تمكين للمساعدة القانونية : أطفال غزة يتعرضون لجرائم حرب أمام صمت العالم

{title}
أخبار دقيقة -

قالت منظمة تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، إن اليوم العالمي للطفل الذي يُصادف غدا، يأتي في ظل استمرار تعرّض الأطفال في قطاع غزة إلى جرائم متواصلة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي من قتل وتشريد.

وأضافت "تمكين"، وبينما يُمارس معظم أطفال العالم حقوقهم الطبيعية، يضرب المحتل الإسرائيلي بعرض الحائط كافة المواثيق والأعراف الدولية؛ فيستهدف في حربه على القطاع الأطفال فيقصف منازلهم ويقتلهم ويحرمهم من أبسط حقوقهم. وطالبت المنظمة، في بيان لها حمل عنوان "أطفال غزة.. جرائم حرب أمام صمت العالم"، اليوم الأحد، بمناسبة اليوم العالمي للطفل الذي يحتفل به العالم في 20 تشرين الثاني سنويا، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل والفاعل لوقف الحرب على غزة، ووقف الانتهاكات التي تستهدف الأطفال الفلسطينيين، وحمايتهم من آثار وتداعيات ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي تحرمهم من حقوقهم، إلى جانب العمل على إنهاء حصار غزة وضمان احترام قواعد القانون الدولي الإنساني. وأشارت المنظمة إلى أنه قبيل بدء الحرب، كان ثلث أطفال غزة بحاجة إلى الدعم في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع، وبدون شك، فقد ازدادت كثيرًا حاجة الأطفال إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي-الاجتماعي، علما أن أكثر الأمراض النفسية شيوعًا التي يُصاب بها أطفال غزة، نتيجة الحروب المتكررة، تتمثل في "الكوابيس، اضطرابات الأكل، والخوف الشديد، والتبول اللاإرادي". وقالت المنظمة، إن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءاً، لا سيما أوضاع حقوق الطفل على وجه الخصوص، مع استمرار فرض قوات الاحتلال حصارًا خانقًا ومستمرًا على القطاع منذ أكثر من 16 عامًا، أسهم في الحدّ من تمتع الأطفال الفلسطينيين بحقوقهم وفقًا للقانون الدولي، وحاليًا يدفع الأطفال في قطاع غزة ثمنًا باهظًا من أرواحهم ومعنوياتهم من جرّاء الحرب دون أي اعتبار لقوانين دولية أو قرارات أممية أو أخلاق حرب. وجاء في البيان، أنّ الأطفال يُشكلون 47 بالمئة من سكان القطاع البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، ويستشهد في غزة 6 أطفال كل ساعة حيث بلغ عدد الشهداء منهم بعد مرور أكثر من شهر على الحرب أكثر من 5 آلاف طفل من مجموع الشهداء الذين تخطوا حاجز أل 12 ألف شهيد، إلى جانب إصابة أكثر من 15 ألف طفل معظمهم مصابين بجروح بليغة وربما إعاقات طويلة الأمد، وثمة أعداد كبيرة من المفقودين والمفقودات تحت الردم بفعل القصف المستمر ونقص المُعِدَّات والانشغال بعمليات الإنقاذ، فضلا عن كثيرين نجوا من الموت لكنهم مصابون ويحتاجون للعلاج، ومنهم لم يُصب لكنهم يعيشون واقعًا لا يمكن مطلقًا أن يكون واقع من هم في مثل أعمارهم، حيث أصبحوا نازحين بلا مأوى ولا تتوفر لهم أهم مُتطلبات الحياة الأساسية. وفي ظل الحرب المستمرة، يُحرم الأطفال في غزة من وجود الأسرة حيث فُصل الكثيرين منهم قسراً عن أسرهم؛ إما لإصابتهم أو استشهادهم؛ ما يعرضهم لمصير مجهول في ظل غياب الأسرة التي تقدم الرعاية والاهتمام للأطفال. وفي الضفة الغربية والقدس المحتلة، ذكر البيان أنّ الأطفال يعيشون في ظروف قاسية ومعاناة شديدة، حيث تستمر قوات الاحتلال بانتهاكاتها على الفلسطينيين التي تنعكس على الأطفال، من خلال محاصرة المناطق السكنية وعزل السكان ومنعهم من الوصول للخدمات الأساسية وفرض القيود على حرية الحركة والتنقل، وتنفيذ عمليات عسكرية متكررة واقتحام المدن والقرى الفلسطينية مستخدمة القوة المفرطة ما تسبب في استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين من بينهم عدد من الأطفال. وأشار البيان إلى أن عدد الأسرى الأطفال يبلغ منذ عام 2000 حتى نهاية العام 2022 ما لا يقل عن 17 ألف قاصر فلسطيني، تتراوح أعمارهم ما بين 12-18 عاماً، كما سُجّلت العديد من حالات الاعتقال والاحتجاز لأطفال لم تتجاوز أعمارهم 10 سنوات. فيما اعتقلت سلطات الاحتلال خلال العام 2022 نحو 882 طفلًا فلسطينيًا، منهم 654 طفلًا من القدس ويشكلون الغالبية العظمى ما نسبته 74.1 بالمئة من إجمالي الأطفال الفلسطينيين الذين تعرضوا للاعتقال في العام 2022، فضلًا عن عدة أطفال من القدس تحتجزهم في مراكز اجتماعية خاصة لأن أعمارهم تقل عن 14 عامًا.
تصميم و تطوير