سورية: متظاهرون يطالبون بالعدالة وفرض الأمن بعد تزايد عمليات الخطف

{title}
أخبار دقيقة -
تجمع العشرات، أمس الجمعة، في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، جنوب سورية للمطالبة بإقرار قانون العدالة الانتقالية، ومحاسبة جميع المتورطين بالدم السوري، في ما تجدّدت عمليات الخطف والخطف المضاد على إثر خطف مدير فرع النقل الخميس. ورفض المشاركون في مظاهرة ساحة الكرامة أي تسويات تُشرعن إفلات المجرمين من العقاب، معتبرين إن العدالة الانتقالية هي الضامن الأساسي لحماية الحقوق والحريات والسلم الأهلي، كما هي السبيل الوحيد للحد من الانتهاكات وعمليات القتل العشوائي والانتقامي. 

وأشار الناشط المدني عماد العشعوش لـ"العربي الجديد" إلى ما سماها "سياسة التهميش والتحييد" التي تتبعها الإدارة في دمشق مع الشعب السوري، واستئثارها بالقرارات والتعيينات والاتفاقات والسياسة العامة الخارجية والداخلية دون أي اهتمام بالشعب والرأي العام، في صورة تُذكّر بالنظام الساقط، وفق تعبيره. وأضاف العشعوش أن تجاهل مبدأ العدالة الانتقالية، الذي يجب أن يطاول الجميع، بما في ذلك الفصائل المسلحة على كل الأراضي السورية، هو السبيل الوحيد للانتقال إلى مرحلة بناء الدولة وفق أسس دستورية وقانون يضمن حقوق الجميع دون أي تفرقة"، مشيراً إلى التجاوزات التي تحصل في جميع المناطق السورية، وما ستخلفه هذه من عداءات وتفرقة بين مكونات الشعب السوري. 

وطالب العشعوش بتفعيل الضابطة العدلية ومحاكمة مجرمي الحرب والشفافية في الاعتقالات والمحاكمات والقرارات التي تصدر، مؤكداً أن القيادة السورية ما زالت تسعى إلى توطيد سلطتها وفق تفاهمات وقرارات دولية وتتجاهل الشعب لحد كبير. وكانت السويداء قد شهدت يوم أمس أحداثاً أمنية عدّة بدأت باختطاف مدير دائرة النقل فيصل شهيب، الذي جاء بعد الإعلان عن استئناف العمل بالمديرية بثلاثة أيام منذ توقفها إثر سقوط النظام قبل أكثر من أربعة أشهر، وقد اعتبرت الحادثة الأولى، التي تطاول مدير مؤسسة خلال السنوات الماضية. 

وأشارت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد" إلى أن مجموعة مسلحة اقتحمت مقرّ المديرية أثناء الدوام الرسمي وأجبرت المدير على مرافقتها تحت تهديد السلاح، وخلال مغادرتها المكان تعرض لها عدد من الأهالي في المنطقة وحصل اشتباك وإطلاق الأعيرة النارية بين الجهتَين، ما أدى للقبض على أحد أفراد المجموعة واحتجازه لدى الأهالي ما ساهم في عملية إطلاق سراح شهيب بعد ساعات على اختطافه. 

وفي نفس السياق، قامت المجموعة المسلحة ذاتها، صباح الجمعة، باختطاف شاب من عشائر البدو المنحدرين من قرية ريمة اللحف، وذلك رداً على الاعتداء على أحد أفرادها يوم أمس، لينتهي الأمر بعد ظهر اليوم بعد تدخلات مرجعيات اجتماعية ودينية لوأد الفتنة. وفي حادثة أخرى، تلقت محافظة السويداء يوم أمس نبأ مقتل الشاب حاتم أبو سعد من أبناء بلدة حبران في ريف السويداء الجنوبي، وذلك اثناء محاولة عبوره إلى الحدود اللبنانية، في منطقة الضبعة بريف حمص، وقُتل معه أيضاً شخص آخر مجهول الهوية حتى الآن.

وعلم "العربي الجديد" من مصدر مقرّب للضحية؛ أن أبو سعد، من مواليد العام 1984، ولديه ثلاثة أطفال، كان قد سافر منذ ثلاثة أيام قاصداً لبنان من أجل كسب العيش. وقد انقطع معه الاتصال فور وصوله إلى ريف حمص الغربي، وتلقت عائلة الضحية نبأ مقتله رسمياً، وسوف يجري نقل جثمانه إلى السويداء عن طريق الهلال الأحمر.

وذكرت شبكة الراصد المحلية أنه في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف من يوم أمس الخميس، ووردت معلومات من أحد المصادر المحلية بالعثور على جثتين بالقرب من المفرق الثاني لمطار الضبعة العسكري، داخل بيت مهجور وجرى العثور عليهما بعد تبليغ امرأة كانت تجمع الحطب حول البيت المهجور، وتبين أن الضحية الأولى هو حاتم أبو سعد من محافظة السويداء، والضحية الثانية مجهول الهوية حتى هذه اللحظة لعدم توفر أي إثبات على شخصيته، وأضافت الشبكة أن قوى الأمن العام في المنطقة فتحت تحقيقاً لكشف ملابسات الحادث وتحديد الجناة.

يُذكر أن هذا الطريق إلى لبنان كان يلجأ إليه السوريّن الملاحقون من أجهزة الأمن السورية زمن نظام الأسد أو الفارين من وجه التجنيد الإلزامي، خاصة أبناء السويداء الذين رفض معظمهم الخدمة الالزامية زمن النظام البائد.

وفي حدث آخر شهدته السويداء، أطلقت قوى الأمن العام في دمشق يوم أمس سراح الشابين قيصر البدعيش ورائد جمول بعد احتجازهما أياماً عدّة نتيجة شجار مع أحد الحواجز الأمنية بدمشق. وقد ادعى أحد الشابين أن سبب الاعتقال هو مشادة كلامية مع أحد عناصر الحاجز، وأنهما نُقلا إلى فرع فلسطين بعد أن أصبح أحد مقرات قوى الأمن العام، وزعما أنهما تعرضا للتعذيب، في حين علم "العربي الجديد" إن وساطات من حركة رجال الكرامة و أحرار الجبل ساهمت في الكشف عن مصيرهما بعدما أعلن عن اختفائهما قبل أيام.
تصميم و تطوير