تراجع حضور القيادات السياسية في دعم القضية الفلسطينية... الحاجة إلى مراجعة جادة
أخبار دقيقة -
كتب ـ أمين عام حزب الغد الاردني محمد رمضان
تشهد الساحة السياسية الأردنية في السنوات الأخيرة حالة من الضعف العام في الأداء السياسي المتعلق بالقضية الفلسطينية، وهي قضية لطالما كانت محورًا أساسيًا في وجدان الأردنيين، بمختلف أصولهم وانتماءاتهم، وركيزة من ركائز السياسة الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين.
فعلى الرغم من الموقف الثابت والواضح الذي تتبناه الدولة الأردنية في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وحماية القدس والمقدسات، إلا أن الصوت السياسي الوطني من قبل بعض القيادات الداعم لهذا التوجّه تراجع بشكل ملحوظ، وغابت المبادرات الفاعلة والجهود الشعبية والسياسية التي توازي هذا الموقف الرسمي الواضح والمتقدّم.
لقد أدى هذا التراجع إلى فراغ في المشهد السياسي والمجتمعي، حيث لم تعد هناك قيادات قادرة على صياغة خطاب مؤثر أو مبادرات نوعية تعيد الاعتبار للدور الشعبي في دعم فلسطين. وقد أسهمت عوامل متعددة في هذا الضعف، من بينها غياب التنسيق بين القوى الوطنية، وتراجع العمل الحزبي المنظّم، إضافة إلى الانشغال بالمصالح الشخصية على حساب الهمّ العام.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الأردن، بقيادة جلالة الملك، جهوده الدبلوماسية والسياسية للدفاع عن القضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، ما تزال الحاجة قائمة إلى نخب وطنية قادرة على تحويل هذا الموقف إلى فعل مؤسسي وشعبي مؤثر، يُعزز الموقف الرسمي ويوازيه في الحضور والفاعلية.
إن حالة الركود السياسي الراهنة تتطلب وقفة نقدية جريئة، وإعادة بناء الثقة بين القيادات والمجتمع، والانخراط الحقيقي في القضايا الوطنية والعربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تشكل بوصلة الوجدان الأردني.
لقد آن الأوان لأن تتجدد الأدوار وتتحد الجهود، بحيث يُعاد الاعتبار للعمل السياسي المسؤول والمبادر، بعيدًا عن الرمزية والمجاملات. فالقضية الفلسطينية لا تحتمل الغياب أو الصمت، بل تحتاج إلى مواقف واضحة، ومبادرات جادة، تعكس التزام الأردنيين جميعًا بثوابتهم الوطنية والقومية.
وفي النهاية، فإن استعادة الزخم السياسي والشعبي في دعم فلسطين تتطلب إرادة جديدة، وقيادات تمتلك الشجاعة في الموقف، والقدرة على تحويل الدعم إلى تأثير ملموس في الوعي العام والسياسات الإقليمية، حتى لا يبقى الأردن وحيدًا في ميدان الدفاع عن القضية المركزية للأمة






