاوز كل مرحلة بمعابر آمنة، وبيدٍ تُمدُّ للإصلاح حقاً.. يحتاج كل فاعلٍ وناشطٍ وعامل أن يراجع بوصلته ليضبطها نحو الأردن قلباً ووجهةً.. فحين نعود إلى ذواتنا بعد كل أزمة، ندرك أن حبّ الوطن عملٌ لا يُؤجَّل، وأنّ من ينتمي إليه بحقٍّ، لا يمكن أن يخذله أبداً.
سلامٌ على الأردني الذي يحفظ العهدَ، ويمضي في دروب الإصلاح بعزمٍ ويقين.
وقد بدا الخطاب في مضمونه أكثر قربًا من الناس، حين استحضر جلالته طبيعة الأردن الذي "وُلد في قلب الأزمات” ولم يزده البلاء إلا صلابةً وإيمانًا. وعلّ من أكثر ما لامس شغاف القلب جملةً سُمِعَت بأذن الأردنيين حباً: «يقلق الملك، لكن لا يخاف إلا الله»، وهي عبارة تتجاوز الرمزية لتصبح رسالةَ قيادةٍ ترى في القلق وعياً بالمسؤولية لا ضعفاً أمامها، وفي الخوف خشيةً من الله وحده، فلكأنها طمأنينة مشتركة للأردنيين أن القائد يشاركهم القلق على الوطن، وأن الوطن نفسه لا يخاف طالما إيمانه بالله راسخ، ووحدته صلبة.
في الحديث عن الأردني، كانت صورة الأردنيين كلهم حاضرة، على هيئة النشمي الذي يزرع في أرضه، ويعلّم أبناءه، ويصون جاره، الأردني الذي تحضرُ فلسطين الحاضرة دائماً في بيته وتفاصيل يومه، ليراها قضيته التي يقف تجاهها "وقفة الأخ مع أخيه”، لا تعاطفًا عابرًا بل عقيدةً وإرثاً وطنيًا راسخًا متجذرًا لا يعرف تجاهه إلا الوفاء.. الأردني الذي يشبه تراب هذا البلد في صدقه وثباته، "حامي الحمى” ابن هذه الأرض "ولّادة الأحرار”، باستحضار رمزية "مصنع الحسين” بوصفها امتدادًا للإرث الهاشمي في القيادة والتضحية، وما بين الإشارة للحسين الراحل أباً وللحسين ولي العهد إبناً كانت مشاعر أجيال الأردنيين حاضرة كلها، لكأنه نداء يذكر بأن الوطن بحاجتنا جميعاً، فهكذا تُبنى الدول، وهكذا تُحمَل الراية من جيلٍ إلى جيل؛ بالإصلاح والعمل.
حملت المرحلة السابقة مواقف عدة أصابت كثر منّا بإحباط وشعور باللاجدوى، وبحالة من البحث عن مخرج نحو الهرب ربما حيث بدت الأمور لكأننا ندور في حلقة مفرغة من التشكيك والتخوين والتخويف.. إلّا أنّ الخطاب حمل من الرسائل ما نقرأها بلغة تزيد يقيننا أننا لا نملك ترفاً للتأخر عن الإصلاح ما دمنا نعرف طريقنا، وأننا بكل انتماءاتنا واختلافاتنا نملك طريقاً داخلياً واضحاً بوصلته الأردن الذي لا يعرف التراجع ما دام أبناؤه مؤمنين بأنّ الإصلاح واجبٌ لا خيار، وأنّ القلق على الأردن هو أولُ وجوه الانتماء إليه، وأنّ الوطنية لا تعني شعارات ولا مناسبات ولا خطب رنانة، بل هي الولاء بالعمل، والمضي بالتحديثات التي كفلها جلالة الملك بنفسه، والدرب الذي سنبقي فيه مصرّين على أعلى سقف في الحرية المسؤولة والخطاب الصريح بما يصبّ في مصلحة الوطن، ما دمنا نعلم أن ما نقول وما نكتب وما نمضي إليه ليس إلّا حرصاً على الأردن وحباً لترابه الذي بالدماء والأعمار.
يحتاجُ المحبُّ للأردن حقاً أن يترجم الخطاب أجندةَ عمل، نحو اقتصادٍ فاعل حقيقي، واستثمار وتعليم وتربيةٍ وسياحةٍ وملفات تؤول إلى مشروع إصلاح وطني، ودرباً لمحاربة كل فساد.. يحتاج كل صاحب قرار ورأي وعمل، أن يدرك من الخطاب أن الوطن يحتاج صفحة جديدة يراجِع فيها كلٌ من مكانه كيف يوحد الصف أكثر، وكيف نتجاوز كل مرحلة بمعابر آمنة، وبيدٍ تُمدُّ للإصلاح حقاً.. يحتاج كل فاعلٍ وناشطٍ وعامل أن يراجع بوصلته ليضبطها نحو الأردن قلباً ووجهةً.. فحين نعود إلى ذواتنا بعد كل أزمة، ندرك أن حبّ الوطن عملٌ لا يُؤجَّل، وأنّ من ينتمي إليه بحقٍّ، لا يمكن أن يخذله أبداً.
سلامٌ على الأردني الذي يحفظ العهدَ، ويمضي في دروب الإصلاح بعزمٍ ويقين.






