واشنطن تسعى لطمأنة حلفائها بعد نشر ( الوثائق السرية ) … بينهم كييف

{title}
أخبار دقيقة -

دقيقة اخبار - مازالت الوثائق السرية الأميركية المسربة تفجر المفاجآت. ومن آخر هذه المفاجآت المدوية، ما حددته إحدى الوثائق، التي كشفت عنها صحيفة "نيويورك تايمز"، والتي حددت 4 سيناريوهات "غير متوقعة" لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

وسربت عشرات الوثائق الأميركية السرية مؤخرا ونشرت على الإنترنت، مما استدعى فتح تحقيق جنائي في خرق تقول وزارة الدفاع "البنتاغون" إنه يشكل "خطرا جسيما" على الأمن القومي الأميركي. الوثيقة الجديدة عبارة عن تحليل أجرته وكالة استخبارات الدفاع، وجاء فيها أن هذه السيناريوهات الأربعة الافتراضية تشمل مقتل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتخلص من قيادات القوات المسلحة الروسية، وشن أوكرانيا ضربات عسكرية مباشرة على الكرملين. الوثيقة السرية، التي يعود تاريخها إلى 24 فبراير الماضي، أي بعد سنة من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، قالت إن الحرب ستظل على الأرجح ممتدة لفترة طويلة. ويقول الخبراء إن الهدف من كتابة هذه السيناريوهات بواسطة الاستخبارات هو مساعدة ضباط الجيش أو صانعي السياسات أو المشرعين على التفكير في النتائج المحتملة للصراع في أثناء تقييمهم خياراتهم. وتحمل الوثيقة علامة "RELIDO"، مما يشير إلى أن قرار الإفصاح عن المعلومات الواردة بها -لشركاء أجانب، على سبيل المثال- يقع على عاتق بعض كبار المسؤولين. وامتنع مسؤولون أميركيون عن الإفصاح عما إذا كانت الوثيقة حقيقية، إلا أنهم لم يشككوا في صحتها. كما حذّر المسؤولون من أن الوثائق المسرَّبة قديمة، وفي كثير من الحالات لا تمثل التقييمات الحالية لوكالات الاستخبارات المختلفة. وبحسب تقارير صحافية ووثائق اطلعت عليها وكالة فرانس برس الثلاثاء، فأن الاستخبارات الأميركية تشكك في جدوى هجوم أوكراني مضاد معتبرة أنه لن يتمكن سوى من تحقيق "مكاسب متواضعة" على صعيد السيطرة على مناطق، بمواجهة القوات الروسية. وتندرج هذه الوثائق ضمن مجموعة من المواد السرية والبالغة الحساسية نشرت على الإنترنت جراء تسريب كشفت عنه نيويورك تايمز الخميس واعتبر البنتاغون أنه يشكّل "خطرا جسيما" على الأمن القومي. وقال أوستن خلال مؤتمر صحافي مشترك في واشطن مع وزيري الخارجية والدفاع الفيليبينيين "تلقيت إحاطة للمرة الأولى حول الكشف غير المرخص به عن هذه الوثائق السرية والحساسة صباح السادس من نيسان/أبريل". وتابع "منذ ذلك الحين استدعيت يوميا مسؤولي الوزارة لبحث ردنا وأمرت بفتح تحقيق" داخلي، مذكرا بأن وزارة العدل فتحت من جانبها تحقيقا جنائيا. وأكد "ننظر إلى ذلك بكثير من الجدية ونواصل العمل مع حلفائنا وشركائنا" موضحا أن الوثائق المعنية تعود إلى 28 شباط/فبراير والأول من آذار/مارس. هجوم مضاد ومن المتوقع أن تشن القوات الأوكرانية هجوما مضادا في الربيع، وتؤكد أوكرانيا بهذا الصدد أنها دربت وحدات هجومية وخزنت ذخائر تمهيدا للهجوم، ساعية إلى توفير قواتها وإنهاك القوات المعادية على الجبهة. وتلقى الجيش الأوكراني من داعميه الغربيين دبابات ومدفعية بعيدة المدى. غير أن وثيقة مصنفة "سرية للغاية" ذكرت أن الدفاعات الروسية القوية "وأوجه قصور متواصلة يعاني منها الأوكرانيون على صعيد التدريبات وإمدادات الذخيرة ستطرح صعوبة شديدة أمام أيّ تقدم وستفاقم الخسائر البشرية خلال الهجوم"، وفق تقرير "واشنطن بوست". وفصّلت وثيقة أخرى مصنفة "سرّية" اطّلعت عليها فرانس برس، الواقع المتردّي للدفاعات الجوية الأوكرانية التي لعبت حتى الآن دوراً أساسياً على صعيد حماية البلاد من الضربات الروسية ومنع قوات موسكو من السيطرة على الأجواء. لكنّ الوثيقة التي لم تتمكن فرانس برس من التثبت من صحتها في الوقت الحاضر، تفيد بأنّ الدفاعات الجوية الأوكرانية المتوسطة والبعيدة المدى مؤلفة بنسبة 89% من منظومتي إس إيه-10 وإس إيه-11 اللتين تعودان إلى الحقبة السوفياتية وقد تنفد صواريخهما قريبا. واستنادا إلى وتيرة استهلاك هذه الذخائر حاليا، توقّعت الوثيقة أن تنفد ذخائر منظومة اس ايه-11 في أواخر آذار/مارس، وذخائر منظومة اس ايه-10 في مطلع أيار/مايو. واستنتجت الوثيقة أنّ قدرة أوكرانيا على إمداد الدفاعات الجوية المتوسطة المدى لحماية خط الجبهة "ستتقلّص بشكل كامل بحلول 23 أيار/مايو". صواريخ مصرية؟ وأشارت وثيقة مسربة إلى أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمر بإنتاج 40 ألف صاروخ لتسليمها إلى روسيا، وأعطى توجيهاته للمسؤولين بإبقاء الأمر طيّ الكتمان "لتجنّب أي مشاكل مع الغرب"، وفق ما أوردت واشنطن بوست في تقرير منفصل. لكنّ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض نفى المعلومات مؤكدا أنه "ليس لدينا أي مؤشرات تفيد بأن مصر تمدّ روسيا بأسلحة فتاكة". وصرح جون كيربي أن "مصر هي وتبقى شريكا مهما في المسائل الأمنية" مضيفا أن "الجيش الأميركي يقيم علاقة دفاعية بعيدة الأمد مع مصر". هذا وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف يوم الأربعاء، أن تسريب الوثائق الأميركية السرية قد لا يكون إلا معلومات كاذبة تهدف إلى تضليل روسيا الاتحادية. وقال ريابكوف للصحافيين، ردا على سؤال من وكالة "تاس" حول موقف موسكو من تسريب المعلومات وما السبب الذي أدى إلى ذلك: "ليس لدينا موقف محدد، ربما يكون من المثير للاهتمام أن يرى شخص ما هذه الوثائق، إذا كانت وثائق أصلا، أو ربما تكون مزيفة، أو لعلها معلومات مضللة نشرت إعلامياً". وتابع قائلا: "نظرا لأن الولايات المتحدة طرف في النزاع، وفي الواقع، تشن حربا هجينة ضدنا، فإن مثل هذه التقنيات ممكنة لتضليل العدو، أي روسيا الاتحادية"، موضحاً "أنا لا أؤكد أي شيء، أفترض فقط بأن جميع أنواع السيناريوهات والنماذج يمكن توقعها هنا". وكان وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، قال الثلاثاء، إن بلاده ستواصل التحقيق في التسريب المزعوم لوثائق سرية حتى تعرف مصدره. وشدد أوستن خلال مؤتمر صحافي على أن واشنطن تتعامل مع قضية الوثائق المسربة بشكل جدي، مشيرا إلى أنه يتواصل مع كبار القادة العسكريين يوميا للرد على تسريب الوثائق. وأوضح وزير الدفاع الأميركي أن وثائق البنتاغون يعود تاريخها إلى الفترة من نهاية فبراير وحتى الأول من مارس. وكثير من هذه الوثائق على صلة بأوكرانيا، كما يفيد بعضها بمراقبة الولايات المتحدة لحلفائها، في حين يسعى مسؤولون أميركيون لطمأنة هؤلاء بعد التسريبات. وكثير من هذه التسريبات لم يعد متاحاً على المواقع التي نشرت فيها للمرة الأولى، وسط تقارير تفيد بأن واشنطن تعمل على حذفها. ورغم إمكان حدوث تزوير في بعض الوثائق، فالتحقيق يعكس "القلق البالغ" لدى الحكومة الأميركية من أن التسريبات كشفت معلومات حساسة حول الحرب في أوكرانيا، واعتراض اتصالات الحلفاء، فضلاً عن تغلغل أجهزة الاستخبارات الأميركية في الخطط العسكرية الروسية، وهو ما أثر على علاقة الولايات المتحدة بحلفائها.
تصميم و تطوير