مختصون ومواطنون ل "دقيقة أخبار" : "السوشيال ميديا».. المتهم الأول لتشكيل صورة غير واقعية عن الزواج والعزوف عنه

{title}
أخبار دقيقة -
 الخزاعي: السوشال ميديا تُشكل تصورات غير واقعية عن الزواج وتؤثر على قرارات الفتيات
الزعبي : "الميديا" ترفع التوقعات وتسبب صدمة عند مواجهة الواقع الفعلي
دقيقة أخبار - روند شحادة 
 أجمع مختصون ومواطنون على أن مواقع التواصل الاجتماعي المتهم الأول لتشكيل صورة غير واقعية عن الزواج وعزوف الشباب عنه ، ورسم لحظات "هوليوودية " في عقول الفتيات، لكثرة تواجد المستشارين والمؤثرين الغير متخصصين في العلاقات الاجتماعية، والذين يدلون بآرائهم غير المدروسة، إضافة إلى حفلات زواج المشاهير التي تظهر ببذخ غير مبرر، ما يرفع سقف الآمال والتطلعات لدى الشباب وخاصة الفتيات.
 حيث أصبحت "السوشال ميديا" ،جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، والتي باتت تأثير هذه المنصات أكثر وضوحاً على الفتيات المقبلات على الزواج من خلال المنشورات والفيديوهات التي تروج لصورة مثالية للعلاقات الزوجية، أصبح لديهم توقعات قد لا تكون واقعية مما قد يؤثر على قراراتهم ونظراتهم للحياة الزوجية .
ولا يقتصر التأثير على التوقعات العاطفية فقط، بل يمتد أيضاً إلى أتخاذ القرارات، فبعض الفتيات يعتمدون على نصائح المؤثرين على "السوشال ميديا" عند أختيار شريك الحياة، دون النظر إلى الفروق الفردية والظروف الخاصة بكل علاقة .
بدوره، قال أخصائي علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي ، أن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الفتيات المقبلات على الزواج يحمل جوانب إيجابية وسلبية، مشيراً إلى أن الأمر يعتمد على كيفية استخدام هذه الوسائل.
ولفت الخزاعي ، أن الجانب الإيجابي يتمثل في قدرة الفتاة على التعرف على العادات والتقاليد والحقوق والواجبات الزوجية، مما يساعدها على بناء فهم أعمق للحياة الزوجية، كما أنها قد تكتسب مهارات حياتية مهمة، مثل المودة، المحبة، الاحترام، التقدير، والتعاون بين الأزواج، إلى جانب إدارة المنزل وتوزيع الوقت، وهي عوامل تسهم في زواج أكثر استقراراً وتساعد في تجاوز العقبات الاجتماعية.
حذر أيضاً من التأثيرات السلبية التي قد تترتب على الانجراف وراء الصورة المثالية التي ترسمها السوشال ميديا عن الزواج، مثل التوقعات غير الواقعية حول حفلات الزفاف الفاخرة، وارتفاع تكاليف الزواج، والمبالغة في الكماليات.
 وأن بعض الفتيات قد يتأثرن بسلوكيات غير صحية مثل عدم تحمل المسؤولية، الحرية غير المنضبطة، وعدم التعاون بين الأزواج، مما قد يؤثر سلباً على استقرار العلاقة الزوجية ، بحد قوله .
وشدد على أهمية التعامل بحذر مع تأثير الموضة والمحتوى الذي يُعرض على وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكداً ضرورة توجيه هذه التكنولوجيا لخدمة الحياة الزوجية بدلاً من استخدامها لترسيخ مفاهيم الرفاهية الزائدة والمظاهر البعيدة عن الواقع.
 وأكد على أن الاحترام، التقدير، المحبة، التعاون، والالتزام بالمسؤوليات الزوجية، هي الأسس التي ينبغي التركيز عليها لضمان علاقة زوجية ناجحة ومستقرة.
وفي ذات السياق ،أشارت الأستاذة المشاركة والمتخصصة في التربية الإعلامية والمعلوماتية الدكتورة ريم الزعبي، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤثر بشكل كبير على نظرة الفتيات للزواج وأدوارهن في العلاقة الزوجية .
 وأوضحت الزعبي ، أن هذه الوسائل تعيد تشكيل المفاهيم التقليدية للزواج، إذ تعرض نماذج متنوعة للعلاقات، بعضها يعكس الشراكة القائمة على المساواة والإستقلالية، بينما يروج البعض الآخر لصورة الزواج الفاخر القائم على المظاهر.
ونتيجة لذلك قد ترتفع توقعات الفتيات حول الحياة الحياة الزوجية، مما قد يؤدي إلى صدمات عند مواجهة الواقع الفعلي ، بحسب الزعبي .
وتؤكد الزعبي إلى أن المحتوى المنتشر حول الزواج على منصات التواصل لا يعكس الواقع، بل يساهم في خلق تصورات مشوهة أو غير واقعية عن العلاقات الزوجية، معظم ما يتم نشره يكون انتقائياً، حيث يُعرض اللحظات السعيدة والمثالية بينما يتم تجاهل الجوانب الصعبة والتحديات الواقعية التي تواجه الأزواج، هذا يخلق صورة رومانسية مبالغ فيها عن الزواج، مما قد يؤدي إلى خيبة أمل عند مواجهة الحقائق اليومية للعلاقة الزوجية .
كما تشير إلى أن" السوشال ميديا "يمكن أن تسبب ضغوط نفسية على الفتيات بعدة طرق، أبرزها تضخيم التوقعات من خلال الترويج لحفلات زفاف فاخرة وعلاقات مثالية، مما يجعل الفتاة تشعر بأنها مطالبة بتحقيق معايير يصعب الوصول إليها.
وإضافة إلى ذلك، فإن المقارنة المستمرة مع الصور المثالية للزواج قد تؤدي إلى شعور بعدم الكفاية، وإيضاً الخوف من الفشل عندما ترى الفتاة قصص نجاح لعلاقات زوجية مثالية، قد تخشى أن يكون زواجها أقل نجاحاً، مما يزيد من قلقها وتوترها حيال ذلك.
وتشير إيضاً، إلى أن الفتيات غالباً ما يتأثرن بصور الرفاهية والعلاقات المثالية التي يتم الترويج لها على السوشال ميديا، خاصة إذا لم يكن لديهن تجربة سابقة في العلاقات الزوجية .
وتوصي بضرورة توعية الفتيات المقبلات على الزواج بالاستخدام الواعي لمنصات التواصل، من خلال تعزيز التفكير النقدي عند التعامل مع المحتوى المنشور، والحرص على متابعة مصادر متنوعة لا تقتصر على الصور المثالية، إضافة إلى تقليل المقارنات مع الآخرين وإدارة وقت الإستخدام بشكل متوازن .
وتحذر من خطور إعتماد الفتيات على تجارب المشاهير والمؤثرين في إتخاذ قرارات تخص حياتهن الزوجية، إذ إن هذه التجارب غالباً ما تكون مبنية على ظروف استثنائية لا تعكس الواقع الحقيقي، وقد تؤدي إلى تعميمات خاطئة، كما أن بعض المؤثرين يروجون لنصائح غير علمية قائمة على تجاربهم الشخصية، مما قد يدفع الفتيات إلى اتخاذ قرارات غير مدروسة بناءً على معايير غير مناسبة لحياتهن وظروفهن الخاصة.
 داليا حسين فتاة مقبلة على الزواج تناغمت مع قول المختصين بقولها .." نعم، المحتوى الذي يُعرض على السوشال ميديا في وقتنا الحالي قد أثر بشكل كبير على رأي كفتاة حول الزواج أصبحت لدي توقعات مختلفة مثل العروض الرومانسية (البروبوزل)، وتصميم خاتم خاص بي، وعرض الزواج في أحد الجزر، هذه الأمور بدأت تؤثر على مشاعري وتجلعني أتخيل الزواج بشكل مختلف عن الطريقة التقليدية التي كنت أفكر فيها سابقاً" .
وقالت منار خالد فتاة متزوجة :" كنت أعتقد أن الزواج يجب أن يكون مثل ما أراه على السوشال ميديا، مليئاً باللحظات المثالية والهدايا الفاخرة لكن مع مرور الوقت، أدركت أن هذه الصور لا تعكس الواقع، وأصبحت تؤثر سلباً على علاقتي مع زوجي، كنت أتوقع منه أن يحقق لي ما أراه على الأنترنت، مما دمر حياتنا في البداية  قبل أن نتعلم كيف نتعامل مع التحديات الزوجية الحقيقية".
من جهة أخرى عبدالله أحمد أحد الشبان المقبلين على الزواج والذي عبر عن معاناته قائلاً : " بالتأكيد السوشال ميديا أثرت على الفتيات، الكثير من الفتيات اليوم صاروا يتوقعون أن يكون الزواج مجرد حلم يتحقق، ويعتقدون أن الحياة الزوجية هي فقط اللحظات الجميلة التي يتم عرضها، لكن الحقيقة أن الحياة الزوجية تتضمن الكثير من التحديات والمسؤوليات التي لا تظهر على المنصات " .
من جانب اخر، قال وليد عمر شاب منفصل عن زوجته:"كانت شريكتي دائماً تقارن علاقتنا بما تراه على السوشال ميديا، خاصة عندما تشاهد الهدايا المبالغ فيها، في بعض الأحيان كانت تشعر بالإحباط إذا لم أقم بتصرفات مشابهة لما تراه، وهذا الشيء لم أستطع تحمله مما أدى إلى إنفصالنا".
وفي ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، بات من الواضح أن تأثيرها على نظرة الفتيات للزواج لم يعد مجرد أمر هامشي، بل أصبح عاملاً جوهريًا في تشكيل توقعاتهن وأفكارهن حول العلاقات الزوجية.
 وبينما توفر هذه المنصات فرصة لاكتساب المعرفة والتوعية بحقوق وواجبات الزواج، إلا أنها في المقابل قد تخلق صورة غير واقعية عن الحياة الزوجية، مما يؤدي إلى ضغوط نفسية، وخيبات أمل، وحتى توترات في العلاقات لذلك، من الضروري تعزيز الوعي حول الاستخدام المتوازن والواعي لهذه المنصات، مع التركيز على بناء فهم حقيقي للحياة الزوجية، قائم على التفاهم والمسؤولية بدلاً من المظاهر المثالية.
 كما أن دور الأهل والمجتمع يبقى أساسيًا في تقديم الدعم والإرشاد للفتيات المقبلات على الزواج، لضمان اتخاذ قرارات مبنية على الواقع، وليس على تصورات خادعة تروج لها السوشال ميديا.
 ومن الواضح أن "السوشال ميديا" ، أصبحت منصة رئيسية لتشكيل الرأي العام حول العلاقات الزوجية،  هذا المحتوى الذين يشاهدونه من خلال" السوشال ميديا" قد يجعلهم يعتقدون أن الزواج يجب أن يكون بهذه الصورة المثالية، مما قد يؤدي إلى بناء توقعات غير واقعية، وتكتشف ذلك بعد الزواج .
تصميم و تطوير