#عاجل..خبير اقتصادي ل"دقيقة أخبار" : الأردن يمتلك فرصا واقعية لتعويض توقف الغاز "الاسرائيلي"

أخبار دقيقة -
خبير اقتصادي ل"دقيقة أخبار" : وقف امداد الاحتلال للغاز فرصة لالغاء الاتفاقيات
البشير يدعو لتوقيع اتفاقية غاز مرنة مع دول عربية منتجة للغاز
خبير عسكري يفسر استخدام إيران للصواريخ هذه المرة بدل الطائرات المسيرة
خاص_ فايز الشاقلدي
لا تنطوي حرب الاحتلال الاسرائيلي وايران على كلفة اقتصادية باهظة لإسرائيل فقط، بل إن ذلك قد امتد الى الأردن ومصر ودول العربية مجاورة التي ترتبط معها باتفاقيات تجارية، كما هو حال المملكة الذي تعتمد على استيراد الغاز من اسرائيل كأحد مصادر الطاقة المهمة.
وكان الغاز "الإسرائيلي" بدأ بالتدفق إلى الأراضي الأردنية عام 2020 وذلك على رغم معارضة شعبية وبرلمانية واسعة، بعد توقيع الاتفاقية مع الجانب الإسرائيلي لشراء الغاز لمدة 15 عاماً بقيمة تقدر بـ15 مليار دولار.
وفي ظل التطورات الإقليمية التي ألقت بظلالها على إمدادات الغاز الطبيعي على الأردن ، قال الخبير الاقتصادي محمد البشير ، أن القوى الشعبية كانت قد حذرت الحكومة الأردنية من الوقوع في فخ الضغط الأمريكي .
وأكد البشير في تصريح ل"دقيقة أخبار"، الى ضرورة الإسراع باستكشاف إمكانية توقيع اتفاقيات غازية مرنة مع دول عربية منتجة للغاز في مقدمتها قطر، وهي البديل الأكثر مأمونية وجهوزية لتعويض توقف إمدادت الغاز الإسرائيلية، خصوصا أن الغاز القطري يمر اليوم عبر الأردن إلى سوريا من أجل استخدامه في محطات توليد الكهرباء هناك .
وحذر البشير ،من الاعتماد المفرط على الغاز الإسرائيلي المسروق من الشعب الفلسطيني ، معتبرًا في ظل سلوك إسرائيل "المنفلت من أي التزامات قانونية أو إنسانية"، إذ قد تتحلل من الاتفاقية لأي سبب، سواء لأسباب عسكرية تتعلق بالمجهود الحربي، أو في حال انخفاض مخزونها من الغاز .
واعتبر أن هذه فرصة ليتحرر الأردن من الابتزاز السياسي والاقتصادي المرتبط بمصادر الطاقة كونه أصبح جرس انذار يدق أجراسه فوق الاقتصاد الأردني ، وأن يضع أمنه الطاقي في مقدمة أولوياته، من خلال بناء احتياطات استراتيجية كافية من الغاز والمشتقات النفطية، وتوقيع اتفاقيات بديلة تحمي المملكة في أوقات الأزمات، مشددًا على أن "السلوك الإسرائيلي في التحلل من الاتفاقات يجعل من غير المنطقي ربط أمن الطاقة الأردني بمزاج سياسي متقلب لا يحترم المواثيق الدولية".
وختم حديثه ، أن الأردن يمتلك فرصًا واقعية لتعويض توقف الغاز الإسرائيلي، على قاعدة تكريس أمن الطاقة لديه باعتباره عنوانا للأمن الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي .
# مصر تضخ 100 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً إلى الأردن لتعويض انقطاع الإمدادات الإسرائيلية
بدأت مصر ضخ 100 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي إلى الأردن، لتلبية احتياجات محطات توليد الكهرباء ، وذلك عقب توقف الإمدادات القادمة من "إسرائيل" بسبب تصاعد التوترات الإقليمية واندلاع الحرب بين إسرائيل وإيران .
وكانت مصر قد وقعت اتفاقية مع الأردن في كانون الأول 2024، للاستفادة من بنيتها التحتية الخاصة بوحدات التخزين والتغويز العائمة، وذلك لتأمين احتياجات عمّان من الغاز الطبيعي المسال على مدار العامين المقبلين، بحسب بيان سابق لوزارة البترول والثروة المعدنية .
عمليات الاستيراد من مصر ستستمر حتى استئناف ضخ الغاز من "إسرائيل"، الجانب الإسرائيلي لم يحدد بعد أسباب الانقطاع أو مدته ، والذي بدأ فجر الجمعة الماضية، إثر إغلاق حقل "ليفياثان” البحري .
ويعاني كل من مصر والأردن من أزمة حادة في إمدادات الغاز، على خلفية وقف الإنتاج في "ليفياثان”، ما دفع الحكومة المصرية إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات العاجلة، شملت وقف توريد الغاز الطبيعي لعدد من الصناعات، مثل الحديد، وتفعيل خطة طوارئ للتعامل مع الأزمة.
وفي خطوة احترازية للحفاظ على استقرار الشبكة، قررت مصر رفع استهلاك محطات الكهرباء من المازوت إلى أقصى حد ممكن، والتنسيق لتشغيل بعض المحطات بالسولار، لتجنب اللجوء إلى تخفيف الأحمال الكهربائية، وهو الخيار الذي تحاول الحكومة تفاديه تفادياً للغضب الشعبي.
وفي سياق متصل، استقبلت مصر في وقت سابق وحدة تغزيز ثالثة قادمة من الأردن، تُستخدم في إعادة تحويل الغاز المسال إلى حالته الغازية، ضمن خطة تأمين إمدادات الطاقة خلال المرحلة المقبلة.
كان قد كشف مسؤول أن الحكومة تدرس عدة سيناريوهات، من بينها العودة إلى تطبيق سياسة تخفيف الأحمال الكهربائية، إذا استمر تعطل الإمدادات من مصادرها الرئيسية في الشرق .
خبير عسكري : "إسرائيل" تريد تجريد إيران من كل أوراقها التفاوضية"
واستبعد الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور نضال أبوزيد أن يتحول التصعيد الحاصل الآن بين إيران وكيان الاحتلال الصهيوني إلى عمليات عسكرية شاملة أو حرب إقليمية "قد تكون غير محسوبة النتائج" وفق تقديره.
وقال أبوزيد ردا على استفسارات "صدى الشعب" : يبدو أن هذا التصعيد الحاصل تريد منه إيران أن تكسب أوراقا تفاوضية اقوي، وتريد منه إسرائيل تجريد إيران من كل أوراقها التفاوضية" . "
# ايران تتمكن من استعادة توازن القوة
وبين أبوزيد أن الرد الإيراني على العدوان الصهيوني خلال الـ 48 ساعة الماضية اكسب إيران مرونة دبلوماسية أكبر ومكنها من استعادة توازن القوة في ما يتعلق بالرد والرد المقابل.
واعتر أبوزيد أن كيان الاحتلال أراد من خلال العدوان الأخير تحقيق التفوق الجوي والردع، مضيفا انه حقق هذا التفوق لمدة سبع ساعات تقريبا بعد العدوان، الى حين استعادة إيران توازنها القيادي بعد ان استهدف العدوان سلسة القرار الإيراني.
وفسر أبوزيد استخدام إيران للصواريخ هذه المرة بدل الطائرات المسيرة، بأن الطائرات تحتاج من 9 الى 12 ساعة للوصول من إيران إلى الأراضي المحتلة، بينما تحتاج الصواريخ من ساعتين إلى 3 ساعات للوصول، معتبرا أن إيران اعتمدت على الصواريخ لتحقيق مبدأ السرعة في الرد حتى لا تعطي مجالا للكيان المحتل لتحقيق التفوق ولو كان ذلك بتصريحات إعلامية، وفق تقديره.
#هذه أهداف إيران الاستراتيجية في الأراضي المحتلة
وقال أبوزيد إن إيران ركزت ضرباتها على مركز الثقل الاستراتيجي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي تل أبيب، بالإضافة إلى أهداف عالية القيمة مثل مطار نيفاتيم الذي يضم الطائرات f35، وبعض القواعد الجوية الأخرى.
وأضاف الخبير العسكري الأردني قائلا " لكن يبدو أن إيران تمتلك بنك أهداف إستراتيجية أخرى تتعلق بمصانع البيترو - كيمياويات بحيفا ومصنع رافييل للتصنيع العسكري ومفاعل ديمونة النووي، لكن إيران تريد تحقيق مبدأ التناسب والتدرج في الرد حتى تتمكن من تحقيق مبدا العودة إلى طاولة المفاوضات بأوراق تفاوضية تجبر الجانب الأمريكي على صياغة تفاوضية وحل دبلوماسي يكون بمقاسات أمريكية إيرانية، وليس فقط بمقاسات أمريكية" على حد تعبيره.
الاحتلال اعتمد "شبكة العنكبوت الاوكراني" في استهداف طهران من داخل العمق الايراني
وبخصوص تفاصيل العدوان الصهيوني على إيران، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد، انه لم يكن عملية جوية بقدر ما كان عملية هجينة مركبة، "استخباراتية على الأرض بالتزامن مع قصف جوي، وهو ما يعيدنا إلى النموذج الأوكراني في استهداف العمق الروسي في ما عرف بـ "شبكة العنكبوت" حيث قامت القوات الأوكرانية بإطلاق طائرات مسيرة من داخل العمق الروسي، ويبدو أن نفس السيناريو تم تكراره في العمق الإيراني، حيث تم زرع عملاء ومتفجرات وطائرات مسيرة داخل إيران، هذا البلد الذي يضم مساحة جغرافية كبيرة قد تواجه فيها الطائرات الصهيونية صعوبة كبيرة في المرور من غرب البلاد إلى شرقها، ليتم إقرار عملية مدمجة بين الاستخبارات على الأرض، والضربات الجوية، على مراحل، أولها تجريد إيران من سلسلة القرار، ثم تجريدها من قدرات الدفاع الجوي والقدرات الصاروخية حتى لا تتمكن من الرد، ثم تجريدها من قدراتها النووية، ولكن يبدو أن إيران استبقت المرحلة الثانية ولم تعط مجالا للجانب الإسرائيلي لتجريدها من قدراتها الصاروخية وقامت مباشرة بالرد .
وتعامل سلاح الجو الملكي التابع للقوات المسلحة ضمن حدود اختصاصاته الدفاعية. وكان مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، الجيش العربي، قال إن «طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي اعترضت عدداً من الصواريخ والطائرات المسيّرة التي دخلت المجال الجوي الأردني».
وتعمل طائرات السلاح الملكي «وفق درجة عالية من الجاهزية لحماية سماء المملكة والحفاظ على أمن وسلامة الوطن والمواطنين»، وفق المصدر الذي أشار أيضاً إلى أن «الاعتراض جاء استجابة لتقديرات عسكرية بحتمية سقوط صواريخ وطائرات مسيّرة في الأراضي الأردنية، ومنها مناطق مأهولة بالسكان، ما قد يتسبب بخسائر».
وأكد المصدر أن القوات المسلحة الأردنية تعمل على مدار الساعة لحماية حدود الوطن براً وبحراً وجواً، ولن تسمح بانتهاك المجال الجوي الأردني تحت أي ظرف، مهيباً بالمواطنين «عدم تناقل شائعات وروايات من شأنها إثارة الهلع والفوضى، وضرورة تلقي المعلومات من مصادرها الرسمية».
وحثّت مديرية الأمن العام المواطنين على عدم التجمهر في الشوارع أو الاقتراب من أي أجسام ساقطة أو التعامل معها لحين وصول الفرق المختصة.
وبيّنت أنه في حال نشوب حريق أو حدوث خسائر مادية أو بشرية جرّاء الحطام المتساقط، يجب تحديد الأماكن بدقة من خلال الاتصال على الرقم 911، لضمان السلامة العامة.
من جانبها، نشرت السفارة الأميركية في الأردن «رسالة إنذار أمني» لرعاياها في جميع أنحاء البلاد، قائلة إن «لديها مؤشرات لوجود صواريخ أو طائرات مسيّرة تحلق فوق الأجواء الأردنية». وطلبت «الحفاظ على أقصى قدر من الوعي، وفي حالة وقوع مثل هذا الحادث، البحث عن غطاء علوي ومأوى حتى إشعار آخر، والبقاء في الداخل وعدم التعرض لسقوط الحطام».
وزادت السفارة أنه بـ«سبب التوترات المرتفعة في المنطقة، لا تزال البيئة الأمنية معقّدة ويمكن أن تتغير بسرعة. نذكّر المواطنين الأميركيين باستمرار الحاجة إلى توخي الحذر، ونشجعهم على مراقبة الأخبار للتطورات العاجلة».
وبينما كان سكان الأردن يتمتعون بإجازة يوم الجمعة، دعت مديرية الأمن العام المواطنين إلى الاستجابة للإرشادات الصادرة عن الجهات المختصة في ظل التصعيد العسكري في المنطقة.
الأردن لن يكون ساحة حرب
في الأثناء، أكد وزير الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، أن المملكة «لم ولن تسمح باختراق أجوائها، ولن تكون ساحة حرب لأي صراع»، مشدّداً في الوقت نفسه على أن «أمن الوطن خط أحمر، وأنه لن يُسمح بتعريض أمن المملكة وسلامتها وسلامة مواطنيها للخطر».
ودعا المومني، في بيان صحافي، المجتمع الدولي إلى الضغط على الأطراف المعنية من أجل التهدئة ومنع التصعيد، محذّراً من تداول مقاطع مصوّرة مضللة أو معلومات مغلوطة، داعياً الجميع إلى استقاء المعلومات من مصادرها الرسمية.
وقبل الضربات الإسرائيلية، سيطرت عناوين إخبارية على الفضاء العام، لا سيما إخلاء أميركا لمواطنيها في دول بالشرق الأوسط، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لم يعد واثقاً من إمكانية إبرام صفقة مع إيران، إلى جانب أن رئيس الحكومة الإسرائيلية سيتعجل الهجوم على طهران لتنفيس ضغوط داخلية سببها العمل على حل «الكنيست» وبالتالي تهديد حكومته.
وشجعت هذه الأخبارعلى ترجيح قرب موعد الضربة لقدرات طهران العسكرية، لكن تقديرات هؤلاء كانت تفيد بأن واشنطن وتل أبيب قد تلجآن إلى «تقاسم الأدوار وظيفياً»؛ إذ تتولى إسرائيل الهجوم على طهران عسكرياً، بينما تتحكم فيه الولايات المتحدة بأوراق التفاوض «تحت النار».
وتُدرك إيران، بحسب التقديرات، أن التنازل عن أي نسب تتعلق بتخصيب اليورانيوم في مشروعها النووي، سيكون متبوعاً بتنازلات أخرى استراتيجية عسكرية وسياسية من جانبها. في وقت لا تستطيع فيه طهران تقديم تنازلات استراتيجية، مما يدفعها مكرهة لقبول التحدي العسكري الإسرائيلي.
وأمام ذلك التقدير، فإن أميركا تجد بـ«التفاوض تحت النار» مع طهران «فرصة» لدفعها نحو «التخلي عن مشروعها النووي» الذي تعارضه تل أبيب بشدة.
وبعد إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية «إدانتها لإيران وعدم امتثالها للالتزامات المترتبة، وأن برنامجها النووي ليس مدنياً»، فقد منح هذا الإعلان «رخصة الحرب التي تريدها إسرائيل من واشنطن»، وفق التقديرات .