الاستاذ الصحفي حازم الخالدي يكتب :(شارع الصحافة)

{title}
أخبار دقيقة -

علينا أن لا نهرب من المواجهة.

المشهد الإعلامي يتغير بسرعة، فالبيئة الإعلامية ليست كما في السابق، اليوم نحن في العصر الرقمي، الذي شكل تحديات كبيرة على وسائل الإعلام بمختلف حقولها، وغيرت من العادات والسلوكيات لدى الجمهور وتفاعله مع الاعلام الجديد، لا بل أصبح هذا الجمهور منافسا كمصدر لبث المعلومات.

وسائل الإعلام مع التقنيات الإلكترونية الجديدة، التي دخلت إليها ، استفادت من هذا الوضع، فقد أصبحت المعلومة تصل إلى الناس خلال ثوان ، ومع هذا التغير الهائل ، نرى يوميا ونلمس الكثير من الإضافات على مستوى الأجهزة التقنية والأدوات المستخدمة التي تغلغلت في المجتمع، حتى أن خبراء يتوقعون أن تظهر مهن جديدة مرتبطة بالتطور التقني لوسائل الاعلام مما يعني أننا لن نجد الوقت الكافي لمتابعتها ووضع التشريعات المرافقة لها. الصحفيون في العالم وجدوا في التطور الرقمي لوسائل الإعلام فرصة لتطوير مهنتهم ، وتطوير أدواتهم ، والاستفادة القصوى من كل الامكانيات المتاحة دون أي مساومة على الحريات، بينما أحدث هذا التطور ارباكا كبيرا لدى البعض، ولدى الجمهور الذي أصبح منه من يدعي أنه إعلامي ويمارس هذه المهنة ، والأكثر غرابة أن المسؤولين استثنوا الصحفيين الحقيقيين وأصحاب المهنة وأصبحوا يتجهون إلى هذه الفئة ، متوهمين أنها تساعدهم في بث أخبارهم والترويج لها بسلاسة وقوة وانتشار أوسع . المرحلة الحرجة التي تمر بها الصحافة؛ تستدعي من الصحفيين بأن لا يكونوا متفرجين على المشهد، وعليهم إعادة اختراع أنفسهم ، والمطلوب منهم القيام بمبادرات وعدم التردد والخوف من مواجهة الاعلام الرقمي الذي يمر بيننا بسرعة هائلة ،إذ يجب أن تتولد الرغبة لديهم لابتكار الوسائل والقصص،فالصحفيون هم المجهزون بالأدوات والمسلحون بالمعرفة والعلم والثقافة، التي تؤهلهم لقيادة دفة السفينة وعدم ترك الأمور بيد الهواة ممن يبحثون وراء الشهرة. هل يمكننا في ظل هذه الأوضاع أن نكون أعداء لانفسنا ونهرب من المواجهة ؟ * القصص لن تتوقف بغض النظر عما يحدث ، فالمجتمع بالنسبة للصحفيين ، هو العالم ، فهم يسعون وراء شغفهم رغم كل الصعاب.. قصصهم التي ينتجونها تستحق السرد…ولن تتوقف استمروا بالكتابة.
تصميم و تطوير