لو كان حاتم علي حيا..كيف سيرسم لوحة العودة ؟
![{title}](https://daqiqahnews.com/assets/2025-01-29/images/9_news_1738146255.jpg)
أخبار دقيقة -
كتب - فايز الشاقلدي
اللوحة الفنية المزخرفة التي رسمها الغزاوي في مشهد عشرات الآلاف من النازحين يعودون إلى أنقاض منازلهم لنصب الخيام والإصرار على الأرض وحب الوطن ، كفيلا كدليل على رفض شعب غزة لكافة المخططات التي تحاك لتهجيرهم، وأنهم شعب استحال ويستحيل اقتلاعه من أرضه، مهما كانت المخططات أو الطرق، وهو أمر يظهر من أسطورية التدفق الفلسطيني من مناطق غزة إلى أنقاض بيوت تظل رمزا لصمود الشعب، وهى لحظات يجب أن ينسى فيها الجميع الاختلاف والتنوع فى وجهات النظر، الوسائل والغايات، ويسعون إلى مواقف تؤكد الغايات، مهما اختلفت الوسائل.
وما زلنا نعتقد أن اتفاق وقف النار، هو خطوة نحو الخطوات الأهم، وهو تثبيت الوقف، والبدء فى إعادة إعمار غزة بسرعة ومن دون إبطاء، مع الأخذ فى الاعتبار أن أهالى غزة لم يشتكوا ولم يطلبوا هجرة مؤقتة حتى يتم الإعمار .
والواقع أن الشعب الفلسطيني في مخيمات الشتات كاصحاب للقضية بجانب المحللين السياسيين ومن كان لهم باع طويل في تحليل المشهد ، كانوا متنبهين إلى أن وراء رد الفعل المجرم من قبل الاحتلال على غزة، أمر يتجاوز مزاعم الدفاع عن النفس، ورغبة فى إبادة الشعب الفلسطينى، وهو أمر يستحيل على مدى عقود .
تحرك الآلاف من الفلسطينيين على الطرق الرئيسية المؤدية إلى شمال القطاع بعد أن رفعت "إسرائيل" حواجز الطرق إثر موافقة حركة حماس على تسليم الرهينة" الإسرائيلية" أربيل يهود ورهينتين أخريين، رسم لوحة مزخرفه في ذاكرة الأجيال القادمة من التغريبة الفلسطينية بالعودة لا بالنزوح .
صيحات الفرح...التي سمعناها من آلاف الأسر النازحة فى الملاجئ ومخيمات النازحين فور فتح نقاط العبور التي أظهرتها لقطات تليفزيونية من حشودٕ كبيرة تتحرك إتجاه العودة ، عاد بي إلى لقطات مسلسل التغريبة الفلسطينية للكاتب وليد سيف والمخرج المرحوم حاتم العلي الذي جسد معاناة الفلسطيني في اللجوء والنزوح عنوتاً عن أرضه .
العودة "الصغرى" إلى غزة التي رسمها الغزاوي تُحيي آمال عودة الفلسطينيين في الشتات وفي مخيمات اللاجئين إلى كامل أراضيهم ، تلك الآمال وجدتها في تعابير وجه أبي وهو يستمع إلى مراسل إحدى القنوات الفضائيه فنظرت إلى عيناه وقال دون أن أنهمر عليه في السؤال "طوال عمري وأنا أحلم في العودة إلى مدينة اللد .
كان التغريبة الفلسطينية الاستثناء الوحيد ليسمح لنا أبي بالسهر ساعة أخرى، فالتغريبة لم يكن مجرد مسلسلًا، بل عملًا فنيًّا متكاملًا يجعل منك جزءًا من الحكاية، فتتألم وتبكي أو تضحك كأنك تعيش كل تلك التفاصيل. هذا كلّه كان في الماضي، أما عندما بدأت تغريبتنا ونحن في سن الوعي والنضج ، لم نجد ما قد يصف التراجيديا التي حدثت في غزة أكثر من هذا المسلسل، إنه يصف ما يحدث بالتفصيل، وكأن التاريخ يعيد نفسه لكن بصورة أخرى، فهذه المرة قاتِلنا نفسه لكن المقاوم قد أعد العدة والعتاد... إنه يصف ألم الطبقيّة والعنصريّة واللجوء والمخيّمات، فتنقبض قلوبنا عند كل مشهد للقصف واللجوء والبعثرة في الشتات، نذرف الدموع لأننا نشعر بما يحدث، ولأن التاريخ يكرر نفسه، ولأنه لا عدل ولا إنصاف في واقعنا..سؤالي لو عاد الفنان حاتم علي حيا كيف سيتناول ويجسد مشهد عودة النازحين.