حين يرتفع صوت الأردن في العالم .. نشعر أن قلوبنا هناك
أخبار دقيقة -
كتب ـ النائب نور ابو غوش
من على منصة الأمم المتحدة، لم يكن جلالة الملك يخاطب زعماء العالم فقط، إنما كان يخاطب ضمير كل إنسان، مذكّراً أن غزة ليست خبراً عابراً بل مأساة إنسانية متجددة، وأن القدس ليست مدينة كسائر المدن، بل قلب الهوية وميزان الاستقرار العالمي. كان الخطاب الذي وصفه مراقبون بأنه من أقوى خطابات جلالة الملك بشأن غزة أقرب إلى نداء وطني-قومي، علّه يوقظ ضمير العالم النائم على مأساة عمرها ثمانية عقود بسؤال جوهريٍّ تردد: "إلى متى؟"، وقد بدا المشهد الهاشمي ظاهراً بحضور سمو ولي العهد الأمير الحسين وسمو الأمير هاشم، في صورةٍ جسدت أن الدفاع عن فلسطين والقدس ليس موقفاً ظرفياً، بل التزامًا ممتداً من جيلٍ إلى جيل.
في خطابه، وضع جلالة الملك العالم أمام حقيقة أن قرارات الأمم المتحدة تبقى حبراً على ورق حين يتعلق الأمر بفلسطين، بينما تواصل إسرائيل في فرض الأمر الواقع عبر الاستيطان والهدم والتهجير والإبادة، وقد استخدم جلالته تعبير "مرارًا وتكرارًا… yet again” ليصوّر الدوامة القاسية التي يعيشها الفلسطينيون، مستعيداً تعهّد العالم بعد الحرب العالمية الثانية بألا تتكرر الفظائع، مذكراً أنّ ما زاد الصورة قتامةً هو "التعتيم الإعلامي” الذي حجب عن العالم الحقائق الكاملة عمّا يحدث في غزة، وفي لهجة حادة غير مسبوقة، أشار جلالته إلى ازدواجية المعايير الدولية بأن لو دعا زعيم عربي للتوسع على حساب جيرانه لانهالت الإدانات، بينما تمرّ دعوات "إسرائيل الكبرى” بلامبالاة دولية، وقد حضرت لغة الجسد واضحةً بتحذيرٍ حول العبث بالقدس ونداءات المسجد الأقصى إذ أن ذلك قد يشعل حرباً دينية، لا أحد في العالم سيكون بمنأى عنها، مشددًا أن إقامة الدولة الفلسطينية ليست امتيازًا يمنح، بل حق أصيل لا جدال فيه. هذه المواقف جعلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل تصف الخطاب بأنه "هجوم لاذع” على سياسات إسرائيل، وأن الملك "كرّس تقريبًا كامل خطابه للحديث عن الصراع”.
دولياً، حظي خطاب جلالة الملك باهتمام واسع وقد جاء مكللاً للجهد الدبلوماسي الأردني الذي أسهم بصورة كبيرة في دفع عدد من الدول للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وهو تطور دبلوماسي مهم عزز الحضور الفلسطيني دبلوماسياً. ومع ذلك، يظل السؤال قائمًا: هل ستترجم هذه الاعترافات إلى واقع ملموس يغيّر حياة الفلسطينيين والمنطقة، أم تبقى خطوات رمزية تضاف لازدواجية العالم الدولي ما لم تُدعَم بخطوات عملية وضغط حقيقي يوقف الاحتلال ويضمن للفلسطينيين حقهم؟ وعل هذه الخطوة بذلك -لو بقيت رمزية- تحمل من الخطورة ما يمتصُّ التحرك الشعبي غربياً، بينما تستمر توسعات الاحتلال بما يشمل الضفة، ويضع المنطقة كلها وعلى رأسها الأردن بواقع شائك أكثر من كل ما سبق، وهذا ما يحتاج خطةً سياسيةً داخليةً احترازيةً أمام تهديدات وخطوات عدوٍ أخرج أنيابه رغم كل ما في العالم من خطوات سياسية.
في قلوبنا نحن الأردنيين، جاء الخطاب بمثابة رسالة لنا جميعاً: أن صوت الأردن مسموع وريادته للقضية حاضرة، وفخر جلالة الملك بأبنائه من منتسبي القوات المسلحة العاملين تحت النار في غزة إنما يعانق وجداننا كلنا؛ فجباه الأردنيين هناك وأياديهم العاملة وعزائمهم الصامدة، لكأنها أجسادنا التي سبقتنا. لقد جاء ذلك كله ليذكرنا بمسؤولية أن نُبقي الداخل منسجماً مع الخارج، في مرحلة علها من أخطر مراحل التاريخ الحديث علينا في الأردن، ولا نعبرها إلّا بوحدة صفّ، وتسوية أوضاع، وفتح مسارات حوار جادةً لعبور التحديات التي شهدتها ساحتنا السياسية الداخلية مؤخراً، وبإدراك بأن المساندة الشعبية لغزة تمثل انعكاساً للموقف الرسمي، وتؤكد أن خطابات جلالة الملك ومواقفه متجذرة في وجدان الشعب، وجاهزية لدى كل المؤسسات والتيارات والتوجهات بأن تضع مصلحة الأردن الحقيقية في هذه المرحلة فوق كل شيء، فوق كل فساد أو أجندات أو مناصب أو غيره. وإذا كان صوت الأردن قد دوّى في قاعة الأمم المتحدة، فإن مصدر قوته الحقيقي يظل هنا: في إرادةِ وخطةٍ وطنية صلبة، وشعبٍ موحّدٍ مهما اختلفت أفكاره، يمضي بقيادة هاشمية ثابتة، لا يحيد عن بوصلة القدس ولا يتخلى عن مسؤوليتها، ليبقى الأردن بلد البركة والكرامة صامداً رغم كل التحديات والتهديدات، وراسخاً بحضوره وثبات بنيته وكل استعداداته.
في خطابه، وضع جلالة الملك العالم أمام حقيقة أن قرارات الأمم المتحدة تبقى حبراً على ورق حين يتعلق الأمر بفلسطين، بينما تواصل إسرائيل في فرض الأمر الواقع عبر الاستيطان والهدم والتهجير والإبادة، وقد استخدم جلالته تعبير "مرارًا وتكرارًا… yet again” ليصوّر الدوامة القاسية التي يعيشها الفلسطينيون، مستعيداً تعهّد العالم بعد الحرب العالمية الثانية بألا تتكرر الفظائع، مذكراً أنّ ما زاد الصورة قتامةً هو "التعتيم الإعلامي” الذي حجب عن العالم الحقائق الكاملة عمّا يحدث في غزة، وفي لهجة حادة غير مسبوقة، أشار جلالته إلى ازدواجية المعايير الدولية بأن لو دعا زعيم عربي للتوسع على حساب جيرانه لانهالت الإدانات، بينما تمرّ دعوات "إسرائيل الكبرى” بلامبالاة دولية، وقد حضرت لغة الجسد واضحةً بتحذيرٍ حول العبث بالقدس ونداءات المسجد الأقصى إذ أن ذلك قد يشعل حرباً دينية، لا أحد في العالم سيكون بمنأى عنها، مشددًا أن إقامة الدولة الفلسطينية ليست امتيازًا يمنح، بل حق أصيل لا جدال فيه. هذه المواقف جعلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل تصف الخطاب بأنه "هجوم لاذع” على سياسات إسرائيل، وأن الملك "كرّس تقريبًا كامل خطابه للحديث عن الصراع”.
دولياً، حظي خطاب جلالة الملك باهتمام واسع وقد جاء مكللاً للجهد الدبلوماسي الأردني الذي أسهم بصورة كبيرة في دفع عدد من الدول للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، وهو تطور دبلوماسي مهم عزز الحضور الفلسطيني دبلوماسياً. ومع ذلك، يظل السؤال قائمًا: هل ستترجم هذه الاعترافات إلى واقع ملموس يغيّر حياة الفلسطينيين والمنطقة، أم تبقى خطوات رمزية تضاف لازدواجية العالم الدولي ما لم تُدعَم بخطوات عملية وضغط حقيقي يوقف الاحتلال ويضمن للفلسطينيين حقهم؟ وعل هذه الخطوة بذلك -لو بقيت رمزية- تحمل من الخطورة ما يمتصُّ التحرك الشعبي غربياً، بينما تستمر توسعات الاحتلال بما يشمل الضفة، ويضع المنطقة كلها وعلى رأسها الأردن بواقع شائك أكثر من كل ما سبق، وهذا ما يحتاج خطةً سياسيةً داخليةً احترازيةً أمام تهديدات وخطوات عدوٍ أخرج أنيابه رغم كل ما في العالم من خطوات سياسية.
في قلوبنا نحن الأردنيين، جاء الخطاب بمثابة رسالة لنا جميعاً: أن صوت الأردن مسموع وريادته للقضية حاضرة، وفخر جلالة الملك بأبنائه من منتسبي القوات المسلحة العاملين تحت النار في غزة إنما يعانق وجداننا كلنا؛ فجباه الأردنيين هناك وأياديهم العاملة وعزائمهم الصامدة، لكأنها أجسادنا التي سبقتنا. لقد جاء ذلك كله ليذكرنا بمسؤولية أن نُبقي الداخل منسجماً مع الخارج، في مرحلة علها من أخطر مراحل التاريخ الحديث علينا في الأردن، ولا نعبرها إلّا بوحدة صفّ، وتسوية أوضاع، وفتح مسارات حوار جادةً لعبور التحديات التي شهدتها ساحتنا السياسية الداخلية مؤخراً، وبإدراك بأن المساندة الشعبية لغزة تمثل انعكاساً للموقف الرسمي، وتؤكد أن خطابات جلالة الملك ومواقفه متجذرة في وجدان الشعب، وجاهزية لدى كل المؤسسات والتيارات والتوجهات بأن تضع مصلحة الأردن الحقيقية في هذه المرحلة فوق كل شيء، فوق كل فساد أو أجندات أو مناصب أو غيره. وإذا كان صوت الأردن قد دوّى في قاعة الأمم المتحدة، فإن مصدر قوته الحقيقي يظل هنا: في إرادةِ وخطةٍ وطنية صلبة، وشعبٍ موحّدٍ مهما اختلفت أفكاره، يمضي بقيادة هاشمية ثابتة، لا يحيد عن بوصلة القدس ولا يتخلى عن مسؤوليتها، ليبقى الأردن بلد البركة والكرامة صامداً رغم كل التحديات والتهديدات، وراسخاً بحضوره وثبات بنيته وكل استعداداته.






