#عاجل.."الإخوان" تسعى لترسيخ وجودها في مراكز صنع القرار النقابي

أخبار دقيقة -
خاص- فايز الشاقلدي
يسعى حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسية للإخوان المسلمين إلى استعادة حضوره السياسي وتعزيز نفوذه من خلال الانتخابات في النقابات المهنية القادمة، إدراكاً منه لأهميته كمنصات مؤثرة في المشهد السياسي والاجتماعي جنباً لحضوره تحت قبة البرلمان.
وبحسب ما نشاهده من تحركات فإن الإخوان تطمح إلى تحقيق نتائج إيجابية في هذه الانتخابات وتصدر القوائم، تعويضاً لتراجعها الملاحظ في الشارع وإعادة ترسيخ وجودها في مراكز صناعة القرار النقابي، مما قد يمنحها أوراق ضغط جديدة في معادلة التوازنات السياسية الداخلية.
وحاولت جماعة الإخوان المسلمين السيطرة تاريخياً على عدد من النقابات المهنية وتعزيز نفوذها في واحدة من أنشط منصات العمل السياسي والاجتماعي في البلاد.
فمنذ تسعينيات القرن الـ20، سيطر الإخوان المسلمون على عدد من النقابات المهنية البارزة كنقابات المهندسين والمحامين والأطباء، ولاحقاً نقابة المعلمين التي أغلقت بقرار قضائي عام 2020.
وفي الأعوام الأخيرة تراجع حجم نفوذ الإخوان في النقابات المهنية لصالح تيارات سياسية وسطية واخرى قريبة من الحكومة، مما دفع مرشحي الجماعة إلى الانسحاب من كثير من هذه النقابات بزعم ان الحكومات تسيطر عليها وتؤثر في نتائجها.
وتبحث الإخوان عن تعزيز وجودها في النقابات المهنية لتعويض التراجع العام لها والحفاظ على نفوذها الاجتماعي والسياسي، مما يعكس قدرتها على التكيف مع المتغيرات السياسية، وبناء التحالفات مع قوى سياسية واجتماعية.
ووفق نقابيون فان جماعة الإخوان تصر على ترديد تهمة التدخل الرسمي في انتخابات النقابات المهنية على رغم نفي الحكومة ذلك، وكانت قد حذرت الجماعة مجدداً من تكرار سيناريو التدخلات في انتخابات النقابات المهنية عام 2022 التي تسببت بتراجع دور ومكانة النقابات المهنية على حد تعبيرها.
ووجه حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الإخوان مذكرة إلى رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، طلب فيها وقف التدخل في انتخابات النقابات المهنية التي ستجرى هذا العام.
وفي الوقت الذي يزعم الإخوان تدخل الحكومة في الانتخابات قالت تيارات اخرى إن ما يحدث فعلياً هو تراجع حضور الإسلاميين في النقابات، ومن ثم تراجع الثقة بمشروعهم السياسي وتفضيل مشاريع سياسية ونقابية أخرى، لذا فمن غير المنصف تحميل فشل هذا المشروع للآخرين.
وتعتبر النقابات المهنية من أبرز مؤسسات المجتمع المدني، إذ يتجاوز عدد أعضائها نصف مليون منتسب، وتقدم لمنتسبيها عدداً من الخدمات المهمة مثل القروض وخطط الإسكان والتأمين الصحي ومعاش التقاعد وخدمات أخرى، كذلك فإنها تشكل مظلة حماية اجتماعية لمنتسبيها.