اشتباكات السودان: تجدد القتال لليوم السادس رغم سريان الهدنة الثانية
أخبار دقيقة -
دقيقة اخبار - أفادت التقارير الواردة من السودان عن سماع دوي إطلاق نار كثيف وانفجارات مدوية في الخرطوم وأماكن أخرى، استمرت طوال الليلة الماضية رغم سريان الهدنة الثانية، والتي تنتهي في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم، أظهرت مقاطع مصورة تصاعد أعمدة الدخان وانتشار الحرائق في الخرطوم.
وسُمع إطلاق نار في بحري وتحدث سكان عن اشتباكات عنيفة غربي أم درمان، التي قالوا إن الجيش تحرك إليها لمنع وصول تعزيزات لقوات الدعم السريع.
وقالت قوات الدعم السريع شبه العسكرية إنها أسقطت طائرتين مروحيتين تابعتين للجيش السوداني، بعد أن هاجم الجيش مقاتليها في أم درمان قرب العاصمة الخرطوم صباح الخميس رغم الهدنة المعلنة يوم أمس.
وشددت قوات الدعم السريع على التزامها بوقف إطلاق النار المتفق عليه، في الوقت الذي لم يعلق فيه الجيش السوداني بعد على مزاعم هجوم القوات.
هدنة لأغراض إنسانية
ودعت منظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفي عُقد ظهر اليوم، جميع أطراف النزاع في السودان إلى إلى هدنة لأغراض إنسانية، بهدف إتاحة المجال لإجلاء المحاصرين وإغاثة المدنيين.
وقال مدير الطوارئ الإقليمي في منظمة الصحة العالمية، ريتشارد برينان، إن المنظمة تقوم بتوزيع الإمدادات الطبية الأساسية على المستشفيات الرئيسية في الخرطوم، إذ تشير التقديرات الأولية إلى تصعيد محتمل للعنف.
وذكر برينان أنه بمجرد أن يسمح الوضع الحالي، ستباشر المنظمة بجلب المزيد من الإمدادات الطبية وأكياس الدم من الخارج، وتحديداً من مركز لوجستي كبير يقع في مدينة دبي، حيث خصصت منظمة الصحة العالمية قسماً كبيراً من تلك الإمدادات للسودان.
وردا على سؤال حول إمكانية نقل المصابين بجروح خطيرة، قال برينان إنه ليس خياراً متاحاً الآن، بسبب الوضع الأمني الخطير وإغلاق المطارات والطرق.
وصرحت المنظمة عن وجود عجز كبير في الأطقم الطبية وإمدادات الأوكسجين وأكياس الدم في مستشفيات الخرطوم.
ومن المقرر أيضاً أن يجري الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، محادثات عبر تقنية الفيديو مع قادة كل من الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، سعياً لترتيب وقف عملي لإطلاق النار.
إجلاء القوات المصرية
قال المتحدث باسم الجيش المصري إن باقي الجنود المصريين في السودان وصلوا إلى مقر السفارة المصرية في الخرطوم تمهيدا لإجلائهم من الأراضي السودانية فور استقرار. الأوضاع.
وأضاف البيان الصادر اليوم الخميس، أن القوات المسلحة اتخذت كل الإجراءات اللازمة الأربعاء لهبوط ثلاث طائرات نقل عسكرية مصرية في إحدى مطارات السودان لإعادة معظم القوات المصرية إلى القواعد العسكرية الجوية في مصر، عبر ثلاث رحلات متتالية.
وقد أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالا هاتفيا بالشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بعد ساعات من وساطة إماراتية لعودة القوات المصرية المحتجزة في السودان إلى القاهرة.
وبحث الرئيسان جهود تهدئة الاشتباكات في السودان ووقف التصعيد ومحاولة العودة للحوار، بحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية اليوم الخميس.
وقالت الخارجية المصرية إنها نجحت بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة في تأمين سلامة باقي الجنود المصريين الموجودين في السودان وتسليمهم إلى السفارة المصرية، كما أعربت الخارجية عن تقديرها للصليب الأحمر الدولي لما بذله من جهود في دعم عملية تأمين سلامة الجنود المصريين.
وقد أوضحت قوات الدعم السريع اليوم الخميس، أنها سلمت سبعة وعشرين عسكريا مصريا إلى الصليب الأحمر الدولي.
وكان الجيش السوداني قد أعلن مساء الأربعاء عن إجلاء 177 من الأطقم الفنية للقوات الجوية المصرية من مروي إلى مصر على متن أربع طائرات.
وكان وقف أول لإطلاق النار لأسباب إنسانية ولمدة 24 ساعة، اتفق عليه الجيش السوداني، بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي يقودها الجنرال محمد حمدان دقلو “حميدتي”، قد انهار في غضون دقائق من الاتفاق عليه يوم الثلاثاء.
تقديم المساعدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي
بدأ سكان العاصمة السودانية المحاصرين داخل منازلهم منذ عدة ايام، إنشاء مجموعات إلكترونية؛ لتقديم الدعم والمشورة عبر تطبيق واتساب.
ونشر عدد من أخصائي الإسعافات الأولية والأطباء مقاطع مصورة تعليمية حول الإسعافات الأولية بحال الإصابة بأعيرة نارية، بالإضافة إلى بعض النصائح المهمة: مثل تجنب الإقتراب من النوافذ، وما الذي يجب وضعه في الحقيبة عند الهرب وكيفية التعامل مع نوبات الهلع.
وفرّ آلاف المدنيّين من الخرطوم التي تشهد سماؤها قصفاً مستمراً، حيث أسفر القتال المستمرّ لليوم السادس تواليا بين قوات الدعم السريع والجيش عن مقتل ما لا يقل عن 330 مدنياً
وأصبح المدنيون المحاصرون في منازلهم يشعرون باليأس بشكل متزايد، وقال شهود عيان، يوم أمس، إن الشوارع المحيطة بوزارة الدفاع والمطار تناثرت فيها الجثث.
وتخطط السفارات الأجنبية والأمم المتحدة لعمليات إجلاء موظفيها عقب اجتياح مقاتلين لمجمعات وكالات الإغاثة.وتقول الأمم المتحدة إن نحو 200 شخص تأكدت وفاتهم، فيما فاقت أعداد الجرحى الألف جريح.
مساع للوساطة
وكان زعماء أفارقة إقليميون قالوا إنهم سيحاولون السفر إلى السودان اليوم للتوسط في إنهاء القتال بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.
لكن تقارير أفادت بإيقاف قادة كينيا وجيبوتي وجنوب السودان مؤقتا محاولتهم للوصول إلى السودان من أجل التوسط بين الجنرالين المتنافسين الذين تقاتل قواتهم من أجل السيطرة على السلطة.
وأكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، خلال إتصال هاتفي مع وزير خارجية المملكة المتحدة جميس كليفرلي الأربعاء، على أهمية التوصل لوقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وضرورة التعامل مع النزاع القائم باعتباره شأن داخلي، وامتناع أي طرف خارجي عن التدخل بشكل يؤجج الصراع.
وبحسب بيان الخارجية المصرية، أعرب كليفرلي عما وصفه بقلق بلاده البالغ من تطورات الأحداث في ظل ما تشير إليه كافة المؤشرات من تدهور كبير للأوضاع الأمنية.
ويخشى القادة الأفارقة، بعد أن باءت جهود الوساطة الدولية بالفشل، من تدهور الأوضاع وتحولها إلى حرب أهلية.
الجنرالان يقتتلان من أجل السلطة في السودان – التايمز
ما هي أوضاع الجالية المصرية والطلاب المصريين في السودان؟
آخر التطورات:
استيقظت العاصمة السودانية الخرطوم على إطلاق نار كثيف الخميس، على الرغم من سريان الهدنة الثانية التي تنتهي مساء اليوم.
قال صندوق الأمم المتحدة للسكان صباح الخميس عبر موقع تويتر، إنه يشعر بقلق بالغ “إزاء الآثار المترتبة على العمليات العدائية على ما يقدر بـ219 ألف حامل في الخرطوم، بمن في ذلك 24 ألف امرأة ستلد في الأسابيع المقبلة”.
وعلق برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم أمس، عملياته بعد مقتل ثلاثة من موظفيه جراء القتال الدائر.
وتسبب القتال في اندلاع ما وصفته الأمم المتحدة بأنه كارثة إنسانية، من نذرها الانهيار الوشيك للنظام الصحي.
وقال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، وهو من المنظمات التي كانت تقدم المساعدة للسودان، لبي بي سي إن الوضع الإنساني هناك مريع وإن مساعدة الناس أصبحت مستحيلة.
وأضاف جان إيغلاند: “كان هناك قبل ذلك 15.8 مليون شخص في حاجة ماسة إلى الإغاثة الإنسانية. وكان هذا هو أفضل تقدير لدينا لأسوأ وضع يمر به السودان خلال عقد من الزمان، وعقب اندلاع القتال، أصيبت جهود المساعدة بالشلل تقريبا”.
وقال: “لا يمكنك العمل عندما يكون هناك قتال في كل مكان، وعندما تكون القيادة على الطرق غير آمنة، وعندما يكون المطار مغلقا”.
وأشار جان إيغلاند إلى أن بعض زملائه قتلوا، وأن “العديد من منشآت المجلس النرويجي نهبت، وتعرض موظفو المنظمات الإنسانية إلى تهديد السلاح. وتعرض بعض الزملاء للإيذاء الجنسي”.
وتنفي قوات الدعم السريع السودانية ادعاءات النهب وتلقي باللوم على ميليشيات تعود إلى عهد البشير.
كما نفت قوات الدعم السريع أن يكون أفرادها ارتكبوا جرائم خلال القتال المستمر مع الجيش، من بينها ما قيل عن نهب المنازل في الخرطوم ومناطق أخرى واقتحامها.
واتهمت قوات الدعم السريع في منشور على صفحتها على فيسبوك في 19 أبريل/نيسان ما سمته الميليشيات التابعة لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير بارتداء زيها الرسمي والقيام بأعمال نهب من أجل تشويه سمعتها.
وكان الجيش السوداني قد اتهم مرارا قوات الدعم السريع بارتكاب أعمال نهب واقتحام مستشفيات وإحراق سوق في بحري شمال الخرطوم.
واتُهمت القوات شبه العسكرية باستخدام المدنيين دروعا بشرية.
قصف المستشفيات
وقالت نقابة أطباء السودان المستقلة إنه خلال الأيام الماضية “توقف عن الخدمة سبعون بالمئة من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال”، جراء القصف أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.
واضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها وهي أساسية في بلد يعاني فيه أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص من الجوع في الأوقات العادية.
ومنذ اندلاع القتال، استنفدت كثير من العائلات مؤنها الغذائية.
وقالت اللجنة المركزية لأطباء السودان في بيان على فيسبوك الأربعاء إن 20 مستشفى فقط يعمل بشكل كامل أو جزئي.
وأضافت اللجنة: “من بين المستشفيات التي توقفت عن العمل، هناك تسعة مستشفيات تعرضت للقصف و16 مستشفى تعرض للإخلاء القسري”.
اتهامات بالتدخل الخارجي
واتهمت القوات المسلحة السودانية “أطرافا إقليمية ومحلية” لم تسمها بدعم قوات الدعم السريع شبه العسكرية في معركتها مع الجيش، بحسب ما أفادت به وكالة أنباء السودان الرسمية (سونا) الثلاثاء.
وذكرت الوكالة أن “المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة أكد أن هناك معلومات دقيقة عن فصول المؤامرة ومؤشرات قوية على ضلوع أطراف إقليمية ومحلية، وهو ما سيكشف عنه في الوقت المناسب”.
وقالت القوات المسلحة السودانية أيضا إن القوات شبه العسكرية واصلت الاشتباك مع الجيش في العاصمة الخرطوم وحملت قوات الدعم السريع مسؤولية “حرق سوق الخرطوم بحري”.
وأضاف الجيش “استمروا في مضايقة وترهيب المواطنين في مختلف المناطق داخل العاصمة وخارجها”