لارا علي العتوم تكتب :التزاحم

{title}
أخبار دقيقة -

كما كنا على ابواب حرب تشعل المنطقة، اصبحنا متجهين نحو تقسيم الكرة الارضية، وظهور مراكز جديدة للقرار السياسي، وتمزيق للترابط الاقتصادي والسياسي الذي قد يكون قد تم نسجه منذ قديم الزمان.فالاحداث التي تعج في العالم قد تنجح في تغيير مسرح العالم وقد تنجح في خلق نوع من الاضطراب السياسي والاقتصادي في قسم كبير من الكرة الارضية، بما يفرض وقفة للتفكير العميق والتمعن في التاريخ.وقد يكون المثال الاوضح لهذا التزاحم هو ما تشهده الشاشات من تزاحم بالمسلسلات التي لا تعكس اهتمامات الاجيال الحاضرة والتي تشعر بالتخمة من قيم ترعرعت عليها وبالاخص تلك التي تمس الحياة اليومية والاسرة، فهذا التزاحم في حياتهم لا يجد له مكانا في حياتهم الا لتعبئة اوقات الفراغ، إذ يعتمد النجاح فيها على المجتمع الطاغي اعلامياً والبعيد عن الدقة او حتى الطرح الحديث.هذا التناقض بين الجيل التقدمي الذي نضع على عاتقه المستقبل المشرق وبين شيخوخة العرض يستوجب ضرورة التمسك بجميع ادوات الامن الاجتماعي لضمان حياة وطن مفعمة بالحداثة بمايشيه الزخم التي تعيشه الكرة الارضية والذي اخذها الى نقطة توقفت فيها المشاريع الكوكبية الكبرى، التي اصبحت الاجيال الحاضرة وحتى القادمة بالنسبة لها مجرد ارقام لتحقيق حساباتها وحتى تحقيق القرار التي تريده في الدوائر السياسية.وللمفارقة ان هذه هى الاجيال التي تعي التهديد الذي سيؤثر على حياتهم، مع الحقيقة الثابتة ان الشعوب لا تتغير بل تنتقل، بما جعل هذا الزخم كالخيط الهادي في الواقع وفي المخططات للافكار التي تتعلق بالقضايا الكبرى، دون الاكتراث لاي حثيات التي يكمن اهمها في الانفجار الديموغرافي تماما كالانفجار في عدد الممثلين على الشاشات.الدول التي ادخلت العالم هذا التزاحم المفرض هى نفسها التي فرضت الانظمة طوعاً او اجباراً منذ اكثر من خمسين عاماً، وهى نفسها تفرط كل النظم التي شكلتها حتى النظم الاخلاقية وتنطلق لتتسابق في تصديع علاقات التضامن والروابط التي توطدت رويداً رويداً في العالم.ان المملثين الحقيقيين للعبة الاوطان التي تخطها اقلام لعبة السياسة الجغرافية هم الاوطان الذين تتوفر لديهم سيادة سياسية وارادة وقدرة وطنية، ويتم تحديد مدته بالقدرة التي يمتلكونها تلك الاقلام على استمراريتهم ضمن الدرجات العالية من التغاضي عن تلك الجموع البشرية الثقيلة والواسعة، الساكنة في الظاهر لكنها في الواقع في حالة تخمر متسارع، فهذه الجموع هى نقطة الثبات لدولهم واوطانهم ومستقبلهم.

حمى الله أمتنا 

حمى الله الأردن

تصميم و تطوير