مابين المواربة والإخلاص

{title}
أخبار دقيقة - كتب ـ لارا علي العتوم 
 وضعت الحرب الإسرائيلية العالم على مفترق طرق يتلخص فحواه باستباحة اراقة الدماء العربية وما بين الجهود العربية التي لا تتوقف لمنع المزيد من تدفق الدماء العربية وحفظ الامن في المنطقة، ومنذ أيام قليلة ظهرت ابشع المفارقات بين دولة السلام غايتها والاخلاص مهدها،لم تتوقف مساعيها الناجحه لسد اي ثغره تعيق اي سلام، دوله استطاعت بمسالمتها ان تكون في قلب عالم التفاوض والاتفاقيات، دولة قطر التي لم تنفصل رسالتها ومواقفها عن اي محاولة للسلام، وبين اسرائيل التي اصبحت عنواناً لتقويض القانون لينضم لباقي عناونيها التي تترأس صفحات الغدر والنفاق والمواربه  والقتل، اسرائيل التي طالما كانت طرف معرقل للسلام  يُفشل أي مسار تفاوضي لا يخدم إلا مصالحه الضيقة، ولو كان ذلك على حساب الأرواح والدول الأخرى فتصرفها العدواني ليس فقط موجّهًا لقطر وحدها، بل ضربه لكل القيم الدبلوماسيه والإنسانية التي تسعى لتحقيق التهدئه في المنطقة.

وعلى الرغم من أن ما حدث اختبارًا حقيقيًا للوحدة العربية، أثبتته الدول العربيه موضحتاً أن السيادة العربيه خط أحمر، ولكنه ايضاً أمراً بغاية الخطورة على أمن المنطقه العربية بإستجابه عربية على قدر المسؤوليه، فما حدث ليس مجرد حادث، بل تحوّل خطير يستدعي موقفًا حازمًا كما دعا اليه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في مؤتمر القمه الطارئه في الدوحة، فدعوته بالعمل  العربي المشترك  ليس فقط دفاعًا عن قطر ونزاهة تفاوضها  بل عن مبدأ السياده العربية ودور الوساطه النزيه في العالم لتفادي اي تطور خطير يعكس تحولًا في قواعد الاشتباك الإقليمي ويشكّل سابقة في استهداف دولة تُعد من أبرز الوسطاء الفاعلين في نزاعات الشرق الأوسط.

أن تُستهدف الدوحة، بما تمثله من ثقل دبلوماسي وحياد استراتيجي، يعني أن من يقف خلف هذا الفعل قرر خوض مواجهه مفتوحة مع منطق الوساطه والتسويات السياسيه، فالاعتداء لم يصب موقعًا عسكريًا، بل ضرب صميم الجهود السياسية العربية التي تسعى رغم التعقيدات لوقف نزيف الدم في غزه.

فما جرى في قطر لا يُقرأ باعتباره حادثًا معزولًا، بل تطورًا خطيرًا في أدوات الضغط السياسي والعسكري في المنطقة، يفرض إعادة تقييم جادة لمعادلات الردع، وجدوى الصمت.

حمى الله أمتنا

 حمى الله الاردن

تصميم و تطوير