في يوم الصحة العالمي.. العدوان الإسرائيلي يحرم سكان غزة من حقهم بالرعاية ويهدد بانتشار الأمراض

{title}
أخبار دقيقة -

 ينسف الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المتواصل على قطاع غزة النظام الصحي، ويحرم أكثر من 2,4 مليون إنسان من حقهم في الحصول على الخدمات والرعاية الصحية، الأمر الذي يفاقم الأزمة الإنسانية، ويهدد بكارثة قد تطال العالم نتيجة مآلات الحرب في انتشار الأمراض المعدية.

وللتصدي لهذه الأنواع من التحديات، اختير ليوم الصحة العالمي الذي يصادف اليوم الأحد موضوع "صحتي، حقي"؛ للدفاع عن حق كل شخص للحصول على الخدمات الصحية والتعليم والمعلومات، فضلا عن مياه الشرب المأمونة والهواء النقي والتغذية الجيدة والسكن الجيد والعمل اللائق والظروف البيئية الملائمة، والتحرر من التمييز. وقد خلص مجلس منظمة الصحة العالمية المعني باقتصاديات الصحة للجميع، إلى أن الحق في الصحة باعتباره من حقوق الإنسان يحظى بالاعتراف في دساتير ما لا يقل عن 140 بلدا، ومع ذلك، لا تسن البلدان ولا تطبق قوانين تكفل حق سكانها في الحصول على الخدمات الصحية، وهذا يؤكد أن ما لا يقل عن 4,5 مليار شخص -أي أكثر من نصف سكان العالم- لم يستفيدوا بالكامل من الخدمات الصحية الأساسية في عام 2021. خبراء بينوا ، أن سياسة الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان المحتل، والتي تبدأ من تدمير المستشفيات حتى لا يحصل المرضى والمصابون على الخدمة والرعاية الصحية، فضلا عن تجويع المواطنين؛ ما يؤدي إلى سوء التغذية، وانتشار للأمراض، وما يسبب ذلك من ضعف للمناعة، وسيؤدي حتما لانتشار الأوبئة. ولفتوا إلى دور الأردن عبر سنوات من تاريخه الطويل كان الداعم الأول للأشقاء في فلسطين، والجهود الملكية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني من الموقف السياسي الأردني الواضح الداعي إلى حل الدولتين، وإلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإرسال المستشفيات الميدانية والكوادر الطبية لتخفيف المصاب عن الأهل في غزة. ودعوا المجتمع الدولي إلى دعم النظام الصحي في قطاع غزة، وضرورة تقديم المساعدة الإنسانية والطبية اللازمة للمتضررين، وضمان وصول الإمدادات الطبية والمعدات الضرورية بشكل فوري ومستدام. منظمة الصحة العالمية، قالت في بيان لها عبر موقعها الإلكتروني، إنه في جميع أنحاء العالم، تتزايد التهديدات المحدقة بحق ملايين الأشخاص في الصحة، وتلوح في الأفق أمراض وكوارث تسبب الوفاة والعجز، وتدمر النزاعات حياة الأفراد وتسبب الموت والألم والجوع والضوائق النفسية، ويؤدي حرق الوقود الأحفوري إلى أزمة المناخ، ويسلبنا في الوقت ذاته حقنا في استنشاق الهواء النقي، إذ أن تلوث الهواء الداخلي والخارجي يسبب وفاة فرد واحد كل 5 ثوان. وزارة الصحة الفلسطينية، أشارت في بيان لها أن الفظائع المتصاعدة في فلسطين نتيجة للعدوان الإسرائيلي تتجاوز مجرد التقارير الرقمية، وتشكل انتهاكات خطيرة لجميع حقوق الإنسان، ويتم استهداف النظام الصحي بشكل متعمد، وهو ما يصل إلى حد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني، وهذا الوضع الذي لا يطاق يتطلب التدخل الفوري، وندعو جميع المنظمات الإنسانية والصحية الدولية إلى الدخول بشكل عاجل إلى غزة، مبينة أن هناك 378 هجوما على المرافق الصحية والعاملين فيها، وهو أعلى إجمالي مسجل للهجمات على مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها في جميع أنحاء العالم. ووفق بيانات وزارة الصحة، فقد استشهد 458 من الكوادر الصحية، وأصيب 770 آخرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى اعتقال واحتجاز 290 عاملاً صحياً، كما تضررت 155 منشأة صحية، بما في ذلك 32 مستشفى متضررا، فضلا عن تضرر 126 سيارة إسعاف. وأشارت إلى حجم الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال، الناجمة عن العوامل المرتبطة بالحرب مثل نقص الأدوية الأساسية للأمراض المزمنة، وتقييد الوصول إلى الرعاية الصحية، والمجاعة، والاكتظاظ، وتفشي الأمراض المعدية، وغيرها من العوامل المرتبطة مباشرة بالعدوان، ولا يزال العاملون في مجال الصحة في جميع أنحاء غزة يواجهون مخاطر وتحديات هائلة لإنقاذ الأرواح، حيث يكافح نظام الرعاية الصحية من أجل البقاء فعالاً وسط العدوان الإسرائيلي المستمر، والقيود على الوصول، ونقص الإمدادات، والعبء الهائل من المرضى لكل عامل في مجال الرعاية الصحيةـ إذ أن هناك 12 مستشفى تعمل جزئيا في قطاع غزة، بما في ذلك 6 في شمال غزة و6 في الجنوب، إضافة إلى 3 مستشفيات ميدانية تعمل جزئيا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، وأن 7 فقط من مراكز الأونروا الصحية البالغ عددها 23 مركزا تعمل الآن. وتفيد التقارير بأن المستويات الكارثية لانعدام الأمن الغذائي الحاد تتفاقم في جميع أنحاء غزة، مع تزايد التقارير عن الأسر التي تكافح من أجل إطعام أطفالها وتزايد خطر الوفيات الناجمة عن الجوع في شمال غزة. وأفادت مجموعة التغذية العالمية عن ارتفاع حاد في سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة، مع تزايد ندرة الغذاء والمياه الصالحة للشرب، وانتشار الأمراض. ويتسم الوضع بالخطورة بشكل خاص في شمال غزة، حيث تبين أن طفلا واحدا من بين كل 6 أطفال دون سن الثانية (15.6 بالمئة) ممن تم فحصهم في الملاجئ والمراكز الصحية في شهر كانون الثاني يعاني من سوء التغذية الحاد. وأكد صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) على نقاط الضعف التي تواجه النساء، مبينا "الجميع في غزة يعانون من الجوع، بما في ذلك 50 ألف امرأة حامل، وسوء التغذية يجعلهن أكثر عرضة للإصابة بالأمراض وأقل قدرة على التعافي"، حيث يولد حوالي 20 ألف طفل في ظل الآثار المدمرة للحرب الإسرائيلية على غزة، وهناك حوالي 183 حالة ولادة يوميا. وفي أعقاب هجمات الاحتلال الإسرائيلي على مرافق الرعاية الصحية والعاملين فيها، انخفضت الموارد المتاحة لمساعدة الأمهات الحوامل ومواليدهن بشكل كبير، مما اضطر البعض إلى الولادة في خيام مؤقتة ومواقع غير صحية. وأشار الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إلى أن المستشفيات في قطاع غزة تعمل بما يتجاوز طاقتها بكثير حيث تعمل المستشفيات المتبقية بنسبة 359 بالمئة من طاقتها مما يعيق جودة وسلامة الخدمات الصحية المقدمة، بسبب ارتفاع أعداد الجرحى حيث بلغ عدد الجرحى أكثر من 75 ألف جريح حتى تاريخ 27 آذار، كما أدى العدوان إلى استشهاد 489 من الطواقم الطبية وأصحاب الاختصاص، وإصابة 600 آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 310، وتدمير أكثر من 126 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة وفقا للتقرير الصادر عن وزارة الصحة في قطاع غزة حتى 4 نيسان الحالي. هذا وهنالك ما يقارب 350 ألف مريض مصاب بأمراض مزمنة في قطاع غزة ممن حرموا من تلقي الرعاية الصحية اللازمة منهم حوالي 71 ألف مصاب بالسكري، و225 ألف شخص مصاب بارتفاع ضغط الدم، و45 ألف مصاب بأمراض القلب والأوعية الدموية، هذا وبالإضافة إلى المصابين بأمراض السرطان والكلى وأمراض أخرى، كما يعيق نقص الأدوية الأساسية والمستلزمات والإمدادات الطبية وإغلاق مرافق الرعاية الصحية بشكل مباشر من إمكانية الحصول على أدنى الخدمات الصحية للبقاء على قيد الحياة، إضافة إلى إغلاق مستشفى السرطان الوحيد المتخصص لعلاج مرضى السرطان، ومستشفى الأمراض النفسية في القطاع. كما أشار التقرير إلى أنه من المتوقع وفقا للتقديرات أن يعاني 1.1 مليون شخص في قطاع غزة أي حوالي نصف سكان قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي الكارثي، وأن المجاعة وشيكة في شمال قطاع غزة والمحافظات التابعة ومن المتوقع أن تحدث في الفترة بين الوقت الراهن وشهر أيار. وقال جهاز الإحصاء "تدهورت الأوضاع في جميع أنحاء قطاع غزة بسبب انهيار الأنظمة، ويُعزى زيادة انتشار الأمراض المعدية والأوبئة إلى الاكتظاظ في أماكن النزوح، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة وعدم كفاية المياه، وسوء الصرف الصحي، وانخفاض التنوع الغذائي، والافتقار إلى إمدادات النظافة الصحية الأساسية، وتعطل برامج اللقاحات للأمراض التي يمكن الوقاية منها، وتعطل نظام الرعاية الصحية بسبب العدوان الإسرائيلي. في دراسة لليونيسيف حول الوضع التغذوي في قطاع غزة في ظل العدوان الإسرائيلي تم إعدادها في شهر شباط تبين أن أكثر من 90 بالمئة من الأطفال دون الخامسة قد أصيبوا بمرض معد واحد على الأقل خلال الأسبوعين السابقين للمسح. وفي ذات السياق، أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية لتسجيل أكثر من640 ألف إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة، وما يقارب 346 ألف إصابة بالإسهال منها 105635 بين الأطفال دون سن الخامسة، علاوة على ذلك، تم رصد إشارات إضافية لأوبئة مثل اليرقان وجدري الماء والأمراض الجلدية. وأشارت وزارة الصحة في قطاع غزة بتقرير سابق صدر في شهر آذار إلى أنه تم تسجيل أكثر من 31348 حالة عدوى التهاب الكبد الوبائي "A". المدير التنفيذي للاكاديمية الدولية للصحة العامة الأمين العام للمجلس الصحي العالي السابق الدكتور محمد رسول الطراونة، بين أنه يأتي الاحتفال هذا العام حيث تواجه الصحة العامة في جميع أنحاء العام تحديات جسيمة، ومن أبرزها الحرب الطاحنة على غزة وشعبها، والتي تأخذ منحى تدمير المرافق الصحية والمستشفيات والمراكز الصحية والقضاء على الإنسان وحقه في البقاء والحياة، وليس حقه في الصحة. الاحتلال الإسرائيلي ينتهج سياسة التجويع، فتكا بصحة أهل غزة وما يؤدي ذلك إلى سوء التغذية وأمراض سارية لا تحمد عقباها، هي بحد ذاتها ليست تهديدا لصحتهم، بل لصحة العالم، إذ لم يتم التصدي لهذه السياسات وتوفير الرعاية الصحية اللازمة والإمدادات الغذائية، وفقا للطراونة. وبين أن الكيان الصهيوني لا يسعى إلى حرمان الحق في الصحة، بل إلى حرمان حق الحياة والعيش الكريم، وتوفّر المتطلبات الأساسية لهذا الشعب الأعزل. الناطق الإعلامي في نقابة الأطباء الأردنيين الدكتور حازم القرالة، وجه تهنئة للكوادر الصحية على امتداد هذا الوطن، قائلا: كل عام وأنتم بألف خير، إن شاء الله دائما من تقدم إلى تقدم ونجاح وازدهار على المستوى العلمي والعملي، فهذه الكوادر تكون بشكل تام على أهبة الاستعداد خاصة وأننا مقبلون على عيد الفطر السعيد. وأشار إلى أنه لا يخفى على الجميع الوضع الصحي الذي يمر به قطاع غزة، والتدمير الممنهج للقطاع الصحي، ومن استهداف للكوادر الصحية، واستشهاد العديد من الأطباء والممرضين والعاملين في القطاع الصحي، داعين الله أن يكون في عون الكوادر الصحية هناك نتيجة حجم العمل الكبير الذي يقومون به. ولفت إلى سياسة الإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان المحتل، والتي تبدأ من تدمير المستشفيات حتى لا يحصل المرضى والمصابون على الخدمة والرعاية الصحية، فضلا عن تجويع المواطنين؛ مما يؤدي إلى سوء التغذية، وانتشار للأمراض، وما يسبب ذلك من ضعف للمناعة وضعف الموارد الصحية النظيفة، واستهلاك الماء الملوث سيؤدي حتما لانتشار الأوبئة، فالأطفال اليوم في غزة الفئات ذوي الاختطار العالي أصحاب المناعة الضعيفة في حالة استهداف يومي من قبل الاحتلال الغاشم، ومن ثم ما يحصل اليوم في غزة هو بؤرة لانتشار العديد من الأمراض، ويشكل قتل وإبادة جماعية بشكل غير مباشر بحق أهل غزة. وبين أن الأردن عبر سنوات من تاريخه الطويل كان الداعم الأول للأشقاء في فلسطين، لافتا إلى الجهود الملكية التي يقودها جلالة الملك عبد الله من الموقف السياسي الأردني الواضح الداعي إلى حل الدولتين، وإلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، فضلا عن الجهود الملكية، وإرسال مستشفيين ميدانيين، بالإضافة إلى المستشفى الميداني الموجود أصلا في شمال غزة منذ العام 2009، فهذه المستشفيات قامت بجهود كبيرة وهناك إحصائيات دورية تنشر عن حجم العمل الذي تقوم به في هذه المستشفيات، بالإضافة إلى الإمداد الدائم للمساعدات العلاجية والغذائية من خلال الإنزالات الجوية، لدينا أكثر من 71 إنزالاً جوياً قامت بها القوات المسلحة بتوجيهات ملكية على قطاع غزة. الخبيرة في مجال حقوق الإنسان الدكتورة نهلا المومني، قالت، إن الحق في الصحة يعد أحد أبرز الحقوق التي كفلتها المعايير الدولية لحقوق الإنسان، وفي مقدمتها العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية حيث كفل حق كل إنسان بأعلى مستوى صحي يمكن بلوغه. ويرتبط هذا الحق بحقوق الإنسان كافة فأي مساس به يعد مساسا بحق الإنسان في الحياة؛ نظرا لأن المساس بهذا الحق قد يؤدي إلى فقدان الحياة، ناهيك عن عدم قدرة الفرد على العمل أو ممارسة حقوقه بشكل طبيعي. وأشارت إلى أن أبرز ما يدمر حق الفرد في الصحة هي الحروب التي تستهدف حياة الفرد ومكونات صحته، وبالرغم من وجود اتفاقيات دولية مثل اتفاقية جنيف الرابعة واتفاقية منع الإبادة الجماعية، إلا أن هذا الحق كان الهدف الأساسي للكيان الصهيوني المحتل في عدوانه على قطاع غزة حيث استخدم كأداة ووسيلة للعمل على الإبادة الجماعية، والمؤشرات الميدانية تعكس ذلك سواء من حجم الاعتداءات على المستشفيات والكوادر الطبية، وعلى المرضى أنفسهم ومنع وصول الإمدادات الطبية وغيرها وهو الأمر الذي يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ما يستدعي وقفا تاما لكافة الأعمال العدوانية التي يقوم بها الكيان المحتل. يشار إلى أنه في العام 1948 دعت جمعية الصحة العالمية لأولى إلى تكريس «يوم عالمي للصحة» لإحياء ذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية، ومنذ عام 1950، يجرى الاحتفال سنوياً بيوم الصحة العالمي في السابع من نيسان.
تصميم و تطوير