"حزب الله يفتح باب التفاوض حول ملف السلاح ويرد رسميًا على الورقة الأميركية"

{title}
أخبار دقيقة -

ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، اليوم السبت، أن تل أبيب تتابع باهتمام بالغ ما وصفته بـ"الرد غير المسبوق" من جانب حزب الله اللبناني بشأن مسألة تسليحه، في تطور يُعدّ لافتًا على صعيد الموقف السياسي للحزب في ظل الضغوط الإقليمية والدولية المتزايدة.

حزب الله يفتح الباب للمناقشة

وبحسب الصحيفة، فإن حزب الله لم يرفض صراحة الدعوة الأميركية لنزع سلاحه، بل أبدى استعدادًا للتعاون، مشيرًا إلى إمكانية مناقشة هذا الملف ضمن "الاستراتيجية الدفاعية" أو من خلال "الحوار الداخلي"، وهو ما اعتبرته الصحيفة تطورًا غير مألوف في خطاب الحزب.

ويأتي هذا التحول، وفقًا لـ"يسرائيل هيوم"، وسط تغيرات إقليمية كبرى، لا سيما في أعقاب الحرب الإيرانية-الإسرائيلية التي ألقت بظلالها على نفوذ طهران في المنطقة، بالإضافة إلى الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي شملت مسارًا دبلوماسيًا جديدًا تقوده واشنطن لنزع سلاح الحزب مقابل انسحاب إسرائيل من خمس نقاط سيطرة جنوب لبنان.

الرد الرسمي والالتزام بوقف النار

وأشارت الصحيفة إلى أن حزب الله قدّم رده الرسمي على الوثيقة الأميركية التي حملها المبعوث توم باراك، وتم نقل الرد إلى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي بدوره سلم الرد إلى الجانب الأميركي.

وتضمّن الرد تأكيد الحزب التزامه الكامل بوقف إطلاق النار بجميع جوانبه، بما في ذلك تفكيك مواقعه العسكرية في جنوب الليطاني، وهو ما عده مراقبون مؤشراً على استعداد الحزب لتنازلات مدروسة ضمن تسوية شاملة.

إلا أن الحزب شدد أيضاً على أن لا حاجة لاتفاق جديد، بل يجب تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مسبقاً، خصوصاً من الجانب الإسرائيلي، داعيًا إلى وقف الخروقات الإسرائيلية المستمرة منذ بدء تنفيذ اتفاق الهدنة.

تل أبيب تترقب.. وتحلّل

وعلّقت الصحيفة بالقول إن "حزب الله اختار تجنب الرفض الصريح في الرد الرسمي، بعد أن راقب بعناية ما حدث لإيران عقب المواجهة الأخيرة مع إسرائيل”، ما يعكس برأيها مراجعة داخلية استراتيجية يجريها الحزب لتقليص نقاط التوتر، دون التخلي المباشر عن ترسانته العسكرية.

قراءة أولية

الرد الرسمي لحزب الله يبدو أنه لا يحمل موافقة كاملة ولا رفضًا قاطعًا، بل يُمثل مناورة سياسية تهدف إلى كسب الوقت وفتح باب التفاوض دون الإضرار بشبكة التوازنات الداخلية والإقليمية. وفي ظل هذه التطورات، تستمر تل أبيب وواشنطن في مراقبة الموقف عن كثب، مترقبين ما إذا كان هذا التحول سيتطور إلى خطة واقعية لتنفيذ استراتيجية نزع السلاح، أم سيبقى مجرد موقف تكتيكي تحت الضغط.

تصميم و تطوير