حسين دعسة : الحرب فى غزة: الاشتباك مع اللعبة الأمريكية.. لا هدنة ولا قرار أمميًا.. فوضى!
أخبار دقيقة -
معالم اللعبة الأمريكية الجديدة وجولاتها التي تقام بسرية، تظهر في عناوين:
*أولًا: مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن.. يدعم وقف حرب غزة.
*ثانيًا: هجوم رفح خارج قدرة إسرائيل.. 6 آلاف مقاوم وقدرات متجددة.
*ثالثًا: نتنياهو يقرّ خطة اجتياح رفح.. ويرسل وفدًا لمفاوضات الدوحة.
*رابعًا: الأورومتوسطي- منظمات دولية- يدين ارتكاب إسرائيل مجزرة جديدة بحق مدنيين فلسطينيين تجمعوا في غزة للحصول على إمدادات إنسانية.
تحاول مؤشرات الإدارة الأمريكية، افتعال حراك دولي قد يصطدم على سطح ملعب صعب الطبوغرافية، تضيع فيه الكرات بين تسلل، وضربات جزاء، واستخدام مكثف لبطاقات حمراء وصفراء، ولأن واشنطن تدخل أزمة الصراع الانتخابي، الرئاسي، وتبعيات الحرب الروسية الأوكرانية.. متغيرات الرأي العام الأمريكي والأوروبيين، عدا دول أخرى من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومن الحرب العدوانية على قطاع غزة، قد ألبست مؤشرات كثيرة، لا يفهم لها إلا النتائج المتوقعة التالية:
1- القرار الأمريكي أمام مجلس الأمن، متوقع أن يفشل، نتيجة حراك روسي-صيني، ضد صياغة المشروع على مسودته الحالية.
2- مسارات وجولات المفاوضات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، وحركة حماس، والدول الوسطاء، والضامنة، مصر وقطر والولايات المتحدة وفرنسا، غالبًا، ستفشل، وتتوقف، عند خلافات جوهرة، تفرضها حماس، لأنها مبطنة بالتهديد السياسي، والأمني من التفاهات الأوروبية - الأمريكية.
رد «حماس» عبارة عن مقترح اتفاق، ينص على صفقة تبادل على مراحل، ووقف إطلاق نار مؤقت في المرحلة الأولى يمتدّ لـ42 يومًا، يتحوّل إلى وقف دائم في المرحلة الثانية. واشترطت الحركة، في المرحلة الأولى، انسحاب قوات الاحتلال من شارعي الرشيد ومحور صلاح الدين للسماح بعودة النازحين ومرور المساعدات إلى شمال قطاع غزة، وضمان حرية التنقّل. كما عرضت الإفراج عن 50 أسيرًا فلسطينيًا مقابل كل مجنّدة إسرائيلية حيّة، 30 منهم (الـ50) يكونون من أصحاب المؤبّدات، إضافة إلى الإفراج عن النساء والأطفال وكبار السن والمرضى من الإسرائيليين. ومع بدء المرحلة الثانية، تشترط «حماس» إعلان وقف دائم لإطلاق النار، قبل أي تبادل للجنود الأسرى الذين يكونون قد تبقّوا لديها. فيما سيكون شكل المرحلة الثالثة، المقترح: إطلاق عملية الإعمار الشاملة للقطاع، وإنهاء الحصار.
3- المجتمع الدولي، وبالذات حلفاء إسرائيل، مع جيش الحرب الكابنيت، ولهذا يقف السفاح نتنياهو، مستندًا على جدار التطرف والأحزاب التوراتية، متمسكًا بأسطورة شعب الله المختار والمحرقة ونازية العالم، يقامر بمستقبل دولة تقامر بمستقبل كل من دعم معها الحرب للخلاص من حركة حماس ومن الشعب الفلسطيني كافة.
4- المجازر اليومية، على الشعب والمدنيين والسكان الجوعى، والمشردين، لانتظار المساعدات، جعلت منظمات العالم الدولية الإغاثية والسياسية والصحية، تصاعد البقاء وراء حقائق ما يحدث من قتل وتدمير، عندما يحاول سكان القطاع انتظار شاحنات المساعدات، المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، يعد نموذجًا لكشف هذا المؤشر الذي يدل على بعض الألاعيب التي تخرج عن الإدارة والمنطق، سواء في طرق المعالجة أو ادعاء مبررات وطروحات سوداوية لإدخال المساعدات الغذائية والوقود والمياه والأدوية.
رفح هي رفح.. ولن يدخلها السفاح نتنياهو
السؤال: كيف ذلك؟ وكل حديث السفاح وجيش الاحتلال الكابنيت، والصراع الصوري في البيت الأبيض والإدارة الأمريكية، يتحدث عن غزو اجتياح مرتقب لرفح، ومحاولات لتهجير الشعب الفلسطيني، إلى دول الجوار، مصر والأردن، ولبنان، بينما يلوح نتنياهو، وأركان جيشه، مع الولايات المتحدة، إنهم في حرص على أكثر من مليون مدني لاجئ في رفح، وأن الدخول العسكري إلي رفح حاجة لإعلان السفاح نتنياهو النصر على المقاومة الفلسطينية.
كل هذا الذي، يصدر عن دولة الاحتلال، مجرد مشاغبة لإيجاد صيغة سياسية أمنية تتيح لنتنياهو، وضع ترتيبات انتحاره السياسي، ونهاية التطرف التوراتي، إذا ما بقيت اللعبة الأمريكية، مفصل وسط مفاصل الحرب، فالبيت الأبيض، قد يعلن نهاية الحرب، نهاية نتنياهو، في سبيل الخروج من عنق الزجاجة التي اندحر إليها جيش الاحتلال.
لنقرأ ما لفت إليه المحلل العسكري «عاموس هرئيل» الذي كتب لـ«هاآرتس»، أن: تهديدات نتنياهو بمهاجمة رفح تخدم هدفين:
- الهدف الأول، يتعلق بدفع صفقة تبادل أسرى، «إذا كانت مصر والولايات المتحدة والفلسطينيين يتخوفون من اجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح، ربما يغيرون حيّز الليونة من أجل التوصل إلى اتفاق.
-الهدف الثاني: «خلافًا للتصريحات الإسرائيلية الرسمية، يبدو أنه لا توجد حتى الآن قدرة لدى الجيش الإسرائيلي لشن عملية عسكرية في رفح»، وأن «إخلاء السكان والنازحين من رفح سيستغرق أسابيع كثيرة، يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يخصص لذلك قوات نظامية كبيرة، وهي ليست منتشرة في جنوب إسرائيل، وقوات احتياط، التي تم تسريح معظم جنودها إلى بيوتهم».
التهديد الإسرائيلي، مجرد شراء للوقت وانتظار لـ«غودو»، المتنفس لحكومة احتلال نازية، تدرك أنها فشلت في صراعها مع المقاومة المشروعة دوليًا وقانونيًا بموجب اتفاقية جنيف، لهذا؛ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن غزة ستحتاج إلى عقود للتعافي بتكلفة عشرات المليارات من الدولارات، وهي أموال قد لا تتوفر أبدًا.
وفي ذلك، قالت مجلة «فورين بوليسي» إنه بالنسبة لسكان قطاع غزة فالخطر الأكبر الذي يواجهونه على المدى الطويل، قد لا يكون حماس أو إسرائيل بل قد يكون «الافتقار إلى أي حكومة».
تقرير الأطلسي الجديد، الذي أعده مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بجامعة جورجتاون، ووضعه المحلل الأكاديمي «دانييل ايمان» يفترص أن «غزة قد تنضم بعد الحرب إلى صفوف ليبيا والصومال واليمن وغيرها من الدول التي تعاني من صراع منخفض المستوى. وأزمات إنسانية تلو الأخرى. وتميل مثل هذه الدول إلى إنتاج موجات من اللاجئين اليائسين ويمكن أن تؤدي إلى المزيد من العنف».
« دانييل ايمان»، يفترض أن «نهاية الحرب بين إسرائيل وحماس لن تكون إلا بمثابة نهاية فصل في كتاب معاناة الفلسطينيين، والفصل التالي قد يكون عن فترة ما بعد الحرب الفوضوية. في كثير من الأحيان تركز السياسة الأمريكية والدولية في المنطقة على وقف إطلاق النار أو بدء المفاوضات وليس على تخفيف معاناة الناس العاديين بشكل كاف».
والمطلوب دوليًا وأمميًا: «من أجل الحد من خطر فشل الدولة على المدى الطويل فإنه يتعين على الولايات المتحدة وأعضاء الاتحاد الأوروبي وغيرهم من الأطراف التي تأمل في التوصل إلى حل للصراع أن تركز على من سيحكم غزة، وكيف سيتم فرض حكم ذلك الكيان على المدى الطويل».
مثل أي لعبة، البداية تصنع النهايات، ومع تداعيات كثيرة، فالحرب في غزة يتدخل مرحلة صعبة، تشبه حروب الاستنزاف، بين جيوش الدول، فيما يزدد خطرها وإبادتها على المدنيين.. وأستطيع التأكيد أننا نبتعد عن أي حلول، الهدنة مغلقة التوترات وتهديداته السفاح نتنياهو وأكاذيب اجتياح رفع التي تنتظره لإعلان هزيمته.
غزة أرض حرب مختلفة، وعلى المجتمع الدولي ودول المنطقة والإقليم اتباع سياسة تمكين القرار الأمريكي والأممي، بعيدًا عن اللعبة السرية.
بالمناسبة.. دخلنا الساعة 3898.. من حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.