الجيش السوداني: ندير المعركة كما هو مخطط لها
أخبار دقيقة -
دقيقة اخبار - نفى الجيش السوداني، اليوم الاثنين، ما يتم تداوله حول سيطرة قوات الدعم السريع على مقرات تابعة لها. وقال "ندير المعركة كما هو مخطط لها ونتمسك بكل مواقعنا".
وجدد دعوة منسوبي الدعم السريع إلى إنهاء انتدابهم والعودة للقوات المسلحة.
وأكد التمسك بكافة المقرات، قائلا "نقترب كثيرا من لحظة الحسم، وانتقلنا للطور الأخير من خطة العملية، وهي مرحلة مطاردة العدو الذي تهرب عناصره حالياً في كل مكان".
وفي هذا الإطار، أقر الناطق باسم الجيش السوداني بدخول الدعم السريع لمطار مروي، وقال إنه ستتم استعادة مطار مروي في أقرب وقت. وتابع قائلا إن "اشتباكات اليوم أقل حدة بكثير من اليومين السابقين". وقال إن "الاشتباكات تتركز حول القيادة العامة والقصر الجمهوري".
ونفى في حديثه سيطرة الدعم السريع على أي من مقرات الجيش، قائلا "نتصدى لمحاولات اقتحام المقرات العسكرية".
كما نفى مصدر في الجيش السوداني في حديثه لـ "العربية" و"الحدث" ما نشره الدعم السريع حول اقتحام مقر إقامة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، مشيرا إلى أن فيديو اقتحام الدعم السريع لمقر البرهان "تضليل". وأضاف أن الاشتباكات جرت حول مقري البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان حميدتي وتم إبعادها.
وفي السياق، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية في بيان أن "بعض الأبواق الإعلامية للميليشيا المتمردة تقوم ببث الكثير من الأكاذيب لتضليل الرأي العام". وأضافت أن "الموقف العملياتي حتى الآن بالعاصمة يتضمن اشتباكات محدودة حول محيط القيادة العامة ووسط الخرطوم". وأكدت أن "القوات المسلحة تسيطر تماما على جميع مقراتها، ولا صحة لما يتم تداوله بشأن استيلاء العدو على القيادة أو بيت الضيافة أو القصر الجمهوري".
وتابعت: "نفذت قواتنا الجوية ضربات ضد عدد من الأهداف المعادية، وسيتم مواصلة ذلك حتى تصفية آخر جيب للميليشيا المتمردة بالعاصمة التي بدأت تقوم فيها بممارسة أعمال سلب ونهب متفرقة تحت التهديد لممتلكات المواطنين العزل".
وكان الجيش السوداني أعلن، مساء الأحد، السيطرة على مطار مروي العسكري، وعلى قيادة قطاع كردفان ومعسكر "الري المصري" في ضاحية الشجرة، كما طمأن الشعب بأن القوات المسلحة متماسكة وستحسم الموقف قريبا، لكنه قال إن قوات الدعم السريع تستهدف الأفراد بالقناصة.
وأضاف الجيش السوداني أن الموقف العام مستقر وجرت اشتباكات محدودة في مقر القيادة العامة.
ودعا الجيش السوداني منتسبي الدعم السريع الذين قدموا "خدمات جليلة سابقة" الانضمام للجيش، مؤكدا أنه لن يستغني عن خدمات قوات الدعم السريع لأن البلاد في أشد الحاجة لأبنائها على حد قوله.
كما أكد الجيش أنه سيظل على العهد ولا تراجع عن تنفيذ المسار السياسي الذي التزم به.
وأعلنت قوات الدعم السريع السودانية في وقت سابق الأحد، إسقاط طائرة هليكوبتر أباتشي في الخرطوم. وقالت قوات الدعم السريع أيضاً إنها سيطرت على رئاسة الفرقة 16 مشاة بعد معارك مع الجيش السوداني في نيالا بولاية جنوب دارفور، وكذلك سلاح المهندسين في مدينة أم درمان بولاية الخرطوم.
وقبيل ذلك أعلن الجيش السوداني سيطرة قواته على قواعد ومقرات قوات الدعم السريع في سبع ولايات.
وقال الجيش في بيان نشره على "فيسبوك" إن القوات سيطرت على قواعد ومقرات الدعم السريع في بورتسودان وكسلا والقضارف والدمازين وكوستي وكادوقلي.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش فرض سيطرته على أكبر قاعدة لقوات الدعم السريع في كرري (جبل سركاب) في أم درمان.
وأفاد بيان ثان بأن الفرقة الرابعة مشاة (الدمازين) التابعة للجيش، استلمت 35 عربة لاندكروزر من قوات الدعم السريع المتمردة بكامل أسلحتها وعتادها.
هذا ونفى الجيش السوداني سيطرة قوات الدعم السريع على أي مقر من مقرات القيادة العامة.
وقال الجيش في بيان آخر نشره على "فيسبوك": "لا صحة لادعاء الميليشيا المتمردة استيلاءها أو مجرد اقترابها من أي من مقرات القيادة العامة".
وأضاف أن الحريق الذي اندلع في برج القوات البرية ناجم عن الاشتباكات الصباحية، وتمت السيطرة عليه ولم يصب أحد بأذى.
وبحسب مراسل "العربية" و"الحدث" من أبرز القتلى من الرتب الرفيعة في الجيش والدعم السريع حتى صباح الأحد: مقتل قائد قطاع شمال دارفور بالدعم السريع، ومقتل قائد قطاع غرب دارفور بالدعم السريع، ومقتل قائد قوة القيادة العامة بالجيش السوداني، ومقتل قائد قاعدة الجيش في جبل أولياء. بالمقابل، نفت قوات الدعم السريع مقتل قائدي قواتها في شمال وغرب دارفور.
وأعلنت قوات الدعم السريع أنها سيطرت على برج القوات البحرية في القيادة العامة.
وأعلنت السبت، السيطرة على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة وعلى الملاحة الجوية في كافة أنحاء السودان، وكذا السيطرة على مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون.
هذا ويتواصل القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الثاني على التوالي، في إشارة إلى أن الجانبين غير مستعدين لإنهاء الأعمال العدائية على الرغم من تصاعد الضغوط الدبلوماسية لوقف إطلاق النار.
وقالت منظمة تمثل الأطباء إن ما لا يقل عن 56 مدنيا لقوا مصرعهم جراء الاشتباكات، وإنها تعتقد أن هناك عشرات القتلى الإضافيين بين القوات المتناحرة. كما قالت نقابة أطباء السودان إن هناك نحو 600 مصاب، بينهم مدنيون ومقاتلون.
وجاءت الاشتباكات بعد شهور من التوترات المتصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع الشريكة التي تحولت إلى خصم. وأدت هذه التوترات إلى تأخير التوصل إلى اتفاق مع الأحزاب السياسية لإعادة البلاد إلى فترة انتقالها القصيرة الأمد إلى الديمقراطية، والتي خرجت عن مسارها.