هل يتمكن نتنياهو من تحقيق أهدافه.. بقلم حمادة فراعنة

{title}
أخبار دقيقة -

صمد الفلسطينيون في معركة غزة، ولكنهم لم ينتصروا بعد، وأخفق الإسرائيليون من تحقيق أهدافهم،  ولكنهم لم يُهزموا بعد، هذه النتائج هي  حصيلة 7 أكتوبر 2023، وما بعدها، وتداعياتها، إلى اليوم، والتي تعتبر المحطة الرئيسية الرابعة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني الحديث، منذ تأسيس منظمة التحرير وانطلاق الثورة الفلسطينية، قبل وخلال وبعد 1967.

لم تستطع حكومة المستعمرة، حكومة نتنياهو الأئتلافية، في الحرب، والاشتباكات، وميدان المعركة برياً وجوياً وبحرياً، واستخبارياً وتكنولوجياً وهجومها الهمجي، على قطاع غزة ضد المقاومين، وضد المدنيين، منذ 8 أكتوبر 2023، لم تستطع: 1- تصفية المقاومة الفلسطينية وإجتثاث حركتي حماس والجهاد، 2-- إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين بدون عملية تبادل، 3- طرد وتشريد ودفع أهالي قطاع غزة نحو الرحيل إلى سيناء، ولذلك ما لم تستطع تحقيقه طوال الحرب، اضطرت إلى تغيير أدواتها بهدف تحقيقه بواسطة المفاوضات غير المباشرة، والمعركة السياسية منذ بدء تنفيذ محطات التهدئة ووقف إطلاق النار يوم 19 كانون ثاني يناير 2025.

انسحاب بن غفير من حكومته، وانتهاء الجيش والمخابرات من تشكيل لجان تحقيق بشأن اخفاقهما في عملية 7 أكتوبر 2023، ومطالبة المحكمة العليا نتنياهو لتشكيل لجنة تحقيق مع الحكومة بشأن «التقصير» الذي وقعت به، وإعطاؤه مهلة لغاية شهر آيار لتشكيل لجنة التحقيق لتبدأ عملها التحقيقي، دفعته نحو تغيير أدواته، فعمل على: 1- تغيير وزير الحرب يؤاف جالنت بالمتطرف إسرائيل كاتس، وهو أحد المقربين إليه، وينفذ تعليماته، 2- تغيير رئيس جهاز المخابرات العسكرية أمان أهارون هاليفي،3- تغيير رئيس الأركان السابق هيرتسي هاليفي إلى رئيس أركان جديد إيال زامير كإمعة في يده، 4- اتخاذ قرار لإقالة رئيس المخابرات الشاباك الحالي رونين بار.

 من أجل تحقيق أهدافه، للتهرب من : 1- الاخفاق الذي وقع فيه، 2- التهرب من تشكيل لجنة التحقيق مع الحكومة وتأجيلها، 3- حتى يحقق المزيد من الإنجازات بالقتل والتدمير والاغتيال للفلسطينيين، دفعه لتغيير أدواته وخياره الأحادي، إلى الخيار المزدوج.

فريق نتنياهو السابق لدى الجيش والمخابرات، أعلنوا علناً، أنه لم يعد في قطاع غزة أهداف استراتيجية يمكن تحقيقها، فعمل على تغيير قادة الأجهزة العسكرية والأمنية، وعمل على تغيير خياراته عبر المزاوجة بين الحالتين: 1-الحرب، مع 2- المفاوضات، ولذلك بدء معركته وحربه وعدوانه فجر الثلاثاء 18/3/2025/ بهدف تحقيق إنجازات سياسية، لم يتمكن من تحقيقها طوال حربه السابقة منذ 8 أكتوبر 2023، حتى 15 كانون ثاني يناير 2025، فعمل على تحقيقها بالمفاوضات والمعركة السياسية متوهماً أن خسائر الشعب الفلسطيني من قتل أكثر من خمسين الفاً، وإصابة ضعفهم أكثر من مئة الف، وتدمير ثلثي قطاع غزة ستدفع المقاومة للرضوخ والشعب الفلسطيني للاستسلام، فكان الرد بمسيرات العودة الجماهيرية من قبل أهالي قطاع غزة، والتفاوض عالي المستوى من قبل حركتي حماس والجهاد، فهل يُفلح نتنياهو بدءاً من فجر الثلاثاء 18/3/2025، عبر المزاوجة بين خياري:1- الحرب، 2- المفاوضات من تحقيق ما سبق وفشل في تحقيقه عبر خياراته الأحادية السابقة؟؟.

لا خيار أمام الفلسطينيين الذين يتعرضون لأقسى حملة قصف وقتل وتدمير في قطاع غزة، سوى مواصلة البقاء والصمود، رغم امكاناتهم المتواضعة العسكرية والبشرية والمادية والاغاثية والغذائية، أو حتى فقدانها، لا خيار أمامهم لمواجهة عدوهم الذي لا عدو لهم غيره، سوى مواصلة معركة عدم الرضوخ ورفض الاستسلام حتى يتمكنوا من انتزاع حريتهم واستقلالهم مهما غلا الثمن.

تصميم و تطوير