الجامعة الأردنيّة توقّع مذكّرة تفاهم مع مركز النّموّ الدّوليّ لتعزيز البحث العلميّ وصناعة السّياسات

أخبار دقيقة -
وقّعت الجامعة الأردنيّة مذكّرة تفاهم مع مركز النّموّ الدّوليّ (IGC)، التّابع لكلّيّةِ لندن للاقتصاد والعلوم السّياسيّة (LSE)، بهدف ترسيخ التّعاون الأكاديميّ وتطوير البحث العلميّ وتوظيفه في دعم السّياسات العامّة، ضمن شراكة استراتيجيّة تستند إلى أولويّات التّنمية الوطنيّة، وتنسجم مع رؤية التّحديث الاقتصاديّ التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثّاني، والتي تضع المعرفة والابتكار وتمكين الشّباب في صميم المشروع التّنمويّ الأردنيّ.
ووقّع المذكّرة رئيس الجامعة الدّكتور نذير عبيدات، والمدير التّنفيذيّ للمركز الدّكتور جوناثان ليب، بحضور مدير وحدة الشّؤون الدّوليّة الدّكتور سامح الزّبيدي، ووفد من مركز النّموّ الدّوليّ ضمّ ممثّلة المركز في الأردنّ سلمى شاهين، بالإضافة إلى معالي الدّكتور جواد العناني، الذي يشغل منصب مستشار في المركز.
وأعرب عبيدات عن اعتزازه بهذه الشّراكة، مؤكّدًا أنّها تلامس قضايا جوهريّة في صميم العمل الأكاديميّ، وعلى رأسها ربط التّعليم العالي بسوق العمل والمنظومة الوطنيّة لصنع السّياسات. وقال: "أشعر أنّكم جزء من هذه المؤسّسة، لأنّ ما تطرحونه من رؤًى يتقاطع مع أولويّاتنا الأكاديميّة. لقد ظلّ ربط مخرَجات التّعليم باحتياجات سوق العمل تحدّيًا دائمًا أمام الجامعات، وهو ما نناقشه باستمرار في مجلس العمداء."
وأشار عبيدات إلى أنّ الجامعة، رغم التّحدّيات، عملت على تحديث برامجها الأكاديميّة لتعزيز المهارات اللّغويّة والرّقميّة والنّاعمة لدى الطّلبة، مستعرضًا إدخال مساق "الاستعداد لسوق العمل" كمتطلّبٍ إلزاميّ لجميع طلبة البكالوريوس، في خطوةٍ تهدف إلى سدّ الفجوة بين التّعليم النّظريّ واحتياجات سوق العمل.
وزاد أنّ هذا التّحدّي لا يقتصر على الأردنّ فحسب، بل يُعدّ ظاهرةً عالميّة، ملموسةً من خلال مشاركته الأخيرة في مؤتمر QS العالميّ في البرتغال.
واختتم قائلًا: "هذه الشّراكة تشكّل بدايةً مبشّرةً لمسارٍ قد يُغيّر الكثير، إن أُحسن استثماره في الاتّجاه الصّحيح."
من جانبه، أعرب المدير التّنفيذيّ لمركز النّموّ الدّوليّ، الدّكتور جوناثان ليب، عن سعادته بتوقيع أوّل مذكّرة تفاهم رسميّة للمركز في الأردنّ، مشيدًا بالجامعة الأردنيّة كشريكٍ أكاديميّ رائد في المنطقة. وقال:
"تهدف هذه المذكّرة إلى بناء جسرٍ متينٍ بين البحث العلميّ وصنع القرار، بما يُسهم في تطوير سياساتٍ قائمةٍ على الأدلّة في مجالاتٍ حيويّة مثل سوق العمل، والمياه، والمناخ، والتّنمية الحضريّة."
وأوضح ليب أنّ المذكّرة تقوم على أربع ركائز رئيسة تتمثّل بإجراء أبحاثٍ علميّةٍ مشترَكةٍ ترتبط مباشرةً بالسّياسات العامّة، وتعزيز التّبادل المعرفيّ بين الباحثين المحلّيّين والدّوليّين، وبناء القدرات البحثيّة لطلبة الدّكتوراه والباحثين النّاشئين، وتوثيق العلاقة بين المجتمع الأكاديميّ والحكومة بما يخدم التّنمية الوطنيّة.
كما سلّط الضّوء على "برنامج الزّمالة البحثيّة المحلّيّ"، الذي سيتمّ تنفيذه بموجب الاتفاقيّة، موضّحًا أنّه يتيح للباحثين الشّباب في الجامعة الأردنيّة العمل ضمن شبكة IGC الأكاديميّة العالميّة، والحصول على الإرشاد العلميّ والتّمويل البحثيّ، إلى جانب التّفاعل المباشر مع صنّاع القرار في القطاع العامّ. وأضاف "نأمل أن يُسهم هذا البرنامج في إعداد جيلٍ من الاقتصاديّين والمفكّرين السّياسيّين القادرين على إحداث أثرٍ ملموسٍ في المجتمع الأردنيّ."
من جهتها، أعربت الخبيرة الاقتصاديّة وممثّلة مركز النّموّ الدّوليّ في الأردنّ، سلمى شاهين، عن تفاؤلها بما تحمله هذه الشّراكة من آفاقٍ واعدةٍ، مؤكّدةً أنّ توقيع المذكّرة يمثّل انطلاقةً لمسارٍ طويلٍ من العمل المشترَك، يقوم على الشّفافيّة والتّكامل بين البحث العلميّ وصناعة القرار.
وبموجب مذكّرة التّفاهم، سيتعاون الطّرفان في تنفيذ مشاريع بحثيّة مشترَكة، وتطوير برامج زمالة تنافسيّة لدعم الباحثين الشّباب، وتنظيم حلقات نقاش وورش عمل مع صنّاع القرار، إضافةً إلى إشراك الطّلبة في أنشطة بحثيّة وتدريبيّة بإشرافٍ أكاديميّ مشترَك.
وتأتي هذه الشّراكة في إطار سعي الجامعة الأردنيّة إلى ترسيخ مكانتها كمؤسّسة رائدة في إنتاج المعرفة وربطها باحتياجات التّنمية الوطنيّة، من خلال بناء شراكاتٍ دوليّة تثري بيئة البحث والتّعليم، وتسهم في دعم السّياسات وصناعة القرار.