ما زاد على حدّه انقلب إلى ضده !!

{title}
أخبار دقيقة - كتب - محمد داودية 
 (أرجو ان تتأملوا هذه المقالة التي كتبتها قبل عام !!)

تسفر المراهقةُ السياسية، والشططُ، والمغالبةُ، والاستهانةُ بقوى الدولة الصلبة، والتطاولُ على المهابة، التي هي من أركان الحكم الوطيد، عن الاضطرار إلى قرار القطع والقلع، ورد قوى المغالبة السياسية الواهمة إلى أحجامها، وهي القوى التي أرخت لها السلطات العنان، وجرّتها إلى الغيبوبة السياسية والارتطام بالحقائق الصلبة، التي مفادها ان الديمقراطية التي سَمّنتكم، لها قدرات أضخم مما حسبتم، مثلما ان لكم تأثيرًا أقل مما حسبتم !!

إنها مآلات طبيعية لمطاولة السلطات، وتجريب ردودها، واختبار صبرها !!

ويجدر ان يكون في الحسبان، ان الشطط والمغالبة والتطاول على هيبة الحكم، لا يستفز المؤسسات الرسمية والأمنية والعسكرية فقط، بل يستفز القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التي تجد ان «الصبر الإستراتيجي» ليس مفيدًا مع من يحرّكهم النزقُ والمزاودةُ والطفولةُ السياسية، الذين يعتبرون الصبرَ ضعفًا والتسامحَ رضوخًا.

ثمة في بلادنا قوًى شديدة الجهل بمن تستفز، مفرطة في تقدير أوزانها، قوى لا تتقن التكتيكات والمناورات، قوى لا تجيد فن التقدم والتراجع، قوى صوتية، لا ترى في أداء بلادنا أية إيجابية أو مدعاة للتنويه، وفي المقابل تطرب إلى صدى صوتها المتضخم المتورم فوق البكبات !!

جماعة المنصات والسماعات والبكبات، فيهم حَولٌ، وخصاصُ وطنية، وضعفُ بصيرة، يتبجحون فيعلنون ان برنامجهم ليس أردنيًا !!، أولئك ينطبق عليهم قول بديع الزمان الهمذاني:

ستعلمُ حين ينجلي الغبارُ،

أفرسٌ تحتكَ أم حمارُ !!

ثمة شططٌ مفرطٌ في ديمقراطية الكويت، لا يختلف كثيرًا عن الشطط الذي نلمسه هنا.

ويقف خلف شطط الكويت، الذي استدعى الإطاحة والإزاحة، قوًى ليست ديمقراطية، قوًى أنانيةٌ انقلابيةٌ إقصائية، عرفناها حين أضاعت الممكن في طلب المستحيل المتمثل في طلبها الحد الأقصى، حين ظنت ان  نجاحها في الانتخابات النزيهة، يعني الاستحواذ على السلطة، مما دعا أمير الكويت الشيخ الوازن الحكيم، مشعل الأحمد الجابر الصباح، إلى إعلان رفض استغلال الديمقراطية لتدمير الدولة، رداً على التصريحات العنيفة وتهديدات وعنتريات أعضاء من مجلس الأمة الجديد.

لا شك انها انتكاسة مؤلمة، صنعتها القوى الكويتية المتطرفةُ سياسيًا !!

 نعتز بالكويت، قلعة العروبة وسند فلسطين والأردن وواحة الديمقراطية.

نحب الكويت التي من صحافتها الحرة، تعرفنا على العبقري ناجي العلي وإسماعيل فهد إسماعيل كاتب رواية «كانت السماء زرقاء». وعلى فيلم «بس يا بحر». وعلى مسرحية «باي باي لندن». وعلى الشاعر الكبير المظلوم فهد العسكر.

في الكويت نشأت مجلات العربي والطليعة والفكر المعاصر وعالم المعرفة والفنون التشكيلية.

ستعبر الكويت المخاضات، وستواصل التقدم والصعود بقيادة أميرها الحازم، وبرشد شعبها العربي، وصلابة وعيه، وعمق انحيازه للتعددية السياسية والديمقراطية.

تصميم و تطوير