هل اقتربت مواجهتنا معهم؟!
وأؤمن وكل الأردنيين يؤمنون مثلي، بأن أي اعتداء على أراضي وسيادة ومصالح الأردن، لا سيما التهجير، هو إعلان حرب ضد الأردن، ونؤمن كأردنيين، ربما أكثر مما يؤمن رجال المقاومة الفلسطينية، بصواب موقفهم من هذا العدو، بأن الجبهة الأردنية ليست ككل الجبهات، لو قررت اسرائيل تجربتها.
الخارطة السكانية الأردنية، استراتيجية بكل ما تتضمنه الكلمة من معنى، فعلاوة على صفاتها الحرة الصادقة الشجاعة (والأمثلة كثيرة)، هي أيضا استراتيجية في توزيع السكان، فالأردنيون يتوزعون في محافظات، وكلها بمثابة معسكرات كبيرة، موزعة بشكل طبيعي على امتداد حدود فلسطين المحتلة، وكأنها قطعة شطرنج، تحمي بعضها بعضا من أي خطر قادم من الجهة الغربية على وجه التحديد، وهذه حالة دفاعية استراتيجية طبيعية، لا يسهل على العدو القابع في الغرب ان يواجهها بريا، او يقترب منها أكثر، طبعا في حال التخلي عن الحذر والسياسة والوقوف صفا للدفاع عن الوطن، فلا يمكن لإسرائيل التنبؤ بحجم الدفاع والهجوم القادم من الشرق.
ولو اعتبرنا منطقة الأردن صحراء وجاء جيش من أي مكان في العالم ليواجه الكيان المجرم، فإنه سيوزع معسكراته تماما كنا تتوزع المحافظات الأردنية.. وهذا يفسر ما معنى ان الأردن في خط مواجهة بالنسبة لتحرير فلسطين أو مكابدة الخطر القادم من محتليها.
إعلان الحرب على الأردن -بأية طريقة- لن يكون في مصلحة هذا الكيان المجرم، وربما تكون نهايته الفعلية لو فعلها.
الأردنيون؛ لا يخشون مواجهة هؤلاء مهما بلغ حجم إجرامهم، وهم يعلموا هذه الحقيقة ويفهمونها، كما نفهمها ونؤمن بها نحن، وكلنا نفهم ونعلم كيف نفعل مع المعتدين على بلدنا ومصالحه.






