الأمن السيبراني… من رؤية ولي العهد إلى أولوية وطنية

{title}
أخبار دقيقة -


بقلم:الدكتورة روان خضر ابوشقرا

تعد زيارة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني إلى المركز الوطني للأمن السيبراني  ، رسالة واضحة بأن الأمن السيبراني أصبح جزءًا  لا يتجزأ من أمن الأردن الوطني، تمامًا مثل الأمن العسكري أو الداخلي. فالحروب اليوم لم تعد تدار بالسلاح فقط، بل عبر الفضاء الرقمي الذي يمكن أن يشل قطاعات حيوية ويهدد استقرار الدول.

اللافت في حديث سموه تركيزه على الموارد البشرية.  حيث أن التكنولوجيا وحدها لا تكفي، فيعد الإنسان المدرّب هو الأساس في مواجهة أي تهديد إلكتروني. كما و يمتلك  الأردن طاقات شابة كبيرة، كلها بحاجة إلى الاستثمار الجاد بالتدريب والتأهيل حتى تكون قادرة على حماية الفضاء الرقمي كما يحمي الجنود حدود الوطن.

 كما وان الاستراتيجية الوطنية الجديدة (2025 – 2028) ركزت على ذلك من خلال تركيزها على أربعة محاور كان من أهمها : إيجاد بيئة رقمية آمنة، وحوكمة الخدمات، وتعزيز القدرات، وتشجيع الشراكات. لكنها ستبقى حبرًا على ورق إذا لم تتحول إلى برامج عملية مرتبطة بالجامعات، والقطاع الخاص، ومراكز البحث.

هنا يظهر بوضوح دور ولي العهد الذي يتابع هذا الملف عن قرب، ويدفع به ليكون في صدارة الأولويات الوطنية. فحضوره المباشر ولقاءاته مع القائمين على المجلس والمركز الوطني للأمن السيبراني تعكس جديته في جعل الأردن نموذجًا في المنطقة بمجال الأمن الرقمي، وتمنح الاستراتيجية ثقلًا سياسيًا ومؤسسيًا يفتح الباب أمام شراكات محلية ودولية واسعة.
ويؤكد هنا سموه بأن الأمن السيبراني ليس قضية تقنية فقط، بل هو قضية مجتمع. وحماية القطاعات الحساسة مثل المياه والطاقة والصحة تعني في الواقع حماية حياة المواطن اليومية وكرامته.


برأيي، هناك ثلاث خطوات أساسية حتى تتحول الرؤية إلى واقع:
1.دمج الأمن السيبراني في التعليم ليصبح ثقافة تبدأ من المدرسة وصولًا إلى الجامعة.
2.شراكات حقيقية مع القطاع الخاص تفتح الباب للابتكار والاستثمار.
3.رفع وعي المواطن ليكون جزءًا من منظومة الحماية بدل أن يبقى الحلقة الأضعف.

بهذا الشكل، يمكن أن تتحول رؤية ولي العهد إلى مشروع وطني شامل، ويصبح الأمن السيبراني درع المستقبل الذي يحمي الأردن ومواطنيه واقتصاده.
تصميم و تطوير