بأجهزة متهالكة.. صالح لاعب كمال أجسام يقاوم أوزار الحرب بالأثقال
يكابد صالح حسين الريدي، لاعب كمال الأجسام اليمني، البالغ من العمر 24 عاماً، تحديات الحرب المستمرة منذ أكثر من عقد، ويواصل تدريباته اليومية في صالة رياضية صغيرة بمدينة المكلا
ورغم أن القاعة تفتقر إلى التكييف وتضم أجهزة متهالكة وأثقالاً صدئة، يتمسك الشاب بحلمه في المشاركة ببطولات احترافية خارج حدود بلاده المنهكة.
وأفادت وكالة فرانس برس، الأربعاء، بأن الريدي، الذي يقسّم وقته بين تفريغ البضائع في ميناء المكلا والغوص لصيد الأسماك، بالكاد يوفر دخلاً لتغطية تدريباته.
ويروي اللاعب أن أول مكافأة حصل عليها في مسابقة محلية لم تتجاوز 12 ألف ريال يمني (أقل من 10 دولارات)، وهو مبلغ لم يكفِ حتى لتكاليف رحلته من صنعاء إلى المكلا
ميزانية مثقوبة
يعتمد الشاب على نظام غذائي محدود بسبب ضائقته المالية إذ غالباً ما يفتقر لشراء المكملات الغذائية أو حتى الأطعمة الغنية بالبروتين كالبيض والدجاج.
وتقتصر وجباته اليومية في معظم الأحيان على قطعة سمك صغيرة مع الأرز. ويشرح قائلاً: "أعمل بجهد كبير، ومع ذلك بالكاد أستطيع شراء المكملات".
واجه الريدي تجربة قاسية حين اختير للمشاركة في بطولة بالسعودية، إذ اضطر إلى السفر بالحافلة لعدم امتلاكه ثمن تذكرة الطائرة، ليعلق يومين على الحدود وسط إجراءات مشددة استنزفت طعامه ومكملاته.
وعندما وصل أخيراً إلى وجهته كان قد خسر كيلوغرامين من وزنه، ما انعكس سلباً على أدائه ليحل في المركز السابع.
إصرار رغم الإنهاك
تتسبب الظروف القاسية أحياناً في تقليص عدد حصصه التدريبية لتجنب الإنهاك، لكنه يصر على الاستمرار.
ويقول وهو يتأمل عضلاته في المرآة داخل قاعته الضيقة: "رؤية جسمي يستجيب للتدريب ويتطور هو ما يدفعني للاستمرار، مهما كانت الظروف صعبة".
ويطمح صالح إلى أن يحظى بفرصة المشاركة في بطولات دولية كبرى في الإمارات أو مصر، حيث ينظر بإعجاب إلى لاعبين أكثر حظاً من نظرائه في اليمن.
ورغم القيود المعيشية وانهيار الاقتصاد، لا يزال يتمسك بحلم يرى فيه بوابة للخروج من واقع الحرب نحو منصة عالمية تمثل اليمن في الرياضة بدلاً من أن يبقى أسيراً لجراحها.






