تركيا لعبت دوراً حاسماً في وقف إطلاق النار جنوب سوريا... ودمشق تتهم إسرائيل بإشعال الفتنة

كشفت مصادر أمنية تركية لوكالة «رويترز»، اليوم الخميس، أن تركيا أدّت دوراً محورياً في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة السويداء جنوب سوريا، وذلك في أعقاب الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق قرب دمشق وجنوب البلاد، وسط توترات متصاعدة بين فصائل محلية.
وبحسب المصدر الأمني، أجرى رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالين، محادثات رفيعة المستوى مع نظرائه في الولايات المتحدة، وإسرائيل، وسوريا، إلى جانب الرئيس السوري أحمد الشرع، بهدف نزع فتيل التصعيد واحتواء الأزمة.
وأضاف المصدر أن جهود تركيا شملت التواصل المباشر مع قيادات درزية بارزة داخل سوريا، حيث لعبت المحادثات الاستخباراتية دوراً حاسماً في تهدئة الموقف، خصوصاً بعد الاشتباكات العنيفة التي اندلعت الأحد الماضي بين فصائل درزية ومسلحين من البدو في محافظة السويداء، وأسفرت عن عدد من القتلى والجرحى.
ومع تصاعد حدة المواجهات، أعلنت القوات الحكومية السورية، يوم الاثنين، تدخلها لفضّ الاشتباكات، في وقت شنت فيه إسرائيل غارات جوية قرب دمشق وفي الجنوب السوري، مدعيةً أن تدخلها يأتي «لحماية أبناء الطائفة الدرزية».
وفي تطور لافت، أعلنت السلطات السورية مساء الأربعاء التوصل إلى اتفاق مع الفصائل الدرزية في السويداء يقضي بوقف إطلاق النار وإنهاء حالة التوتر، في ظل جهود وساطة إقليمية ودولية.
وفي أول تعليق رسمي، اتهم الرئيس السوري أحمد الشرع، فجر اليوم، إسرائيل بـ«زرع الفتنة داخل سوريا»، مشيراً إلى أنها «تسببت بشكل مباشر في تفاقم الأوضاع بمحافظة السويداء عبر تدخلاتها العسكرية الأخيرة».
وقال الشرع: «نواجه اليوم خيارين لا ثالث لهما، إما مواجهة مشروع إسرائيل التخريبي أو العمل على إصلاح جبهتنا الداخلية»، مضيفاً: «سوريا لن تكون ساحة للفوضى ولن نقبل بأي محاولة لتمزيق وحدتها الوطنية». وشدد على أن بلاده ترفض «جملةً وتفصيلاً أي محاولات لتقسيم الأراضي السورية تحت أي ذريعة».
ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه سوريا حالة من الترقب الحذر، وسط تخوف من انزلاق الجنوب السوري إلى صراع أهلي أوسع، في ظل تعقيدات إقليمية وتدخلات متعددة الأطراف.