منتدون عرب: نحتاج لاستعادة مكانتنا الدولية في ظل التحوّلات العالمية
-
مناسبات
-
pm 09:35 | 2022-12-27 - الثلاثاء
أخبار دقيقة -
نظم مركز دراسات الشرق الأوسط في عمان، اليوم الثلاثاء، ندوته السنوية العلمية تحت عنوان "الدور والمكانة الدولية للعالم العربي، الواقع والمستقبل"، بمشاركة باحثين وسياسيين من 6 دول عربية.
وناقشت الندوة حسب بيان المركز، واقع المكانة الدولية للعالم العربي خلال العقدين السابقين، بهدف دراسة ظاهرة الدور والمكانة للعالم العربي وفهم ديناميكيتها، ومحاولة استشراف حركتها ومستويات تأثيرها على دور ومكانة العالم العربي الدولية، وإلى البحث في الإمكانات والقدرات المتاحة للعالم العربي لتطوير المكانة والدور الدولي على المديين القريب والمتوسط.
وأوضح مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بيان العمري، خلال افتتاح الندوة، أن العالم العربي شهد حالة من الانقسام والتشويه، ما فتح المجال أمام القوى الإقليمية والدولية لزيادة نفوذها والتدخل المباشر في المنطقة، وهو ما انعكس على العلاقات العربية البينية والدولية سلبياً، مما استدعى التفكير بعقد الندوة الحالية لإيجاد استراتيجية تحدث تحوّلاً من مستوى الضعف والتشتت إلى إعادة الاعتبار للعمل العربي والتنسيق المشترك.
وبحثت الجلسة الأولى التي ترأسها وزير الخارجية الأردني الأسبق جواد العناني، "الدور والمكانة الدولية للعرب، أسباب التراجع وتداعياته، وأسس تحقيقه"، حيث بين العناني أن بعض الكتابات الغربية تشير إلى تغيرات كبيرة حصلت في منطقة الشرق الأوسط، وأن المكوّن العربي في المنطقة قد ضعف لصالح قوى أخرى، مشيرا إلى أن تحوّلات المجتمع الإسرائيلي ونتائج الانتخابات الأخيرة قد أظهرت تغيرات تستدعي تغيير الأنظمة العربية القريبة من الإدارة الأميركية من سياساتها الإقليمية والدولية.
واستعرض مساعد وزير الخارجية المصري السابق عبدالله الأشعل، بعض عوامل تراجع المكانة العربية، كانتهاء الحرب الباردة وتحوّل المجتمع الدولي إلى نظام أحادي القطب وافتقاد العرب تدريجياً إلى الوحدة في الرؤى تجاه الملفات الإقليمية والدولية، إضافة إلى التحالف الإسرائيلي الغربي الذي أدى إلى تطور موقف إسرائيل واختراقها للصفوف العربية عبر ما عرف بالاتفاقات الإبراهيمية.
فيما تناول وزير الخارجية السوداني الأسبق مصطفى الأمين، الواقع المحلي للعرب المتمثل في التنازع والتخاصم والتشتت والتسلط والتخلف الاقتصادي والتكنولوجي وعدم وضوح الرؤية داخل الدول العربية وبين مكوناتها الاجتماعية، وبين الدول العربية ومؤسساتها السياسية، ما انعكس سلبا على واقعهم في النظام العالمي وأدى إلى تراجع تأثيرهم على هذا النظام وتحولاته ومجرياته.
بدوره، استعرض الدبلوماسي الأردني السابق موسى بريزات، أسس تحقيق الدور والمكانة المؤثرة للدول العربية في النظام الدولي، كغياب التراتبية أو الهرمية في النظام الدولي بسبب مبدأ سياسة الدول بصرف النظر عن قدراتها وتفاوت مقوماتها من حيث القوة والتأثير، وبنية النظام الدولي القائمة على أساس اعتبارات "جوهرها القوة"، وعناوينها سياسية واقتصادية وأيديولوجية وتنموية.
فيما تناولت الجلسة الثانية التي ترأسها أستاذ العلاقات الدولية أحمد البرصان، "عناصر وقواعد تحقيق الدور والمكانة، وآفاقها المستقبلية"، استعرض فيها الأكاديمي والدبلوماسي العراقي صباح ياسين، عناصر وأدوات تحقيق الدور والمكانة الدولية.
ورأى ياسين أن هذه العناصر تتمثل في إعادة بناء المشروعية الشعبية الدستورية واعتماد آليات التمثيل السياسي عبر صندوق الانتخابات الحرة والنزيهة، وضرورة بلورة مشروع سياسي واقتصادي واجتماعي تتوافق عليه قوى المجتمع مع النخب الحاكمة، وبناء السلم الأهلي العملي المستند إلى جوهر الاندماج الاجتماعي المعزز بالانتماء إلى المواطنة.
وتناول الأكاديمي المصري حسن أبو طالب، المسارات المستقبلية الممكنة للدور والمكانة العربية دولياً على المدى المتوسط بهدف إحياء وتمتين دور عربي في النظام الدولي الجديد، كتعددية قطبية لا تقتصر فقط على القوى الكبرى، ويسمح بأدوار مهمة ومؤثرة في قضايا النظام الدولي للعديد من القوى الوسيطة.
من جهته، ناقش الباحث الجزائري مصطفى بخّوش، قواعد ومنطلقات إعادة بناء الدور والمكانة العربية دولياً، والتي تبدأ من تشخيص صحيح لواقع العالم العربي والوقوف على أسباب تراجعه وتدهور مكانته للتعامل معها، ومعالجة سوء الإدارة والتدبير وغياب الرؤية والتفكير الاستراتيجي.
وأضاف بخوش أن ذلك يتم عبر إطلاق حوار شامل في قضايا واقع العالم العربي وأطرافه، ويعالج الاستحقاقات الداخلية والتحديات الخارجية، ويضمن القدرة على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية، والاتفاق على الرؤية الاستراتيجية للتعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي.
وأوصى المنتدون بـإيصال تقارير الندوات إلى الأنظمة العربية واستثمارها في تثقيف الشعوب، وتعزيز فكرة الدولة المركز، ودعوة المراكز البحثية للتوصل إلى رؤية فكرية واقعية لوضع أسس وقواعد انطباق التفكير والتخطيط العربي للوصل إلى المكانة الفاعلة والدور المؤثر.